الجزيرة والوحدة يغسلان الأحزان الآسيوية في «الرابطة المحلية»
لن تكون مواجهة اليوم بين الجزيرة والوحدة مجرد مباراة العودة في قبل نهائي كأس الرابطة، بل هي قمة حقيقية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الصراع الملتهب هذا الموسم بين الفريقين على لقب الدوري المحلي والذي على ما يبدو أنه سيستمر حتى نهاية الجولة الأخيرة من البطولة.
وتأتي مواجهة اليوم بين الجارين اللدودين والغريمين التقليديين لتكون حلقة من مسلسل لقاء القمة وديربي العاصمة والذي سيسعى خلاله كل طرف إلى الفوز لضرب عدة عصافير بحجر واحد، فكل طرف يسعى لتأكيد تفوقه على الآخر في ظل انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، ما يعني أن لغة الفوز هي التي يتوقع لها أن تتحدث في هذه المواجهة.
وبنظرة سريعة إلى المعطيات التي تسبق لقاء اليوم، نرى الجزيرة عائداً من هزيمة آسيوية ثقيلة أمام أهلي جدة بخماسية هزت ثقة اللاعبين في أنفسهم ومن قبلها ثقة الجماهير العاشقة للعنكبوت الذي يحاول كل موسم المنافسة، قبل أن يصبح في موقف لا يحسد عليه، وهو ما يتكرر معه هذا الموسم خاصة وأن فارق النقاط في الدوري مع الوحدة بات متسعاً فضلاً عن تدهور النتائج والأداء بدوري الأبطال الآسيوي وتضاؤل الأمل بشكل كبير في بلوغ الأدوار النهائية ما يعني أن الفوز في مباراة اليوم على الوحدة المنافس اللدود والغريم التقليدي سيعني استعادة جزء من الثقة المفقودة على الأقل محلياً حتى يتمكن الفريق من مواصلة الأداء الإيجابي ووقف نزيف النقاط انتظاراً لما سيسفر عنه مشوار العنابي، كما يصب فوز الجزيرة أيضاً في مصلحته بالبطولة حيث يعني تأهله للمباراة النهائية، اللعب على لقب كأس رابطة المحترفين.
وعلى الجانب الآخر، لم يكن العنابي أفضل حالاً في البطولة الآسيوية، بعد أن خسر على أرضه أمام الاتحاد ليسقط في الجولة الآسيوية الثالثة، وتتضاءل فرصه في المنافسة هو الآخر، ما يعني أن لقاء اليوم هو فرصة مواتية لغسل أحزان لاعبيه وإعادة الفريق سريعاً لأجواء الدوري المحلي وطي الصفحة الآسيوية أملاً في حسم لقب الدوري والتأهل المباشر لمونديال الأندية بالعاصمة أبوظبي.
وأمام تلك الخلفيات التي تسبق المباراة نتوقع لها أن تكون مواجهة من العيار الثقيل بين غريمين يسعى كل منهما لتضميد جراحه الآسيوية، على حساب الآخر والتأهل لنهائي بطولة هامة ولو من الناحية المادية نظراً لارتفاع المكافأة المادية لصاحب اللقب.
وبناء على ظروف كل فريق نجد أن كفة التوقعات في لقاء اليوم تميل في اتجاه الوحدة صاحب الاستقرار الفني والنتائج الإيجابية المحلية نظراً لاهتزاز الجزيرة في ظهوره المحلي الأخير، أمام بني ياس وظهور علامات تراجع الأداء الفني وبخاصة على المستوى الهجومي، غير أن تلك التوقعات لا يجب أن تغفل قدرات فريق الجزيرة الذي يمتلك هو الآخر أسلحة فتاكة وإن أصابها العطل في لقاء هنا أو هناك، لأنها تظل في النهاية صاحبة قدرات عالية ويحذوها أمل كبير في العودة للأجواء المحلية سريعاً.
كما لا يجب أن نغفل العوامل النفسية التي تجعل من مواجهة اليوم بين الطرفين طوق النجاة لكل فريق، فالجهاز الإداري للجزيرة يهتم بعلاج لاعبيه نفسياً وخير دواء لهذا الداء هو تذوق طعم الفوز على فريق بحجم الوحدة متصدر البطولة وخطف بطاقة التأهل للنهائي على حسابه، بينما نجد المهمة أسهل بعض الشيء لدى الوحدة الذي وضع تركيزه على لقب الدوري وارتضت جماهيره بذلك.
