المدربون الإيطاليون في إنجلترا.. هجرة إلى المجد أم هروب من “الكالشيو”؟
لم تكن هجرة 9 مدربين إيطاليين إلى الكرة الإنجليزية منذ نهاية التسعينيات وحتى الآن من قبيل المصادفة، حيث يمكن وصف الأمر بالظاهرة قياساً إلى العدد الذي جذبته أضواء الكرة الإنجليزية، وأصبحنا أمام سؤال يبحث عن إجابة.. هل هي الهجرة إلى المجد؟ أم الهروب من أفول وتراجع الدوري الإيطالي؟ فقد جاء تعاقد مانشستر سيتي مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في ديسبمر الماضي دافعاً لتحريك الأقلام الإنجليزية والأوروبية للبحث في هذه الظاهرة، فالكرة الإنجليزية تعد واحدة من أعرق المدارس الكروية في أوروبا والعالم، وخلال فترات طويلة كان المدرب الإنجليزي يتمتع بسيادة شبه مطلقة في الدوري الإنجليزي، وسيطرة كاملة على مقاليد الإدارة الفنية للمنتخب تمثلت في تولي 13 مدرباً إنجليزياً قيادة الأمور على مدار 70 عاماً، ولم ينجح سوى اريكسون السويدي وكابيلو الإنجليزي في اختراق السيطرة الإنجليزية على المنصب.
وتشير النتائج التي تحققت حتى الآن إلى نجاح ملحوظ لكابيلو مع المنتخب وأنشيلوتي مع تشيلسي وبداية طيبة لمانشيني مع مانشستر سيتي، ومسيرة لا بأس بها لفرانكو زولا مع وست هام، ودي ماتيو مع وست بروميتش، ورانيري مع تشيلسي، فيما أخفق فيالي ودي كانيو في ترك بصمة حقيقية على الكرة الإنجليزية.
كابيلو أعاد الأمل للإنجليز
في ديسمبر 2007 ألقى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بقنبلة في الأوساط الكروية العالمية حينما أعلن عن توصله إلى اتفاق مع المدرب الإيطالي الشهير فابيو كابيلو لتولي القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي، ونجح كابيلو في إقناع الإنجليز بتعيين جهاز فني إيطالي بالكامل لمساعدته في مهمته، فتم التعاقد مع فرانكو بالديني للعمل في منصب المدرب العام، وايتالو جالبياني مساعداً للمدرب، وفرانكو تانكريدي مدرباً لحراس المرمى، وماسيمو نيري للياقة البدنية، ونجح الرجل الصارم في فرض أجواء الاستقرار على منتخب “الأسود الثلاثة” وكان نجاحه في السيطرة على الملاحقة الإعلامية والصحفية لنجوم الفريق الخطوة الأولى في منظومة النجاح التي توجها بالتأهل “السهل” إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا محققاً سلسلة متتالية من الانتصارات، جعلت البعض يرشح المنتخب للمنافسة الجادة على اللقب المونديالي. وخلال مسيرته مع الإنجليز منذ 2007 نجح كابيلو في تحقيق نسبة انتصارات غير مسبوقة في تاريخ جميع الأجهزة الفنية للمنتخب، فقد قاد الفريق للفوز في 15 مباراة والتعادل في مباراتين، ولم يتجرع مرارة الخسارة إلا في 4 مباريات فقط غالبيتها مباريات ودية، وكانت نسبة النجاح في 21 مباراة 71.5 %، ولم يقترب سوى المدرب الانجليزي جلين هودل من هذه النسبة، فقد نجح في قيادة المنتخب للفوز في 60 % من مبارياته الدولية خلال الفترة من العام 1996 حتى 1999.
يذكر ان كابيلو خلال مسيرته كمدرب بشكل عام خاض 563 مباراة فاز في 320 وتعادل في 163 وتلقى الهزيمة في 80 مباراة فقط محققاً نسبة نجاح 57 % ، وفاز بالكثير من البطولات مع الميلان وريال مدريد ويوفنتوس وروما.
المصدر: دبي