إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
نجحت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في تجربة زراعة التوت بنوعيه (بلاك بيري، وروز بيري) في المزرعة النموذجية بليوا بمنطقة الظفرة، بهدف تشجيع المزارعين في إمارة أبوظبي على زراعة أنواع جديدة من المحاصيل التي تدر عليهم عائدات مالية جيدة وتدعم استدامة قطاع الزراعة وتعزيز منظومة الأمن الغذائي.
وبدأت الهيئة تجربة زراعة التوت في الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي حيث غرست شتلات التوت في أوان وأحواض داخل بيوت شبكية وتم تثبيت الري بالتنقيط لجميع الأحواض والأواني وتحديد تركيز العناصر المغذية ودرجة الحموضة في مياه الري، كما حدد خبراء الهيئة متوسط الاحتياج المائي بمعدل 2 لتر يومياً للمتر المربع.
واستغرقت تجربة زراعة التوت نحو ثلاثة أشهر حيث يتم الحصاد في الأسبوع الأول من شهر مارس، مما يجعل التوت من المحاصيل النقدية التي يمكن أن تدر عائدات مالية جيدة وسريعة للمزارعين بالنظر إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق المحلية.
وقال المهندس محمد المهيري مدير قسم التنمية الزراعية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية والمشرف على تجربة زراعة التوت: «هذه تجربة فريدة حيث إن التوت من أصناف الفاكهة التي تُزرع في الأجواء الباردة وتحتاج إلى معاملة خاصة جداً من بداية الزراعة وحتى الحصاد، بالإضافة إلى ممارسات ما بعد الحصاد، ونحن نعتز بنجاح هذه التجربة وندعو المزارعين في إمارة أبوظبي لتطبيقها في مزارعهم والاستفادة من العائدات المالية المجزية لهذا المحصول المربح».
وأضاف: «تحتاج معظم أصناف الروز بيري إلى نحو 800 ساعة على الأقل من درجة حرارة تتراوح بين 3 و10 درجات مئوية، بينما تحتاج معظم أصناف البلاك بيري إلى نحو 200-500 ساعة بين 3 و10 درجات مئوية حتى تتمكن من التزهير والعقد لتكوين الثمار، وفي حالة عدم توفر التبريد المطلوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن هذه المعدلات ستفشل النباتات في الإزهار والعقد لتكوين الثمار».
وتابع: «إن اتباع الممارسات الزراعية الجيدة في الإجراءات الوقائية ومتابعة صحة النبات فقد تم إنتاج التوت من دون الحاجة إلى رش المبيد الكيميائي، كذلك تم إدخال النحل الطنان لضمان تلقيح الأزهار وتشكل الثمار للوصول إلى الإنتاجية المتوقعة، حيث تبلغ الإنتاجية 2 كيلو جرام/نبات ويكون متوسط وزن الثمرة الواحدة 4 جرامات».
وأضاف: «تعتبر معاملات الحصاد وما بعد الحصاد من أهم النقاط الواجب مراعاتها في زراعة التوت، حيث يتم قطف المنتج مباشرة في علب التسويق دون تعريض المنتج لخطوات مداولة متعددة مثل الفرز والتصنيف والتي قد تؤدي إلى خفض الجودة وتلف المنتج، كذلك يتم تعريض المنتجات إلى التبريد المبدئي لزيادة عمر المنتج في مرحلة الحفظ المبرد».
وقال: «تحرص الهيئة على زيادة دخل المزارعين وتنمية العائد على الزراعة من خلال تجربة محاصيل جديدة مطلوبة في الأسواق، كخطوة لتمكين المنتج المحلي من النفاذ للأسواق والمنافسة»، مشيراً إلى أن الهيئة ستعمل من خلال مهندسي الإرشاد على تعريف المزارعين بطرق زراعة التوت ومنافعه الاقتصادية وستقدم الدعم الفني والإرشاد لكل من يرغب في الاستفادة من هذه التجربة.
وأوضح بأنه بخلاف طريقة الزراعة والممارسات التي ينبغي اتباعها، عملت الهيئة على دراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة التوت في مزارع إمارة أبوظبي، حيث أثبتت الدراسة أنه بإمكان المزارعين جني أرباح جيدة والاستفادة من الأسعار المرتفعة لأصناف التوت (بلاك بيري وروز بيري) في أسواق الدولة.
وأشار المهيري إلى أن الأسواق المحلية يمكن أن تستوعب إنتاج التوت المحلي، لاسيما وأن الأصناف الموجودة حالياً تستورد من خارج الدولة، وبالتالي سيكون للمنتج المحلي حصة في السوق ومزايا تنافسية أخرى حيث يمكن أن يبقى معروضاً في الأسواق مدة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أيام تحت درجة حرارة من 0 إلى 1 درجة مئوية.