أكد اللواء أحمد ناصر الريسي مدير عام العمليات المركزية بشرطة أبوظبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على مد يد العون والمساعدة لشعوب العالم في مختلف الظروف والمحن من خلال اتباع أسس ومعايير علمية وعالمية في آن واحد. جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة بدء انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي لقادة فرق البحث والإنقاذ الدولي بفندق إنتركونتيننتال أبوظبي أمس ويستمر لمدة يومين، بمشاركة وحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والهيئة الدولية للبحث والإنقاذ وعدد من كبار ضباط شرطة أبوظبي و80 وفداً من 34 بلداً في العالم. حضر فعاليات المؤتمر عبد الحق عميري مدير المكتب الإقليمي للمساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة وممثلون عن الأمم المتحدة والهيئة الدولية للبحث والإنقاذ والعميد فارس الفارسي مدير عام الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة والعقيد الدكتور سيف بو ظفيرة العامري مدير عام شؤون الأمن وعدد من كبار ضباط شرطة أبوظبي. ونقل اللواء الريسي للحضور تحيات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقال إن انعقاد هذا المؤتمر للمرة الأولى في دولة الإمارات والشرق الأوسط بحضور كوكبة من رؤساء فرق البحث والإنقاذ العالمي يعد بادرة حضارية تؤكد اهتمام وحرص قيادتنا العليا ودعمها المستمر لكل أشكال التعاون الدولي بما يعزز من الجهود السلمية في أرجاء العالم. وأشار إلى أن المؤتمر يقدم المزيد من الخبرات عبر مشاركة قيادات البحث والإنقاذ في هذه التظاهرة العالمية الفريدة والتي تناقش استراتيجية العامين 2010 - 2011 الخاصة بفرق البحث والإنقاذ حول العالم وتجربة التعامل مع زلزال هايتي وزلزال اندونيسيا، ونوعية ومستوى الخدمات الطبية التي تقدمها فرق البحث والإنقاذ لأعضائها وللمصابين في الدول المنكوبة، وتجربة فريق الإمارات للبحث والإنقاذ واستعراض مراحل إنشائه وتأسيسه وإنجازاته خلال الفترة الماضية. وأوضح أن المؤتمر يهتم بوضع تصور جديد لقائمة تقييم مستويات الفرق والتي من خلالها يتم وضع قواعد تصنيف فرق البحث والإنقاذ على مستوى العالم، فضلاً عن عقد ورش العمل المتخصصة والتي تقدم نتائج خبرات عالمية متخصصة في مجالات البحث والإنقاذ والتكتيكات المتبعة على المستوى العالمي واستعراض خبرات دولة الإمارات في هذا المجال. وأكد مدير عام العمليات المركزية بشرطة أبوظبي الالتزام التام بكل النظم واللوائح المنظمة لعمل فرق البحث والإنقاذ على المستوى العالمي، مجدداً العهد والولاء للقيادة العليا بالمضي قدماً نحو تحقيق مزيد من الإنجازات في مسيرة فريق البحث والإنقاذ الإماراتي وتحقيق الطموح نحو تسجيله عالمياً كفريق ثقيل، بعد حصوله على الاعتماد والتصنيف الدولي بدرجة “الامتياز” ليصبح أول فريق على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حاصلاً على هذه الشهادة الدولية الرفيعة. وناقش المؤتمر في جلساته الدروس المستفادة من تعامل فرق الإنقاذ في زلزال هايتي وزلزال إندونيسيا إضافة لاستعراض نشاطات الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ خلال عامي 2009 - 2010، وآخر المستجدات في تدريب الفرق ونوعية ومستوى الخدمات الطبية التي تقدمها فرق البحث الإنقاذ لأعضائها وللمصابين في الدول المنكوبة. تثمين دور الإمارات من جانبه، ثمن عبد الحق عميري مدير المكتب الإقليمي للمساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة دور دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها شريكاً استراتيجياً في العمل الإنساني في الشرق الأوسط وفي العالم. وأشاد بدور القيادة العامة لشرطة أبوظبي الريادي في المنطقة وفي العالم على ما تقدم من مساعدة إنسانية للمناطق المتأثرة بالكوارث ودورها في عقد مثل هذا المؤتمر الذي يجمع الوفود وقادة فرق البحث والإنقاذ مما يعزز ويدعم العلاقات المشتركة وتبادل الخبرات للاستعداد الفعال للعمليات الإنسانية في المستقبل. وأكد أن المجموعة الاستشارية للمنظمة الدولية للبحث والإنقاذ وسعّت من شبكة الدول المشاركة كما أنشأت نظام تصنيف فرق البحث والإنقاذ والذي يساعد على تنفيذ العمليات وفقاً للمعايير والإجراءات وأدوات التنسيق