ويتوقع أن يلعب كلا الفريقين مباراة يسيطر عليها الحذر، على الأقل خلال الشوط الأول، لاسيما أن الجزيرة يهتم بحسم المباراة، وانتهائها دون أهداف يعني تأهل الجزيرة مباشرة للنهائي لأنه سجل هدفاً في مباراة الذهاب بأرض الوحدة، وفي المقابل لابد أن يسجل العنابي ليهرب من مطب التعادل الإيجابي على أرضه وينهي المواجهة لصالحه.
الكمالي: طموحنا الوصول إلى النهائي
أبوظبي (الاتحاد) ـ قال حمدان الكمالي مدافع فريق الوحدة: ما حدث أمام الاتحاد أصبح من الماضي وهدفنا الآن تصحيح الصورة والوصول إلى نهائي كأس الرابطة ومن ثم الفوز بلقبها لأنها بطولة لها قيمتها، وستمثل دفعة قوية لنا قبل العودة إلى المرحلة الحاسمة من بطولة الدوري.
وأكد أن المباراة ستكون صعبة لقوة الفريقين على الساحة وانحصار المنافسة على لقب الدوري بينهما في الفترة الأخيرة وهذا يزيد من درجة الإثارة فضلاً عن أن المواجهة تعتبر «ديربي» له طبيعته الخاصة.
أضاف: من جانبنا نقدر ونحترم الجزيرة كفريق قوي وصعب المراس، وقد تفوق علينا هذا الموسم في مباراة وتفوقنا في الثانية على صعيد الدوري بينما كان التعادل سيد الموقف في لقاء الذهاب، لتكون هذه المباراة هي مباراة الحسم وسنعمل بكل قوتنا من أجل الفوز والوصول إلى المحطة الأخيرة في المنافسة.
ومضى: لقد تجاوزنا محطات صعبة في هذه المسابقة أو في الدوري الذي يمثل الهدف الأول للفريق هذا الموسم، وبالرغم من أن الفترة الزمنية الفاصلة بين لقائي الاتحاد والجزيرة لا تزيد عن 72 ساعة فقط، إلا أننا جاهزون لتقديم ما هو منتظر منا وتحقيق نتيجة إيجابية تؤكد قدرة الفريق على العودة السريعة بعد تعرضه للكبوة الأخيرة.
أكد أنه سيجري بعض التغييرات على تشكيلة «العنكبوت»
براجا: كل السيناريوهات واردة أمام «العنابي»
أمين الدوبلي (أبوظبي) - برغم الأجواء الساخنة والأعصاب المشدودة داخل نادي الجزيرة في أعقاب الخسارة الآسيوية الثقيلة من أهلي جدة، إلا أن المدرب البرازيلي آبل براجا بدا هادئا أمس الأول في المؤتمر الصحفي الخاص بلقاء الوحدة في إياب نصف نهائي كأس رابطة المحترفين، وتحدث عن أهمية المباراة وكونها مصيرية في البطولة، مشيرا إلى أن كل أندية الدولة كانت تقول في بداية الموسم إنها ليست بطولة مهمة، وإنما مجرد مسابقة تنشيطية إلا أن الجميع سيتابعون باهتمام ما سيحدث بين الأندية الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، وسيقفون على مدى اهتمام الأندية الأربعة بهذه البطولة.
وقال: أتمنى أن تكون مباراة اليوم فرصة للخروج من حالة الإحباط التي لازمت الفريق بعد الخسارة من أهلي جدة، وحينما كنت لاعبا وكنت أتعرض لخسارة قاسية في أي مباراة كنت أنتظر المباراة التي تليها حتى أصحح الوضع وأصالح الجماهير، ولقاء الوحدة لن يكون سهلا بأي حال من الأحوال لأن كل لقاءات الفريقين حافلة بالندية والإثارة، نظرا لتقارب المستوى، فالوحدة متصدر الدوري، والجزيرة يلاحقه، والوحدة خاسر آسيويا في المباراة الأخيرة، والجزيرة مثله، وكلاهما سيبحث عن تحسين الصورة، والتعادل الإيجابي الذي حققه العنكبوت مع العنابي في لقاء الذهاب 1/1 لا يمكن الركون إليه أو اللعب على التعادل السلبي باعتباره يقودنا إلى التأهل، لأن فريقاً يمتلك إسماعيل مطر، وبنجا، والشحي، وبيانو، وماجراو، ومحمود خميس لا يمكن لأحد أن يأمن له، أو يلعب معه على التعادل لأن العنابي قادر على التسجيل في أي لحظة، وفي مباريات الوحدة والجزيرة تبقى كل السيناريوهات واردة.
