قريباً.. جهاز «آي فون» جديد ورخيص ويفهم الأوامر الصوتية
ينشغل خبراء شركة “آبل” هذه الأيام في خطط تهدف لزيادة الرقعة الجغرافية لمبيعات جهازها ذائع الصيت “آي فون 4” عن طريق صناعة نسخة منه أخفض ثمناً بكثير. وتقرر أيضاً أن يتم تجهيز النسخة الجديدة بنظام تمييز الكلام المنطوق voice recognition system؛ وبما يعني أن صاحب الجهاز سوف يتمكن من مخاطبته، كما يمكنه أن يطلب منه فتح تطبيق ما أو الاتصال برقم أو اسم شخص ما بمجرّد النطق بذلك الرقم أو الاسم.
يذكر المهتمون بإبداعات “آبل” كيف تجمهر الناس بالعشرات أمام مخازنها عندما عمدت إلى إطلاق نسخة الجيل الثالث “آي فون 4” في شهر يونيو الماضي. وبالرغم من أن “آبل” منشغلة بتصنيع نسخة الجيل الرابع من “آي فون” والتي تعرف باسم “آي فون 5” وينتظر إطلاقها قبل حلول الصيف المقبل، إلا أن إعداد النسخة المصغّرة والرخيصة منه تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات المراقبين. ونظراً لحرصها على إحاطة كافة مشاريعها بالكتمان، فلقد عمد أحد موظفيها إلى نفي فكرة بناء نسخة مصغّرة من “آي فون” بدعوى أن من العسير إنتاجها بتكلفة أخفض من النسخة المتداولة الآن، كما أشار إلى الصعوبات التقنية لتصنيعها.
وتكمن أهم الصعوبات التي تعرقل بناء “آي فون” ذي الحجم الصغير، في أن شاشته الصغيرة تتطلب من المصممين ومؤلفي البرامج التطبيقية إعادة صياغتها وكتابتها بطريقة جديدة تماماً، وهذا ما تحاول “آبل” تجنبه حتى لا تزداد فاتورة التكاليف.
ويضاف إلى ذلك أن ستيف جوبس الرئيس التنفيذي لشركة “آبل”، غالباً ما كان يبدي ميولاً محافظة حيال تصاميم الأجهزة التي تصنعها الشركة والتي تجمع بينها خصائص مميزة. وقال ذات مرّة إنه يعارض أن تتحوّل أجهزة “آبل” إلى نسخ لا تتميز بشخصيتها المستقلة؛ وهو لا يريد لأجهزته أن تفقد سماتها المشتركة مثلما حدث للأشكال والأنواع المتعددة من أجهزة الموبايل ذات التصاميم المتنافرة التي تعمل بنظام “أندرويد” للتشغيل.
ومع الطفرة الهائلة التي تشهدها صناعة “الموبايل”، وتزايد اهتمام الناس بأشكاله، فلقد أصبحت له مدارس تصميم خاصة به بالرغم من صغر حجمه وضيق المساحات التي يمكن لمهندسي التصميم العمل فيها.
وكثيراً ما كان جوبس يكرر انتقاداته لافتقاد أجهزة “أندرويد” لعنصر التميّز. ففي شهر أكتوبر الماضي قال في حوار صحفي: “أعتقد أن أجهزة أندرويد فاقدة للشخصية الخاصة بها، وهذا بخلاف أجهزتنا ذات الشخصية المستقلّة والمحافظة”.
وفي حديث مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قال مدير تنفيذي في شركة “آبل” إن شركته لا ترى ثمّة من فائدة في صناعة أشكال وطرازات متنوّعة من “آي فون”. وهي تتيح الفرصة للباحثين عن شراء أجهزتها القديمة بسعر منخفض بعد أن تظهر الطرازات الجديدة منها. ومن أمثلة ذلك أن الجيل الثاني من “آي فون 3 جي” يباع الآن في الولايات المتحدة بسعر 49 دولاراً مع عقد مجاني لتقديم خدمات التحديث لمدة سنتين.
والآن، يعمل مهندسو “آبل” على شحن كافة أجهزتهم بنظام تمييز الكلام المنطوق من أجل تسهيل عملية استخدامها بطريقة توجيه الأوامر الصوتية. وهذا النظام يوفّر على المستخدمين صعوبات التعامل مع لوحة المفاتيح الافتراضية الصغيرة. ويعمل خبراء الشركة أيضاً على تغيير المؤلفات الداخلية للجهاز “آي فون” من أجل تخفيض سعره ومن دون تغيير حجمه أو تصميمه الخارجي. وعلى هذا الأساس، فإن من المتوقع أن يظهر جهاز جديد ورخيص بذاكرة ذات سعة أقل، وكاميرا ذات خصائص متواضعة.
وقال خبير وثيق الصلة بشركة “آبل” إنها منشغلة الآن بتطوير خدمة “موبايل مي” MobileMe بحيث تسمح للمستخدمين بتنزيل القطع الموسيقية والأغاني والصور والملفات على أجهزة آبل كافّة. ولقد فشلت هذه الخدمة في استقطاب الكثير من الاهتمام في السنوات الماضية بسبب سعر الاشتراك السنوي الباهظ الذي يبلغ 100 دولار، فيما اعتادت شركات منافسة مثل “جوجل” على تقديم مثل هذه الخدمات مجاناً.
ومن المنتظر أن تقدم “آبل” النسخة المستحدثة من خدمة “موبايل مي” مجاناً لزبائنها حتى يتمكن مشترو أجهزتها من تنزيل هذه المواد عليها بطريقة لاسلكية ومن دون الحاجة لاستخدام الكابلات.
عن صحيفة نيويورك تايمز
ترجمة: عدنان عضيمة
المصدر: أبوظبي