أمين الدوبلي (أبوظبي)

تعد ابتهاج محمد أول أميركية مسلمة تمثل بلادها في الدورة الأوليمبية «ريو 2016»، مرتدية الحجاب الذي تعتز به، وتحرص علي تقديم نموذج رياضي مسلم مميز في بلادها، وتحضر حالياً دورة الألعاب العالمية للأوليمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، بوصفها إحدى سفيرات الأولمبياد العالمي الخاص، وتعشق العمل الخيري، وتفضل قضاء أكثر أوقاتها في مناسبات الأولمبياد الخاص.
أكدت ابتهاج محمد في حديثها إلى «الاتحاد»، أنها تعيش لحظات استثنائية في أبوظبي، وأنها تعتبر الإمارات أبرز نموذج للدولة الإسلامية المتحضرة، وأشارت إلى أنها سمعت عنها الكثير، وسر سعادتها الكبيرة يعود إلى حجم الاحتفال والحفاوة والفخر بـ«أصحاب الهمم» من رياضيي ومنتسبي الأولمبياد الخاص، من ذوي الإعاقات الذهنية، مؤكدة أنهم الأبطال الحقيقيون في المجتمع، وأن أسرهم صناع الأبطال.
وقالت: إنه أكبر حدث رياضي أشارك فيه للأولمبياد الخاص، وفخورة بالتواجد بينهم، وأشعر أن أحداً يلمس قلبي عندما أراهم يبتسمون، لأنها بالفعل مختلفة، إنهم يقضون أسعد أوقاتهم معاً، وأثق بأن «أبوظبي 2019» تكون «نقطة تحول» لكل «أصحاب الهمم» في العالم، وتحديداً ذوي الإعاقة الذهنية، وشاركت أمس الأول في إطلاق برنامج الرياضيين الأصحاء، وعرفت أن أبوظبي تقدم خدمات صحية وطبية لكل محتاج، وأيضاً توفر النظارات والعلاج، وربما الجراحات للمحتاجين من هذه الفئة، واستمعت للخدمات التي تقدمها الإمارات وقوانينها التي تنتصر لهذه الفئة، ولدي قناعة كاملة بأن الإمارات واحدة من أهم منابر الخير والعطاء والإنسانية في العالم، الكل هنا مبتسم، حتى أصحاب الهمم من كل دول العالم لا تفارقهم الابتسامة، في هذه الدورة لم نأت من أجل متابعة من سيفوز، ولكن أتينا لنعيش لحظات الفرحة في حياة «أصحاب الهمم».
وأضافت: يجب أن نتصور حجم المعاناة التي يعيشها «أصحاب الهمم»، والمعاناة التي تعيشها الأسرة معهم، إن الواقع الذي رأيته كسر كل الحواجز التي وضعتها الأسر حول أبنائها من تلك الفئة، وجعلهم مجالاً للفخر، وسبباً في رسم الفرحة على وجوههم التي ظلت عابسة ومتألمة لفترات طويلة، ولو قضينا كل الوقت في خدمة هؤلاء لما أوفينا حقهم، وكل كلمات الشكر لا تفي حق أبوظبي.
وبسؤال ابتهاج عن مشاعرها، وهي تقضي أوقاتها مع «أصحاب الهمم»، قالت: لا بد أن يعرف الجميع أننا لسنا أصحاب فضل عليهم عندما نبتسم لهم ونساعدهم، ونرسم الابتسامة على وجوههم، إنه واجب علينا جميعاً، لأنه كان من الممكن أن نكون نحن منهم.
وعن رسالتها لكل الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب العالمية، بوصفها لاعبة أولمبية معروفة، قالت: أن يستمروا في رياضتهم، ويقضوا كل أوقاتهم فيها لو استطاعوا، لأن الرياضة السبب في إسعادهم، وأنسب طريق لإدماجهم في المجتمع، والقيام بدورهم في نهضة بلادهم، الرياضة يمكن أن تصنع لهم التقدير الكافي في مجتمعاتهم، والاستمرار فيها تجعلنا دائماً نشعر بهم، وندرك حجم قدراتهم.
وبشأن رسالتها إلى أسر «أصحاب الهمم» أشارت ابتهاج إلى أنهم أبطال، ويمكنهم صناعة أبطال يرفعوا علم بلادهم في كل المحافل، لا تخجلوا منهم أبداً، بل أخرجوهم وادفعوا بهم إلى الحياة، اجعلوهم يستكشفونها، وقفوا خلفهم، حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، ويجب أن تدركوا أن الدول لن تقف معكم، ولن تساندكم إذا أخفيتم أبناءكم من هذه الفئة خلف القضبان، حرروهم وأطلقوا لهم العنان بوعي وذكاء، وأثق بأن كل واحد منهم لديه إمكانات يمكنها أن تغير المعطيات وتغير الواقع.
وقالت: أبوظبي أخذت الخطوة المهمة لإسعاد «أصحاب الهمم»، ووضعتهم في مكانة غير التي كانوا فيها في الماضي، وأبوظبي «نقطة تحول» في مسيرة عمل الأولمبياد الخاص بأكمله، ونقلة نوعية ورسالة أمل لكل أبناء هذه الفئة في العالم، وهم بالملايين.
وأضافت: أكثر ما أفخر به، إنني أول بطلة أولمبية مسلمة ترتدي الحجاب في تاريخ أميركا، وما أعتز به أيضاً أنني أساعد أجيالاً جديدة، كي تحقق المجد لبلادها سواء من الأسوياء أو «أصحاب الهمم».
ولفتت ابتهاج لاعبة سلاح الشيش الأميركية المسلمة الأنظار إليها في «ريو دي جانيرو 2016»، لكونها أول رياضية أميركية محجبة تشارك في دورة الألعاب الأولمبية، وبدأت ممارسة لعبة سلاح الشيش وعمرها 13 سنة، لأنها فضلت اختيار لعبة ملابسها محتشمة بدلاً من الرياضات الأخرى التي قد تفرض عليها زياً لا يناسب التزامها الديني.
وعن عملها حالياً تقول ابتهاج: أعمل عارضة أزياء لكبرى بيوت الأزياء العالمية، بعرض الملابس التي تصلح للمحجبات، وأفخر بذلك.