يشهد ''جالري سلوى زيدان'' بابوظبي حاليا وفي اول نشاط له مشاركة فعالة من ثمانية فنانين إماراتيين يعرضون 40 عملا تشكيلياً في معرض تحت عنوان ''فن إماراتي معاصر''، حيث تشكل أعمالهم رؤى مختلفة من مدارس متعددة يغلب عليها الترميز والتجريد وفق دلالات ومعانٍ طرحت مفاهيم أصحابها وتصوراتهم لبنية اللوحة من حيث الدلالة والايحاء، كما تنوعت الألوان باستخدامات بدت متجانسة في تطابق بين روح العمل وافقه وما يحاول أن يقدمه للمتلقي· وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد دشن أولى فعاليات ''جالري سلوى زيدان'' خلال افتتاحه مساء امس الأول معرض ''فن إماراتي معاصر'' بحضور التشكيلية اللبنانية سلوى زيدان صاحبة الجالري وعدد من الشخصيات الإجتماعية وتشكيليين، ومهتمين بالفن التشكيلي· ويشارك في المعرض الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري كل من حسن شريف ب12 لوحة من ضمنها 3 اسكتشات وحسين شريف بلوحتين ومحمد كاظم بتسع لوحات ومحمد أحمد إبراهيم 5 لوحات ومحمد المزروعي 4 لوحات وعبدالرحمن المعيني بلوحتين وليلى جمعة بأربع لوحات وموزة السويدي بلوحتين· وهم من اعضاء معرض '' فيلانك هاوس'' بدبي· وفي لقاءات لــ ''الاتحاد'' مع الفنانين المشاركين في المعرض قال الفنان الرائد حسن شريف ''من خلال هذه الأعمال التي طرحناها في ''جاليري سلوى زيدان'' حاولنا تأكيد ميزة جماعية نريد أن نقول فيها إن خطابنا يبدو مختلفآً الآن، إذ أن مفهوم اللوحة قد تغير تماماً من عام 1980 في العالم جميعه، ولهذا اردنا تأكيد مفهوم جديد يشير إلى هذا الاختلاف أو التغير''· وأضاف ''أنك لا تطلب من الفنان أن يرسم موضوعاً للوحة بل إن اللوحة هي التي ترسم موضوعها''· وأكد حسن شريف ''الآن في هذا الوقت جميعنا - نحن الفنانين - نريد أن نقول للمجتمع بأننا نعرف مكونات وخصائص اللوحة التي نصنعها وهذا هو المهم، وليس عملية أنني أعرف كيف أرسم هي التي تشغلنا بل أرى أننا فهمنا وظيفة اللوحة، ووضعناها في إطارها أو سياقها التاريخي، لذا تجد أن جميع هذه اللوحات المشاركة في هذا المعرض تقول للمتلقي بأنها لوحة تمثل بداية القرن الواحد والعشرين·· وأجد أن اللوحة سابقاً أي في القرن العشرين تندرج ضمن مصطلح أنا أرسم لوحة أما الآن في القرن الواحد والعشرين فقد تغير هذا المصطلح وأصبح ''أنا أصنع لوحة'' وقد نسأل ما هي الصناعة لنجيب أن مصدر الصناعة كلمة حراثة وبالتالي تأتي بعدها الثقافة''· واوضح '' إن هؤلاء الفنانين من خلال أعمالهم يحرثون في الفكر والفهم الفردي في المجتمع وهو فهم يحاول تطوير هذا الفكر اجتماعياً على المستويين البصري والثقافي، وأن ما يقدمه جماعة ''معرض الفلاينك هاوس'' في جاليري سلوى زيدان إنما يقدم ثقافة معاصرة لمجتمعنا''· من جانبه قال الفنان محمد كاظم ''إن هذا المعرض يمثل مختارات لفنانين إماراتيين معاصرين من ثلاثة أجيال وهم أعضاء في ''الفلاينك هاوس'' التي تعنى باقتناء أعمال الفنانين الإماراتيين وهي جهة غير ربحية تحاول أن تساهم في كثير من الأدوار الاجتماعية''· وأضاف ''إنني حاولت أن أربط هذه الأعمال بالموسيقى الصارمة من خلال تكراري للخدش كي أجعل صوت الخدش مرئياً''· ونوه كاظم بقوله ''إننا منذ فترة طويلة لم نقدم عرضاً متكاملاً في أبوظبي ولكن بحكم علاقتنا بالفنانة سلوى زيدان التي نظمت لي معرضاً شخصياً عام 1994 أجد من الضرورة أن نحاول الاسهام في أول افتتاح لهذا الجاليري الذي نعتبره مهماً''· من جهة أخرى يقول الفنان محمد أحمد إبراهيم ''انني أعتبر هذا المعرض تجربة لـ 8 فنانين من أجيال مختلفة منهم رواد في الحركة التشكيلية الإماراتية ومنهم شباب أرادوا تقديم رؤى معاصرة وطرحاً مختلفاً''· وأضاف ''لدينا الآن حركة تشكيلية إماراتية تملك كل مقومات المعاصرة ولذا اعتبرها متقدمة فعلا باعتبارها منفتحة على ثقافات العالم المتعددة، وفي اجتماعنا بهذا المعرض أجد أن الفنانين الثمانية يطرحون رؤى خاصة بهم كل على انفراد ولكن ما جمعنا هو الاتفاق بالطرح المعاصر أو روح المعاصرة''· وعن أعماله في المعرض قال ''إن أعمالي هنا هي امتداد لتجربة ابتدأت في أوائل التسعينيات لخلق أشكال ورموز بسيطة منفتحة على قراءات متعددة''· ويقول محمد المزروعي عن طبيعة الأعمال المقدمة في المعرض ''أولاً اعتبر هذا الجاليري الجديد إضافة إلى جاليرهات أبوظبي وهو خطوة تشكل فرصة كبيرة لانتشار الفن التشكيلي بانتظار حركة فاعلة يستفيد منها الجمهور والفنانون أيضاً كونها باباً للتعليم والثقافة، وثانياً أن هذه الأعمال تعتبر أعمالاً فنية إماراتية حديثة يتم عرضها من خلال ''الفلاينك هاوس'' التي تتبنى بشكل محدد مفاهيم الفن المعاصر، وثالثاً أن جميع الفنانين يقدمون تجاربهم العميقة بما يعني تطابقآً مع مفهوم الفن المعاصر الذي يتبنى المفاهيمية الحديثة''· أما سلوى زيدان التي تدير الجاليري قالت ''اردت من إقامة هذا المعرض أن أبعث تحية للإمارات والى أبوظبي كون هذه الدولة قد احتفت واستقبلت فنون العالم المختلفة برحابة وحب وتقدير لذا كان من الواجب أن نحتفي بثقافة الإمارات التشكيلية المتطورة كجزء من روح الوفاء والامتنان والاحترام الذي نكنه للدولة ولشعبها، كما أن المعرض يغطي مسيرة حياة الحركة التشكيلية الإماراتية'' وعن مستقبل انجازها في هذا الفن قالت ''سأوظف خبرتي التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً في مجال الفن التشكيلي لأقدم الأفضل في مجال تطور هذا الابداع على المستوى المحلي والعربي والعالمي خدمة للثقافة التي تحتضنها العاصمة أبوظبي حيث يجيء افتتاح ''جاليري سلوى زيدان'' ليضع الخطوة الصحيحة على الدرب الصحيح