رفض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في مقابلة بثت أمس بشدة فكرة أن بلاده قد تنهار، داعيا إلى بذل جهود دولية لمكافحة التطرف الإسلامي في حين أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل، ضرورة دعم إسلام آباد دوليا في مواجهة العنف والإرهاب معبرة عن قلق بلادها لتدهور الأوضاع الأمنية هناك. ميدانيا، أكد الجيش الباكستاني أمس انه قتل ما بين 180 و200 متمرد خلال الساعات الـ24 الأخيرة في الهجوم العنيف الذي يشنه ضد مسلحي «طالبان» في وادي سوات شمال غرب البلاد. تزامن ذلك، مع أمر أصدره الجيش الباكستاني لسكان بعض المناطق في وادي سوات بمغادرة المكان أمس وخفف بشكل مؤقت، حظر التجول المفروض للسماح للمدنيين بمغادرة مناطق العملية العسكرية التي يشنها ضد متطرفي «طالبان». وردا على سؤال لشبكة «ان بي سي» حول «هل ستنهار الدولة الباكستانية؟، قال زرداري «كلا.. نحن 180 مليون شخص. والسكان هناك يزدادون بأعداد كبيرة جدا تفوق المتمردين». وتأتي تصريحات الرئيس الباكستاني ردا على تقديرات محللين عسكريين أميركيين أشاروا إلى احتمال انهيار الدولة الباكستانية لأن التمرد الإسلامي أدى إلى زعزعتها. الا ان زرداري أقر بأن باكستان تعاني «مشكلة» نشاطات طالبان داخل حدودها، واقترح وضع خطة دولية لمعالجة هذه المشكلة. وأضاف «أعتقد أن علينا ان نجد استراتيجية يجتمع العالم في إطارها ضد هذا التهديد لأنه لا يعني باكستان فقط..ولا يعني أفغانستان فقط». وتابع «لقد وقعت هجمات في اسبانيا. ووقعت هجمات في بريطانيا وفي الولايات المتحدة وفي أفريقيا وفي السعودية». واستطرد «لذلك اعتقد ان العالم في حاجة إلى ان يفهم ان هذا هو التحدي الجديد في القرن الحادي والعشرين وهذه هي الحرب الجديدة». وأقر زرداري بحاجة بلاده إلى مساعدة أميركية من أجل النجاح في المعركة التي يشنها جيشه في وادي سوات. وقال إنه من الواضح «اننا لن نستطيع العمل على حل هذه المشكلة الا إذا عملت باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة معا». وتم تقديم مشروع قانون للكونجرس الأميركي يدعو إلى زيادة المساعدات المدنية إلى باكستان إلى 1,5 مليار دولار في العام على مدى السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى وضع «معايير» لقياس فاعلية هذه المساعدات. إلا أن زرداري رفض أي تلميح إلى وضع قيود على المساعدات وربطها بأداء باكستان. وقال «أشعر بانه يجب الا تفرض علينا أي نوع من الشروط..يجب أن تكون لدينا علاقة قائمة على النتائج يتم بموجبها منحي جدولا زمنيا، وأنا أمنحكم جميعا جدولا زمنيا حتى نستطيع ان ننفذ هذه الجداول في شكل إيجابي». وكان الجيش الباكستاني أفاد في بيان، «خلال الساعات ال24 الماضية قتلت قوات الأمن ما بين 180 و200 متمرد في مختلف مناطق سوات/شانغلا». من جانب آخر، ذكر متحدث أن القوات شبه العسكرية الباكستانية صدت «هجوما ضخما» قرب الحدود الأفغانية أمس وقتلت 26 مسلحا وأصابت نحو 12 آخرين. وهاجم عشرات المسلحين معسكرا لقوة حرس الحدود شبه العسكرية في امبر بمنطقة موهماند القبلية صباح أمس مما أدى إلى اندلاع اشتباك استمر نحو 3 ساعات. وقال المتحدث إن «عناصر الأمن السريين يقولون إن المسلحين انتشلوا 26 جثة لرفاقهم قبل بدء انسحاب بعد طلوع الشمس مباشرة.. أصيب 12 آخرون على الأقل في تبادل إطلاق النار الكثيف». كما أسفر الهجوم الذي شنه المسلحون قبيل فجر أمس، عن إصابة عشرة جنود