معتصم عبدالله (دبي)
يعود منتخبنا الوطني الأولمبي إلى واجهة المنافسة القارية، حينما يدشن مشواره في نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً المقامة في تايلاند بلقاء نظيره منتخب فيتنام اليوم، في بوريرام «مدينة السعادة»، ضمن الجولة الأولى في المجموعة الرابعة، والتي تشهد أيضاً مواجهة كوريا الشمالية والأردن في المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها.
وتتجدد مع عودة «الأبيض الأولمبي» إلى المنافسة القارية في نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، بعد غيابه عن النسخة الماضية بالصين 2018، الطموحات في تحقيق حلم التأهل الثاني إلى «أولمبياد طوكيو 2020»، بعد الإنجاز الأول بالتأهل إلى «أولمبياد لندن 2012» مع الجيل السابق للمنتخب.
ويحوي تاريخ مشاركات الإمارات في السباق الأولمبي الكثير من المحطات منذ تدشينه أول مشاركة في التصفيات الأولمبية في العام 1984، ضمن التصفيات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس، وصولاً إلى خروجه من ربع نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً «الدوحة 2016»، بخسارته أمام العراق 1-3، والمؤهلة إلى أولمبياد «ريو دي جانيرو 2016»، فيما تمثل المشاركة الحالية في نهائيات تايلاند 2020، المحاولة العاشرة للظهور في دورة الألعاب الصيفية «الأولمبياد».
وأطلق الاتحاد الآسيوي عام 2013 بعُمان النسخة الأولى لكأس آسيا، تحت مسمى بطولة آسيا تحت 22 عاماً، بمشاركة 16 منتخباً، لتكون ثاني أهم مسابقات المنتخبات في أجندة الاتحاد القاري، بعد كأس آسيا بهدف توفير قاعدة قوية للمواهب الشابة في كرة القدم ومساعدة الاتحادات، من أجل تدعيم منتخباتها الوطنية، على أن تكون النسخ المتزامنة مع الأولمبياد، بمثابة التصفيات القارية المؤهلة، حيث تأهل في النسخة الأولى 2016، منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية، بجانب العراق على التوالي إلى الأولمبياد.
راشد بن حميد: منتخبنا جاهز للنهائيات
أكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس اللجنة الانتقالية لاتحاد كرة القدم، ثقته في قدرة منتخبنا الأولمبي على تقديم أداء إيجابي في نهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة، المقامة حالياً في تايلاند، لأن المنتخب يضم في صفوفه عناصر شابة وموهوبة، تشكل رافداً حيوياً لمستقبل الكرة الإماراتية.
وقال الشيخ راشد بن حميد النعيمي، قبل مواجهة منتخب فيتنام اليوم، في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة: «إن المنتخب الأولمبي تم إعداده بشكل جيد لهذه البطولة، حيث تم توفير تجمعات داخلية ومعسكرات خارجية، وخوض عدد من المباريات أمام منتحبات قوية، ونأمل أن ينعكس تأثير هذا الإعداد على أداء اللاعبين خلال مباريات البطولة، مشيراً إلى أن مواجهة فيتنام تعد الأهم كونها الأولى، وتحقيق نتيجة إيجابية فيها، يمنح المنتخب دفعة معنوية كبيرة، قبل المواجهتين المقبلتين أمام كوريا الشمالية والأردن».
وطالب الشيخ راشد بن حميد النعيمي، اللاعبين باستثمار مواهبهم في هذه المنافسة المهمة، وتقديم كل ما لديهم لإسعاد جماهيرهم، كما أكد ضرورة احترام المنتخبات المنافسة، مهما كان تاريخها في كرة القدم، وشدد على أن المنتخبات تتطور، ولديها نفس طموحاتنا وأحلامنا، مشيراً إلى أن الآمال المعلقة على هذا المنتخب كبيرة جداً، في التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وتكرار إنجاز التأهل إلى لندن قبل ثماني سنوات، نظراً لما يمتلكه المنتخب الحالي من عناصر موهوبة، أسهمت في تحقيق الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية بجاكرتا 2018، والتأهل إلى النهائيات الحالية عن جدارة واستحقاق، بعد تصدر المجموعة، إلى جانب بروز عدد كبير من اللاعبين في أنديتهم، خلال المسابقات المحلية والعربية، وكذلك الاستقرار الفني للمنتخب.
وتمنى الشيخ راشد بن حميد النعيمي التوفيق لطاقم حكامنا الدولي، المشارك في إدارة مباريات البطولة، والظهور بشكل مميز للصافرة الإماراتية، التي تحظى بسمعة طيبة، وبثقة كبيرة من الاتحادين الدولي والآسيوي.