أضاف: إن لم نسجل على الوحدة فسوف يسجلون علينا، وبالتالي لابد أن نلعب للأمام، ونسعى للفوز من البداية، وسوف أقوم بإجراء بعض التغييرات على التشكيلة، ولا يعني ذلك أن اللاعبين المستبعدين يتحملون مسؤولية نتيجة لقاء الأهلي الأخير، لأنني قلت إنني أتحمل المسؤولية قبلهم، ولكن التغييرات تعود إلى طبيعة الخطة التي تتناسب مع طريقة لعب الوحدة، والاستفادة من عودة سوبيس وسبيت للتشكيلة بعد خروج الأول من حالة الإرهاق، وتماثل الثاني للشفاء.
وعن اللاعبين الأجانب ومدى تأثر الفريق بتراجع دورهم في المباريات الأخيرة، قال براجا: هم جزء من الفريق، ولا يجب تحميلهم المسؤولية وحدهم فقد كانت لهم إسهامات مهمة في الدور الأول، وفي مباراة الأهلي السعودي لم يكونوا وحدهم سيئين، وإنما الفريق بأكمله كان في حالة سيئة ولو أن هناك لاعبا واحدا يستحق الإشادة فهو هلال سعيد، وبالنسبة لتغيير عبدالسلام جمعة في تلك المباراة فقد صرحت بعد المباراة بأنني كنت أبتغي منه تنشيط الهجوم في ظل وجود لاعب ارتكاز آخر هو هلال سعيد، فضلا عن القلق من حصول عبدالسلام على الإنذار الثاني، واعترفت بأن تقديراتي جانبها الصواب في هذا القرار.
وتابع: أتمنى أن يكون اللاعبون قد استوعبوا دروس لقاء الأهلي لأن الخسارة كانت قاسية، وأنا في تاريخي لم أخسر بهذا الشكل سوى 3 مرات تقريبا، وبرغم ذلك فإنني أشعر بالرضا عن نفسي، لسببين، أولهما أنني مازلت أحظى باحترام الفرق المنافسة، وجماهيرها بدليل أنني قابلت الكثير من جماهير الفرق المنافسة في أكثر من مكان حتى بعد المباراة وتحدثوا معي بلطف، بل وتمنوا أن أدرب فرقهم، والثاني أنني مازلت أحافظ على وحدة الفريق والجو العائلي وأبذل كل جهدي بدون أي تقصير، ولم أتغيب ولو ليوم واحد عن الفريق منذ تولي المسؤولية.
وقال: أوراق الفريقين مكشوفة، ولا مجال للمفاجآت، ولكني أود التأكيد على أن بطولة دوري أبطال آسيا جاءت في الوقت الذي يمر فيه الجزيرة بظروف صعبة، وبطولة كأس الرابطة يمكن تقويتها أكثر من ذلك بزيادة عدد مبارياتها حتى ولو على حساب بطولة الرديف التي لا نجد فريقا يخوض مبارياتها أحيانا.
وعن مدى حاجة المدرب لدور مجلس الإدارة في التدخل للضغط على اللاعبين وحثهم على الأداء بشكل أفضل، قال: لم أعتد على أن يتدخل أحد في عملي، ولا أسمح بذلك، ولكني أرحب بالنقاش والتحدث عن مصلحة الفريق مع كل الأطراف سواء مجلس إدارة النادي أو الإعلام، ولدي من الحزم ما أستطيع به إعادة الفريق لوضعه الصحيح، ولكني مقتنع بأن رد فعل اللاعبين لابد أن يكون تلقائياً، وأرى أن الأمور ليست مأساوية في الجزيرة كما يظن البعض، وسوف نتجاوز الكبوة في أقرب وقت، ولكن لا يمكن أن نعول كثيرا على فرصنا في البطولة الآسيوية لأن المنطق يقول إننا بحاجة إلى معجزة حتى نتأهل.
عودة بنجا تعزز صفوف «أصحاب السعادة» في «الديربي»
هيكسبيرجر: طوينا صفحة «الاتحاد» ومواجهة اليوم فرصة لاستعادة التوازن
محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ أكد النمساوي جوزيف هيكسبيرجر، مدرب الفريق الأول بنادي الوحدة، أن فريقه طوى تماماً صفحة خسارته في دوري أبطال آسيا أمام الاتحاد السعودي، وحول كل تركيزه إلى مواجهته الحاسمة مع فريق الجزيرة في نصف نهائي كأس رابطة المحترفين حتى يحجز الفريق مقعده في النهائي.
وجدد المدرب الوحداوي تأكيده على أن البطولة مهمة وليس من عادته إهمال بطولة من أجل أخرى، نافياً تركيز فريقه على بطولة الدوري فقط ومشدداً على أن أي مباراة يخوضها الفريق تمثل بطولة في حد ذاتها يجب كسبها وهو ما عمل له دائماً وما سيعمل من أجله في المستقبل.
