الجامعات البريطانية بين حرية التعبير و«تفريخ» المتشددين!
أثارت المعلومات اليمنية التي أفادت أن النيجيري الذي حاول تفجير طائرة الركاب الأميركية يوم عيد الميلاد، انضم إلى”القاعدة” وهو طالب في بريطانيا، بواعث قلق بشأن وجود إسلاميين متشددين في الجامعات البريطانية، فضلا عن كونها تشكل اختبارا للسلطات التي تحاول ان توازن بين الأمن وحرية التعبير. وتزايد القلق الأمني بشكل كبير بعد المحاولة الفاشلة بين امستردام وديترويت، وتفجير انتحاري في أفغانستان قتل فيه 7 من موظفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية في 29 ديسمبر الماضي، ومقتل 13 شخصا في قاعدة للجيش الأميركي في تكساس 5 نوفمبر 2009 على يدي مسلح على صلة برجل دين أميركي متطرف مقيم في اليمن. وأثار هجوم 25 ديسمبر الماضي المخاوف بشأن احتمال ان يكون جيل جديد من المتشددين ظهر في بريطانيا وأصبح قادرا على إعادة الدور الذي اضطلعت به لندن في التسعينات كمركز للإسلاميين في أوروبا لكن هذه المرة باستخدام شبكات غير رسمية ومنتديات النقاش في الجامعات بدلا من المساجد المشهورة.
وقال بيتر نيومان وهو خبير في شؤون التشدد ويحاضر في كينجز كولدج في لندن، ان المتشددين المؤيدين لـ”القاعدة” موجودون في بعض الجامعات البريطانية لكن الفصل بين أنشطتهم وبين النقاش الطلابي المشروع أمر بالغ الصعوبة. وأضاف لرويترز “الجامعات آماكن يجرب فيها الشبان الأفكار المتطرفة في اطار عملية النضج. وهذا أمر طبيعي. انه جزء من دور الجامعة ومشروع تماما”. وأردف”لكن المتطرفين ينضمون إلى بعض جمعيات النقاش الإسلامية في بعض الجامعات لأنها الأماكن التي تجد فيها شبانا أحيانا ما يكونون عرضة للتأثر وربما يعيشون بعيدا عن أوطانهم بين بيض غير مسلمين للمرة الأولى ويجدون أنفسهم في حاجة إلى الصداقة”. وذكر وزير الداخلية البريطاني الان جونسون الأسبوع الماضي، ان جهاز الأمن البريطاني “ام أي-5” كان على علم بوجود عبد المطلب عندما كان يدرس في لندن لكنه لم يعتبره ضالعا في التطرف العنيف.
وقامت جامعة يونيفرستي كولدج لندن بمراجعة مستقلة لفترة دراسة عبد المطلب. وتدرس جامعات بريطانيا وهي جماعة ضغط جامعية، سبل تمكين الجامعات من حماية الحرية الاكاديمية مع اتخاذ “الإجراءات المناسبة” لمنع التطرف العنيف في الوقت نفسه. وكتب مالكولم جرانت رئيس يونيفرستي كولدج في تايمز للتعليم العالي “هناك خط رفيع ينبغي ان نسير عليه بين ضمان حرية التعبير من ناحية، وبين الضمانات التي تمنع ممارستها بشكل غير مشروع من الناحية الأخرى، مثل حالات التحريض على الكراهية الدينية او العرقية”. وذكر أحد منتقدي جمعيات النقاش الإسلامية المتشددة في الجامعات البريطانية، ان التقرير اليمني معقول. وقال انتوني جليز مدير مركز دراسات المخابرات والأمن بجامعة باكنجهام “هناك احتمال يقرب من اليقين أن هذا حقيقي”. وأضاف “هناك مشكلة خطيرة في جامعاتنا. نعم تلقى عبد المطلب قنبلته وتدريبه في اليمن، لكن لا يمكن تصور انه غادر بريطانيا إلى اليمن وقرر هناك فجأة انه يريد ان يتدرب على أيدي تنظيم القاعدة”. ويقول محللون ان الجو السياسي المشحون بشأن أفغانستان زاد من تعقيد النقاش بشأن الإسلاميين في الجامعات.
وأثارت جماعة إسلامية تسمى “إسلام فور يو كي” غضبا واسع النطاق الشهر الحالي عندما أعلنت خططا لتنظيم مسيرة احتجاج على مقتل مدنيين في أفغانستان في بلدة انجليزية تستضيف جنازات الجنود البريطانيين الذين يقتلون في أفغانستان. وهون معظم بيج وهو محتجز سابق في جوانتانامو تحدث أمام كثير من الجماعات الإسلامية في الجامعات، من شأن اتهام “القاعدة” بالقيام بنشاط في الجامعات ووصفه بأنه “أسوأ أنواع التخويف وإثارة الذعر”. وقال ان بعض المعلمين يتعرضون بالفعل لضغوط للإبلاغ عن طلبتهم فيما وصفه بخيانة الثقة. وقال عمر عاشور خبير الحركات الإسلامية في جامعة اكستر ان النقاش بشأن التحريض الإسلامي في الجامعات يطمس الفارق بين التشدد الديني وبين الخطوة التالية وهي الضلوع العملي في أعمال العنف. وأضاف أن من شأن منع نوادي النقاش أو التضييق عليها، ان يؤدي إلى نتائج عكسية بتأجيج التطرف.
المصدر: لندن