وأشاد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، بجهود الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، في تطوير منظومة اللعبة الشعبية في القارة الصفراء، وتنظيم مثل هذه البطولات، التي تعد فرصة لاكتشاف المواهب، ومحطة مهمة في مسيرة اللاعبين لإبراز مهاراتهم ومواهبهم.
الأولمبي بـ «الأبيض»
يرتدي منتخبنا الزي الأبيض الكامل، فيما يرتدي فيتنام اللون الأحمر الكامل، في المباراة التي يديرها طاقم يضم محمد تقي من سنغافورة ومواطنه روني كوه والياباني يوماشي هيروشي ومواطنه ليدا جومبي
حكماً رابعاً.
الغساني: الجميع رهن الإشارة
قال يحيى الغساني، مهاجم الوحدة ومنتخبنا الأولمبي، إن جميع اللاعبين رهن إشارة الجهاز الفني، وفي كامل الجاهزية لتمثيل المنتخب في البطولة، مبدياً ثقته الكاملة في كل العناصر، التي تم اختيارها للمشاركة في النهائيات.
ولفت الغساني، إلى الحالة المعنوية الجيدة للاعبين والروح العالية، مبيناً أن التدريبات خلال فترة المعسكر الأخير، شهدت منافسة كبيرة بين اللاعبين، من أجل الوصول إلى التشكيلة الأساسية، حيث حرص الجميع على بذل أقصى جهد، وتقديم كل ما يملكون في سبيل خدمة المنتخب.
وختم الغساني حديثه، بالإشارة إلى أهمية مباراة فيتنام، التي يسعى من خلالها المنتخب لبداية جيدة في البطولة، آملاً أن يكون الفوز حليف «الأبيض الأولمبي» في أول مواجهة، مضيفاً أن الحصول على أول ثلاث نقاط، يدعم المنتخب كثيراً في بداية مشوار البطولة.
سكورزا: التعامل بـ «القطعة»
أكد البولندي ماسيج سكورزا، المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي، جاهزية «الأبيض» لمواجهة اليوم أمام فيتنام، في أولى مواجهات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة، المقامة في تايلاند، مشيراً أن كل اللاعبين في أتم الجاهزية لخوض المباراة الأولى، التي ستكون صعبة وقوية على المنتخبين، خاصة أن كل منتخب يسعى لتحقيق نتيجة إيجابية في بداية المشوار.
وقال سكورزا: بدايةً أتقدم بالشكر للاتحاد الآسيوي واللجنة المنظمة للبطولة، على الاستقبال الطيب والتنظيم المميز للبطولة، وتوفير كل سبل الراحة للمنتخبات من مقر إقامة، وملاعب تدريب، اليوم تبدأ رحلتنا نحو تحقيق حلمنا، في الوصول إلى أولمبياد «طوكيو 2020»، كل منتخبات المجموعة قوية، ولا توجد مباراة سهلة على الإطلاق، والحظوظ متساوية، تركيزنا منصب على المباراة الأولى، ونتعامل مع المباريات بالقطعة.
وأضاف، أن الأجواء داخل أروقة المنتخب إيجابية، واللاعبون متحمسون لخوض البطولة، التي تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي، وأنا على ثقة بأن اللاعبين قادرون على تقديم أداء مميز في البطولة التي ننتظرها منذ فترة.
وعن إصابة المهاجم محمد جمعة، قال: بالطبع أمر غير جيد، أن يغيب عن صفوف المنتخب مهاجم بمواصفات جمعة، الذي ظهر بصورة إيجابية في المباريات الودية الماضية، وسجل أهدافاً رائعة، ونتمنى له الشفاء العاجل، والعودة مجدداً إلى الملاعب، لكن لدينا خيارات أخرى في الهجوم قادرة على تعويض غيابه، وثقتي بهم كبيرة جداً.
وتحدث سكورزا عن فيتنام، قائلاً: فيتنام يعد من المنتخبات المتطورة جداً، والقوية في القارة الآسيوية، وقمنا بتحليل مبارياتهم الماضية، وكذلك مباراتنا الودية معهم، التي أقيمت مؤخراً في هوشي منه، وانتهت بالتعادل بهدف لهدف.
«الفيتنامي» لم يعرف الخسارة في آخر 17 مباراة!
محمد حامد (الشارقة)
تدين الكرة الفيتنامية، في نهضتها الكروية الحالية، لشغف شعبها البالغ تعداده 100 مليون نسمة يعشقون كرة القدم، كما أن التحول الاقتصادي الذي حدث في البلاد وجعلها في السنوات الأخيرة نمراً اقتصادياً آسيوياً جديداً، انعكس بالضرورة على النهضة الكروية، وعلى المستوى الفردي. وتدين الكرة الفيتنامية بالكثير للمدرب الكوري الجنوبي بارك هيونج سيو، الذي جمع بين العمل في تدريب وتأهيل العناصر الشابة، وبين العمل في المنتخب الأول، وهي المنظومة الأكثر نجاحاً لضمان بناء جيل جديد، أو بالأحرى جيل يصنع ربيع الكرة الفيتنامية.
