تمسكت حركة العدل والمساواة المناهضة للحكومة السودانية بموقفها الرافض لإجراء الانتخابات السودانية في موعدها، كما رفضت وضع جدول زمني للمفاوضات التي يجريها وفدها في الدوحة مع وفد الحكومة السودانية. وقال الناطق باسم الحركة احمد حسين آدم في تصريحات صحفية إن “الحركة لم تتراجع عن مطالبتها بتأجيل الانتخابات” المقررة في الحادي عشر من ابريل. وأضاف في تصريح أدلى به في الدوحة أن “موقف الحركة من الانتخابات لا يزال ثابتاً وهو ضرورة تحقيق الأمن والسلام في إقليم دارفور قبل الانتخابات، وأن أي كلام عن تراجع الحركة عن موقفها هذا هو تشويه للحركة”.واعتبر أن إجراء الانتخابات في موعدها “سيقود البلاد إلى أزمة جديدة”. وأعلن آدم من جهة ثانية رفضه تحديد أي جدول زمني لمفاوضات الدوحة. وقال “إن وفد الحركة باق في الدوحة للتفاوض لكنها ترفض السقف الزمني الذي وضعته الحكومة وهو نهاية مارس وأوائل ابريل كموعد لانتهاء التفاوض”. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير رفض الاثنين بشكل قاطع أي إرجاء للانتخابات. وقال رداً على طلب مؤسسة كارتر لمراقبة الانتخابات إرجاء الانتخابات السودانية لبضعة أيام “نريدهم أن يراقبوا نزاهة الانتخابات ولكنهم إذا تدخلوا في شؤوننا وطلبوا التأجيل سنقطع أصابعهم ونضعهم تحت حذائنا ونطردهم”. كما طالبت أحزاب سودانية معارضة بإرجاء الانتخابات حتى نوفمبر المقبل في حين أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية إلى حصول “أعمال قمع” وإلى أن المناخ السياسي حالياً غير ملائم لإجراء انتخابات “حرة ونزيهة”. وتجري في السودان في الحادي عشر من ابريل انتخابات تشريعية وإقليمية ورئاسية هي الأولى التعددية منذ عام 1986. على صعيد آخر، انتقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس “عناد” عبد الواحد نور الذي يقود إحدى حركات التمرد في دارفور ويقيم في فرنسا ، بسبب رفضه الانضمام إلى عملية السلام في الإقليم الواقع غرب السودان. وذكر كوشنير في مقال نشرته صحيفة (ليبيراسيون) أن باريس قدمت دعماً لعملية الدوحة. ووقع اتفاق إطار للسلام في الدوحة في 18 مارس مع حركة العدالة والمساواة ،أحد فصائل التمرد، لكن جيش تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد نور يرفض الانضمام إلى العملية. وقال الوزير الفرنسي “منذ ثلاث سنوات يرفض الزعيم المتمرد عبد الواحد نور الذي استضفناه، المشاركة في هذه العملية. لا أحد يفهم عناده، وعزلته المتزايدة تشكل عقبة”. وأضاف “عرضت مؤخراً على داعميه الرئيسيين في فرنسا (الفيلسوفان) برنار هنري ليفي واندريه جلوكسمان الأسباب التي تجعل هذا الوضع غير قابل للاستمرار”. وأضاف أن “الذين يدعمونه يخطئون في اختيارهم المعركة وربما الرجل”.