ماجد سلطان يجول بالكاميرا في مجاهل أفريقيا
(الشارقة) - استضافت جمعية الإمارات للتصوير الفوتوغرافي مؤخرا الفنان الكويتي المهندس ماجد سلطان إبراهيم الزعابي، حيث تحدث عن خلاصة تجربته الشخصية في مجال التصوير الضوئي، وبشكل خاص في مجاهل القارة الأفريقية، من خلال عمله كمتفرغ للعمل الخيري في العديد من الأقطار الأفريقية، وهو الأمر الذي أتاح له مجالا واسعا لتوثيق تجربته من خلال العدسة.
وقال ماجد سلطان حول تجربته الفوتوغرافية الغنية: عشقت فن التصوير الفوتوغرافي بشكل غير مخطط له، وذلك من خلال التحاقي في أواسط التسعينيات بجمعية كويتية تمارس أنشطتها الإنسانية في أفريقيا منذ ثلاثين عاما، فقد قمت باستغلال وجودي في الأسفار والمهمات الإنسانية التي تنفذها الجمعية بممارسة هواية التصوير التي تحولت لدي فيما بعد إلى هاجس وعشق، حتى أصبحت الكاميرا لا تفارقني أبدا، وقد قمت طوال السنوات الماضية بالتقاط آلاف الصور في العديد من الموضوعات كحرب دارفور في السودان، عندما قلمت الجمعية بتقديم المساعدات في دارفور.
كما قمت بالتصوير خلال مهام الجمعية في مخيمات العيون في توجو في أفريقيا، حيث كنت أصور المرضــى قبل وبعد إجراء العمليات لعيونهم.
كما قمت بتصوير موضوعات المجاعة في القرن الأفريقي في الصومال وشمال أفريقيا من خلال أعمال الإغاثة، وكانت تجربة التصوير تتسم بالمغامرة في أجواء خطرة جدا.
الحياة البرية
وأوضح أنه قبل التحاقه بالعمل في المجال الخيري، أنه كان ولا زال يعشق تصوير موضوعات الحياة البرية التي تخصصت فيها، حيث أصدر في هذا المجال في العام 2011كتابه الأول، الذي وثق من خلاله صوره الخاصة بالمناظر الطبيعية الخلابة في البيئة الأفريقية، كما أنتج فيلماً وثائقياً يتناول ويرصد أساسيات تصوير الطيور باختلاف أصنافها، وهي المرة الثانية التي يجرب فيها تصوير الفيديو والمونتاج، كما يهوى تصميم المواقع الإلكترونية والتصوير وتصفح الانترنت والتواصل الاجتماعي، وقد طرح مؤخرا النسخة الثالثة من موقعه الشخصي، وهو متفرغ الآن للعمل في أفريقيا مع جمعية خيرية كويتية بعد سبع سنوات قضاها في إحدى الوظائف الحكومية بالكويت.
جوائز
أما عن حصوله على جوائز مرموقة في مجال التصوير الفوتوغرافي فيقول ماجد سلطان: بصراحة لم أكن أضع الجوائز نصب عيني، لكن حصلت على العديد من الجوائز من بينها جائزة«ناشيونال جيوجرافيك»عام 2010، وقبلها حصلت في عام 2009 على الميدالية الذهبية بمسابقة دولية في قطر، بالإضافة إلى المركز الرابع عالميا بين 36 ألف صورة فوتوغرافية على موقع إلكتروني عالمي.وعن تجربته عن حمل الكاميرا في أماكن أفريقية شديدة الخطورة أشار ماجد سلطان إلى أن العمل في البيئات الخطرة يولد شعورا مختلطا لا يوصف، فالمرء يشعر بالرهبة والخوف والرغبة في التحدي وتجاوز المخاطر من أجل الظفر بالصور النادرة والجميلة، وفي هذا السياق يلعب الوقت عنصرا حاسما في مجال التصوير الفوتوغرافي، قبل مشاهدتها فعليا في تلك البيئات، ومن أغرب وأجمل الصور التي التقطتها في أسفاره، كانت لأحد الأشخاص الذي فقد بصره لإثني عشر عاما، قبل وبعد إجراء عمله لعملية جراحية في عينيه، فقد كانت لحظة فتح عينيه وفرحه باستعادة بصره، لا يمكن أن توصف بالكلمات، وصور أخرى التقطها لعائلات صومالية نازحة خلال تقديم المساعدة لها بعد نجاتها من محنة المجاعة.
وينصح ماجد سلطان المصورين الهواة من الشباب بتنمية هوايتهم وتحويلها إلى رسالة في الحياة، يتم من خلالها خدمة المجتمع، بدلا من أن تكون هواية بلا مردود اجتماعي.
واختتم حديثه بقوله إن الإمارات تتمتع بحراك ثقافي كبير ومتواصل، ويشهد فن التصوير الفوتوغرافي فيها تنظيم مسابقات متنوعة على مستوى عالمي، ولهذا نجد المصورين الفوتوغرافيين الإماراتيين من شباب هواة ومحترفين، يتمتعون بتجربة فنية جميلة تثير الانتباه والإعجاب والاهتمام، كما يتمتعون بروح جميلة من التواصل والمثابرة لتقديم صور جميلة ومميزة على الدوام.