الدولية. وذكر أن الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ استجابت في عمليات البحث والإنقاذ خلال عدد من الكوارث التي ضربت عدداً من المناطق وكان آخرها زلزال هايتي الذي أودى بحياة ما يزيد على 230 ألف شخص، حيث شارك 67 فريقاً في عمليات البحث والإنقاذ مستخدمين جميع آليات البحث والإنقاذ وقد تم إنقاذ 219 شخصاً من تحت الركام والأنقاض. توطين فريق البحث والإنقاذ من جانبه، أكد الرائد محمد عبد الجليل الأنصاري ضابط الاتصال الميداني مع الأمم المتحدة أن جميع أفراد فريق البحث والإنقاذ الإماراتي على أهبة الاستعداد للتعامل مع الكوارث والحوادث في كل من آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقال إن نسبة التوطين في الفريق بلغت حتى الآن نحو 98% من إجمالي العاملين في الإدارة، مشيراً إلى أن الإدارة تسعى بالوصول إلى نسبة 100% بحلول العام 2013. وأوضح أن فريق الإمارات للبحث والإنقاذ التابع لشرطة أبوظبي يعتبر الأول على مستوى دول الخليج والشرق الأوسط وجنوب وغرب آسيا والقارة الإفريقية، والـ 16 عالمياً، حسب تصنيف الأمم المتحددة للدول المتطورة في مجال البحث والإنقاذ، والذي أكد كذلك على الدور والمكانة التي تتمتع بها الدولة في أن تكون القاعدة الأساسية لانطلاق المبادرات الإنسانية على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي. وقال الأنصاري في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر الإنقاذ والإسعاف الذي افتتح أمس في أبوظبي إن عمل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي ينبع من دور الإمارات الإنساني في العالم وتوجهاتها نحو مد أيادي المساعدة لضحايا الكوارث، من خلال مشاركة فريق البحث والإنقاذ الإماراتي في عمليات البحث والإنقاذ لضحايا زلزال والسيول في كل من باكستان وإندونيسيا وأفغانستان، والتي أشادت الأوساط الدولية باحترافها وتجهيزاتها. وأضاف أن فريق الإمارات للبحث والإنقاذ المكون من 73 فرداً حظي باهتمام متواصل ودعم غير محدود من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للخطة والمراحل الزمنية للتجهيزات من خلال توجيهات سموه بزيادة عدد الأفراد من 73 إلى 130 فرداً، ورفع تصنيف فريق البحث والإنقاذ الإماراتي، من تصنيف الفرق المتوسطة إلى الثقيلة بحلول العام 2013، والتي وضعت تحت خطة تهدف إلى تطويره وتوفير متطلباته التدريبية وكل الإمكانات المطلوبة للظهور بالمستوى اللائق والمشرف، مما سيسهم في تعزيز المشاركة الفاعلة في تقديم المساعدة في مجال البحث والإنقاذ للدول الصديقة وتمثيل الدولة بالصورة المشرفة. وأشار إلى أن شرطة ابوظبي وقعت خلال ديسمبر من العام الماضي اتفاقية مع الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ التابعة لمكتب تنسيق شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، للتعاون وتطوير قدرات فريق البحث والإنقاذ الإماراتي، من خلال القيام بتنفيذ التدريبات والتمرينات، والاستجابة لحالات الكوارث الدولية، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع 5 اتفاقات في المستقبل مع عدد من الهيئات والمؤسسات في هذا المجال. وأكد أن القسم سينظم عدداً من التمارين ضمن الخطة الاستراتيجية لشرطة أبوظبي لمواكبة المتغيرات المتلاحقة في العالم، وذلك بما يضمن لمجتمع الإمارات الأمن والاستقرار. واستعرض الرائد الانصاري الجهود التي قام بها الفريق في مشاركاته السابقة في تقديم المساعدة للدول الصديقة في الكوارث والزلازل بداية من باكستان في العام 2005، واندونيسيا في العامين 2006 و2007، وأفغانستان في العام 2008، وبأندونيسيا 2009، والتي تمت بعد اعتماد الفريق تصنيفات الــISO. 139 مليون درهم المساعدات الخارجية للدولة العام الماضي في إطار حرص القيادة الرشيدة ضمن أولوياتها الاستراتيجية على الارتقاء بامكاناتها إلى أعلى المستويات المتقدمة، وانطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت في تعزيز جهود أعمال الإغاثة الإنسانية وتقديم الدعم المالي واللوجستي، قامت الدولة برفع إجمالي المساعدات الخارجية من 47 مليون درهم خلال العام 2007 إلى 139 مليوناً خلال العام الماضي للدول المتضررة من الكوارث، مشيراً إلى أن ميزانية الفريق خلال العام 2009 بلغت نحو 25 مليون درهم