وقال: ركزنا خلال اليومين الماضيين على التخلص من إرهاق مباراة الاتحاد حتى يكون اللاعبون في الفورمة المطلوبة، حيث لا يتيح ضيق الوقت بين مباراة الاتحاد ومباراة اليوم وقتاً طويلاً للتحضير بعكس الجزيرة الذي يتقدمنا بـ 24 ساعة راحة، وفي مجمل الأحوال الفريق جاهز وقد عالجنا بعض الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون مؤخراً.
وأضاف: صحيح أننا فقدنا حظوظنا بدرجة كبيرة على الصعيد الآسيوي، بعد فشلنا في كسب أي نقطة على مدى الجولات الثلاث الماضية، لكن علينا تجاوز ذلك تماماً ويجب أن نفكر فيما ينتظرنا من مباريات، علينا كسبها جميعها اعتباراً من مباراة اليوم التي يجب أن تكون بمثابة انطلاقة لاستعادة توازن الفريق.
وأوضح أن مواجهة الجزيرة لن تكون سهلة لأن لديه الطموح نفسه ويسعى إلى الغاية نفسها خاصة أن المباراة على ملعبه وسيعمل على كسبها واستعادة توازنه، مشيراً إلى أن الفريقين يعيشان ظروفاً متشابهة في البطولة القارية.
من ناحية أخرى، ينتظر أن يعزز البرازيلي بنجا صفوف الفريق الوحداوي في المباراة بعد أن أراحه الجهاز الفني في مباراة الاتحاد، كما سيعود قائد الفريق حيدر ألو علي إلى التشكيلة الأساسية، بجانب عبدالرحيم جمعة الذي سيشارك من البداية، وكذلك المهاجم بيانو البعيد عن مستواه في الفترة الأخيرة والذي لا تسري عليه عقوبة الإيقاف في كأس الرابطة.
وبالرغم من أن الفريق لم يتدرب بالكرة إلا تدريباً واحداً أمس، إلا أن اللاعبين يدركون جيداً أنهم مطالبون بتحقيق نتيجة إيجابية وتجاوز الخسارة الأخيرة من جهة والتأهل إلى نهائي البطولة التي تمثل بجانب الدوري الملاذ الأخير بعد خروج الفريق من نهائي كأس رئيس الدولة والهزائم الثلاث آسيوياً والتي كانت أيضاً مفاجئة للمتابعين بعد الانطلاقة القوية في الدور التمهيدي من البطولة.
من جانبه، أكد عبدالله سالم إداري الفريق عدم وجود أية إيقافات في صفوف الوحدة وأن اللاعبين يدركون جيداً أهمية المباراة وضرورة العبور منها إلى النهائي، مشيراً إلى أن الخسارة الأخيرة لم تكن في الحسبان، وقال: لقد تباين أداء الوحدة أمام الاتحاد وبالرغم من أنه لم يظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول، إلا أنه عاد وسيطر في الشوط الثاني، وكان قريباً من التسجيل، غير أن الحظ عبس له في أكثر من فرصة حقيقية، والآن علينا نسيان هذه الخسارة والعودة من جديد إلى تحقيق الانتصارات حتى ينعكس ذلك على المباريات المقبلة.
وتابع: الأوراق مكشوفة في المباراة ولا يوجد ما هو خاف على أحد والفريقان يدخلان المباراة عقب خسارة آسيوية وهذا سيزيد من قوة وصعوبة المواجهة حيث سيسعى كل طرف لاستعادة توازنه والتأهل إلى النهائي على حساب الآخر، ويبقى الأكثر هدوءاً وتركيزاً وإصراراً على الفوز صاحب الكفة الأرجح، مؤكداً أن مباريات الديربي لها طبيعتها الخاصة ولا تخضع لأي تكهنات أو نتيجة مباراة الذهاب التي تعادلا فيها 1/1.
وشدد عبد الله سالم على أن ما حدث آسيوياً لن يلقي بظلاله على أداء فريقه الذي تجاوز تماما الآثار السلبية لما حدث ليلة الأربعاء، مشيراً إلى أن اللاعبين يعلمون جيداً أن القادم هو الأهم وأن الأخطاء التي حدثت في المباراة الأخيرة يجب ألا تتكرر مع اقتراب ساعة الحصاد.
وشكر في ختام حديثه جمهور ناديه على وقفته القوية في المواجهات السابقة وطالبه بمواصلة مؤازرته للاعبين في المرحلة المقبلة التي تتطلب تكاتف الجميع حتى يعود العنابي إلى منصات التتويج التي غاب عنها في السنوات الأخيرة.
المصدر: دبي