أمين الدوبلي (أبوظبي)

الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» لم تكن منصة للرياضة والتنافس على الميداليات بين الرياضيين فحسب، ولكنها ضمت مع الرياضة الكثير من المنصات الأخرى لتقديم الصورة الحضارية للإمارات، ولهذا ضربت أبوظبي المثل والقدوة في استحداث بعض البرامج التي تطبق لأول مرة، ومنها برنامج البطاقة الذكية، التي يمكن الاستدلال بها على مكان صاحبها حيثما كان، ليس هذا فحسب، ولكن أيضاً برنامج الساعة الذكية التي تقدم تقريراً شاملاً عن صحة كل لاعب وحالة دقات القلب كل عشر دقائق، ويتم ربطها على هاتف محمول ليدل صاحبه على الطريق الصحيح الذي يرغب في الوصول إليه، ويذكره بالمواعيد التي يجب أن ينتبه لها.
وتعرض منصة «الذكاء الاصطناعي» بأرض المعارض العديد من الخدمات لأصحاب الهمم، حيث قدمت ندى الهاشمي مدير أول الابتكار والذكاء الاصطناعي شرحاً تفصيليا ًعن تلك البرامج، فقالت: «عندما بدأنا العمل في التطبيق كنا نسابق الزمن حتى ننتهي منه قبل أن تنطلق البطولة، المهمة كانت صعبة، واجهتنا العديد من التحديات، ولكننا تعلمنا في الإمارات أنه لا مجال للمستحيل، نعم الحلم أصبح حقيقة الآن، وقمنا بتوزيع البطاقات على الرياضيين حتى نتعرف على أماكن وجودهم، وكذلك وزعنا جانباً كبيراً من الساعات بتطبيقاتها، وهي تبلغ 7750 ساعة، وهي أمور تطبق لأول مرة، تطبيق الساعة يسمح بالحديث مع صاحبها، وهو يغطي الإمارات بأسرها أينما كان الرياضي، وتوفر خاصية عدد ضربات القلب، وعدد خطوات المشي وتوافينا كل عشر دقائق بتقرير كامل عن صاحبها.
وقالت ندى: هدفنا سلامة الرياضيين خصوصاً أنهم يعانون من مشاكل ذهنية، فمن الصعب تحديد أماكنهم لو فقد أحدهم، ومن هنا جاءت الفكرة التقنية لتوفر المعلومات في كل وقت عن كل لاعب، والآن لدينا تقنيتان، الأولى لتحديد الموقع، والثانية لتحديد الحالة الصحية، وتقدم كل الخدمات التي ذكرناها من قبل لتغطية 171 موقعاً في كل إمارات الدولة، لأنها مشاركة في برنامج المدن المضيفة.
وأضافت: سعداء بتحقيق حالات نجاح كثيرة منها إمكانية التعرف على أحد الرياضيين من دول أميركا اللاتينية ليلة حفل الافتتاح، حيث ضل الطريق للالتحاق بفريقه ووفد بلاده في طريق العودة، وأخذ حافلة أخرى، كان من المفترض أن يتوجه إلى دبي، ولكنه ركب حافلة قادته إلى المركز التجاري في أبوظبي، وفور إبلاغنا تواصلنا وحددنا موقعه، ووجدناه في المركز التجاري، ووصلنا إليه، وتم اصطحابه إلى دبي حيث التحق بوفد بلاده.
وتقول ندى: من أجل الوصول إلى تطبيقنا عملنا مع الكثير من المؤسسات والشركات في الداخل والخارج، في الإمارات مع البلديات ووزارة الاتصالات، ومع شركات في الصين، وفي هونج كونج، وشركة فرنسية عالمية، وفي الفترة الأخيرة كنا نصل الليل بالنهار حتى نتوصل إلى هذه التطبيقات قبل أن تنطلق البطولة، وبالفعل نجحنا في بناء شبكة كاملة تغطي كل الدولة خلال أسبوعين، ومن الممكن استخدام هذه التطبيقات من أسرة الرياضي حتى بعد أن يعود إلى بلاده.