الفلفل الأسود بهار فاتح للشهية ومنجم فوائد صحية
الشارقة (الاتحاد)- يعد الفلفل الأسود أحد أقدم البهارات المعروفة اليوم، وأكثرها تناولاً من قبل الناس في كافة أنحاء العالم، حيث تُنشر حباته تحت أشعة الشمس لبضعة أيام كي تجف، أو في آلات خاصة بهذا الغرض، وعندها تبدأ قشرة البذور بالانكماش في الحجم ويغدو لونها داكناً، فتتحول إلى طبقة سوداء مُجعدة حول البذور، وإذا ما تمت إزالة القشرة الخارجية للبذور عبر غمرها لمدة أسبوع في الماء ، يتم الحصول على الفلفل الأبيض، أما النوع الأخضر فيتم الحصول عليه عبر تجفيف نفس البذور الطازجة لكن بطريقة تحافظ على لونها الطبيعي الأخضر، إما من خلال التجفيف بالتثليج أو باستخدام مادة ثنائي (أوكسيد الكبريت)، وهناك نوع رابع ونادر وهو بذور الفلفل الأحمر، والذي يتم الحصول عليه عن طريق غمر البذور الخضراء الطازجة في الماء المالح والخل.
فوائد عديدة
تضاعف إنتاج الفلفل الأسود خلال الأربعين سنة الماضية، وهو يتميز عن سائر الأنواع الأخرى بامتلاكه نكهة مميزة بين باقي البهارات، حيث يجمع ما بين حرارة الطعم في الفم مع الرائحة العطرية في الأنف، بما يبعث منه تلك النكهة الخاصة به، والحرارة في الفلفل الأسود تأتي بالأساس من مركب «البيبرين» الذي يتركز في غلاف بذوره الجافة أو ثماره الطازجة، وبمقارنة الصافي من هذا المركب، فإن واحد مليجرام من «البيبرين» لديه قوة حرارة تبلغ واحدا بالمئة من قوة حرارة مليجرام واحد من مركب «كابسايكين» الموجود في قرون الفلفل الأخضر أو الأحمر.
ويحتوي الفلفل على فوائد جمة تنعكس بشكل أساسي على جهازي الدورة الدموية والهضم، إذ انه ينظم ضغط الدم ويقوي نبضات القلب، ويخفض الكوليسترول وينظف جهاز الدورة الدموية وتعالج القرحة، ويوقف النزف، ويسرع من شفاء الجروح، وترميم الأنسجة التالفة، ويخفف من الاحتقان، ويساعد على الهضم، كما أنه يخفف من آلام التهاب المفاصل والروماتيزم ويمنع انتشار الأوبئة.
علاج ناجع
يعمل الفلفل على تنشيط جميع أجهزة الجسم وخلاياه، كما أنه يستخدم في كافة أنحاء العالم كمنشط وقابض ومضاد للتشنج، ومنعش للدورة الدموية ومضاد للكآبة، فضلاً عن أنه مضادة للبكتيريا، وإذا استخدم على شكل توابل، فإنه يساعد على الهضم ويخفف من الإرباكات المعوية عن طريق تنشيط المعدة كي تنتج مزيدا من الإفرازات المخاطية.
ويستخدم الفلفل الحار في الصين كفاتح للشهية ولتعزيز إفرازات اللعاب التي تساعد على الهضم. وأما في جهاز الدورة الدموية فإنه يساعد الشرايين والأوردة والأوعية الشعرية على استعادة مرونتها عن طريق تغذية الخلايا. ?ولاحظ الباحثون قدرة الفلفل على تخفيض الكوليسترول للمرة الأولى أثناء تجربة روتينية في (معهد أبحاث تقنيات الغذاء المركزي في ولاية ميسوري بأميركا)، عندما أضاف العلماء الفلفل إلى أغذية تحوي كمية كبيرة من الكولسترول جرى إطعامها للحيوانات، كما لاحظ العلماء أن الكوليسترول لم يرتفع كما كان متوقعاً، بل على العكس عمل الجسم على طرحه أو قام الفلفل بمنع الجسم من امتصاص الكوليسترول، وأظهرت دراسات أخرى أن الأغذية لعبت دوراً مكملاً في قدرة الفلفل على مساعدة الجسم في التخلص من الكوليسترول الزائد، حيث أن الفلفل لم يكن قادرا على التأثير على امتصاص الجسم للكولسترول عندما احتوى الغذاء على كمية بسيطة من البروتين، وأما عندما كانت كمية البروتين الموجود في الغذاء كافية فقد تمكن الفلفل من منع الجسم من امتصاص الكوليسترول بشكل كبير.
مذاق ورائحة
تحتوي القشرة الخارجية لبذور الفلفل الأسود على مجموعة من المواد العطرية ذات رائحة مميزة، من نوع «التيبربين» التي توجد في البذور السوداء دون البيضاء كما سيأتي عند الحديث عن أنواع بذور الفلفل، كما أن الأنواع المعتقة من البذور السوداء قد تكتسب روائح أخرى مع مرور الوقت وحصول تفاعلات فيها. وهذه المواد المسؤولة عن الرائحة سهلة التطاير، لذا قد يفقد الفلفل المطحون تلك الخصائص مع قدم خزنه، إلا أن تعرض الفلفل الأسود للضوء يُحول مادة مركب «البيبرين» الحارة إلى مادة عديمة الحرارة لا طعم لها. من هنا تكمن فائدة وضع الفلفل غير مطحون على المائدة في آلة بدائية للطحن، وطحنه يدوياً قبل تناول الطعام مباشرة.
إلى ذلك، يصنف الفلفل كنبات متسلق معمر ويصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار وله أوراق بيضاوية كبيرة وعناقيد من الأزهار البيضاء والثمار المدورة الصغيرة التي يتغير لونها بتغير نموها، حيث يتغير من الأخضر إلى الأحمر عند النضج وتسود إذا تركت دون قطاف.
والفلفل الأسود معروف أيضاً باسم (الفلفل العطر) جنوب غربي الهند والمالاوي واندونيسيا، ويزرع حالياً في المناطق الحارة والمعتدلة في أماكن عدة من العالم، وتجنى الثمار عندما يصل عمر النبات لثلاث سنوات على الأقل حيث تجنى الثمار قبل نضجها بقليل.