صقر سعيد
يشكّل إحياء رياضة الصيد بالصقور والحفاظ عليها، تقليدا حرص عليه أبناء الدولة، بحيث تبرز هواية «المقناص» ضمن أهم الرياضات والهوايات التراثية القيّمة، المتوارثة عن الأجداد في المنطقة. يمارسها الكبار والشبان ممن هم في منتصف أعمارهم وعزّ شبابهم وأوج عطائهم. كما الحال مع الشاعر الصقّار سعيد بن سيف القمزي، صاحب التجربة الشعرية الكبيرة، الذي أبدع عشرات القصائد في شتى المجالات ومن ضمنها التراث ووصف الصقور. يمتلك القمزي حاليا ثلاثة من الصقور، بينما امتلك خلال ربع قرن من تجربته مع الصقور، العشرات منها، وهو يرى «هواية صيد الحبارى بالصقور ليست كما يخيّل للجاهلين بها أنها تتصف بالقسوة، بل على العكس هي أرحم من الصيد الذي يمارسه كثير من الناس في العالم، وهو القتل بالرصاص! المحرّم دوليا. فالصيد بالصقور يترك للحبارى فرصة الدفاع عن نفسها وإعاقة الصقر بوسائلها المختلفة، ومن بينها قذفه بسلاحها القوي اللزج «الطمل» والنجاة منه». مارس القمزي القنص منذ مطلع الثمانينيات، واهتم به قبل ذلك، حيث كان يذهب مع أهله وصحبه في رحلات قنص فأحب تلك الرياضة وشدته كثيرا، وبات يسأل عن تفاصيلها وكيفية ممارستها وتدريب الصقور، إلى أن صار لديه إلمام بها فاقتنى صقرا وتعلم تدريبه من خلال ملاحظته آليات وتقنيات كبار الصقارين خلال التدريب، وكان يستفسر قبل أن يخطو أي خطوة مع الصقر. وفي مطلع خوضه هذه التجربة كان على حذر أثناء تعامله مع الصقر، إلى أن ألم بالأساليب التي تمكنه من التعامل معه. ويواصل القمزي منذ نحو ربع قرن ممارسته لهذه الهواية من منقبة إحياء هذه الرياضة التراثية، والحفاظ عليها كتقليد متوارث من الأجداد. يقول «تعلّم ممارستها الصبر والاعتماد على النفس، ومواجهة المشاكل التي تصادف الصقار خلال الرحلة، وتعزز روح العمل الجماعي كفريق واحد، وتقوي روابط الألفة والمودة بين المجموعة، وتخلق ذكريات جميلة تسكن الوجدان وتطلق الأشعار، وتعتبر مدادا لأحاديث في الصيف حين لا يكون هناك قنص. وتزرع روح الفكاهة وتجديد العلاقات الإنسانية بين شركاء الرحلة. فضلا عن بناء علاقة قوية مع كائن حي هو الصقر». وقال يصف صقره السعيد خلال الرحلة: وان طارت الربادا بعيدٍ تحايد.... دقيت باب وصار عندي مشاهيد يرقى بها في عاليات لبايد.... ويمرش من الريش لمسوي تلابيد.
روعة يونس