المنتخب الأولمبي الفيتنامي هو أساس النهضة الكروية في السنوات الأخيرة، فقد بدأ كل شيء مع هذه المرحلة العمرية، ويتواصل العمل معها لضمان استمرارية الحضور الفيتنامي على الساحة القارية، وهو الحضور الذي تأكد بصورة لافتة في كأس آسيا التي أقيمت في نسختها الأخيرة بالإمارات، وشهدت مفاجآت كبيرة للمنتخب الفيتنامي.
خضع الفيتنامي الأولمبي الذي يواجه منتخبنا في مستهل مشوارهما لبطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً، لإعداد مثالي قد يكون الأفضل من بين جميع المنتخبات المشاركة في التحدي الآسيوي.
الأولمبي الفيتنامي لم يعرف الهزيمة في آخر 17 مباراة، والمفارقة أنه خاض 20 مباراة في عام 2019، وهو عدد كبير، قياساً بأنه قد أقيم في عام واحد، وتراوح ما بين الودي والرسمي، ومنذ هزيمته أمام إندونيسيا في 24 فبراير 2019، لم يعرف الفيتناميون الهزيمة، وحققوا الفوز في 14 مباراة من بين آخر 17 مواجهة، وشهدت هذه المباريات تسجيله 45 هدفاً، ودخول مرماه 9 أهداف فقط، وهي أرقام تؤكد قوة الأولمبي الفيتنامي، على الرغم من أن معظم مبارياته أو غالبيتها الكاسحة أقيمت في مواجهة منتخبات تقع في محيطه الجغرافي، أي أنها لا تتميز بالقوة، وهي منتخبات لاوس، وبروناي، وإندونيسيا، وتايلاند، وكمبوديا، وميانمار.
تملك فيتنام بعضاً من مقومات ما يسمى بـ «الأمة الكروية»، ويتمثل ذلك في أن هناك عشقاً لكرة القدم يبلغ حد الجنون، كما أن عدد سكان البلاد يقترب من 100 مليون، غالبيتهم يعشقون الكرة، وخاصة الدوري الإنجليزي، حيث ينقسم الملايين في فيتنام بين تشجيع الأندية الإنجليزية، ومن فرط عشقهم لـ «البريميرليج» قد تظهر الشوارع دون زحام في توقيت بث القمم الكروية الإنجليزية.
والأمور على هذا النحو، تعني أن الشغف الجماهيري بالكرة في فيتنام حاضر بقوة، وقاعدة الممارسة أكثر من رائعة، حيث يمكن الاختيار من بين ما يقرب من 30 إلى 40 مليون شخص، في مراحل الطفولة والصبا والشباب، إلا أن الترهل الإداري أضاع على فيتنام سنوات طويلة دون اللحاق بقطار آسيا السريع، وعلى الرغم من ذلك، بدأت ملامح التغيير في الكرة الفيتنامية تتشكل في السنوات الأخيرة، ولقدوم الخبير الكوري الجنوبي بارك هانج سيو البالغ 61 عاماً، والمتخصص في اكتشاف العناصر الموهوبة، وتدريب فرق ومنتخبات الشباب والمراحل العمرية التي تسبق الانطلاق للفريق الأول، دور كبير في إعادة الأمل للشارع الذي يسيطر عليه الهوس الكروي بصورة لا مثيل لها، في جميع دول جنوب شرق آسيا على الأقل، إن لم يكن في القارة الآسيوية بأسرها.
بارك هيونج سيو تمكن من التأهل بمنتخب فيتنام تحت 23 عاماً في بطولة آسيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بل إنه حقق إنجازاً تاريخياً بقيادة منتخب فيتنام في دورة الألعاب الآسيوية، للدور قبل النهائي، والحصول على المركز الرابع، للمرة الأولى، منذ 75 عاماً، مما جعل الجميع يشعرون بأن أبواب الأمل أصبحت مفتوحة لظهور مواهب جديدة، وتحقيق إنجازات كروية تتوافق مع الشغف الجماهيري الكبير، وفي سبتمبر 2018 تواصلت مسيرة الإنجازات الكروية المهمة، على يد الخبير الكوري هيونج سيو بالفوز ببطولة منطقة الآسيان لكرة القدم، للمرة الأولى، منذ 10 سنوات، وكانت المشاركة الناجحة في أمم آسيا الأخيرة وبلوغ ربع النهائي، مؤشراً على استمرار صعود أسهم الكرة الفيتنامية.