مراد المصري (دبي)
يبدو أن عبارة المشجعين التي جاءت على سبيل الفكاهة الصيف الماضي، تحولت إلى حقيقة ليلة أمس الأول، حينما تم وصف صفقة انتقال البرتغالي كريسيتانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، في محاولة الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، هي إنما صفقة تعاقد «السيدة العجوز مع دوري أبطال أوروبا نفسه، حينما أخرج «الدون» كل ما في جعبته ورد على الانتقادات والضغوط بتسجيل ثلاثية «هاتريك»، وقاد اليوفي لقلب الطاولة على أتلتيكو مدريد الإسباني، والتأهل إلى الدور ربع النهائي للمسابقة القارية العريقة.
وتحول رونالدو إلى حالة خاصة فيما يتعلق بهذه المسابقة، فهو صاحب الرقم القياسي بكل ما يتعلق بها، بوصفه الهداف التاريخي، والأكثر تسجيلاً للأهداف على ملعب فريقه، والأكثر تسجيلاً للأهداف خارج الديار، والأكثر تسجيلاً في دور المجموعات، والأكثر تسجيلاً في المراحل الإقصائية، والأكثر تسجيلاً من الركلات الحرة، والأكثر تسجيلاً من ركلات الجزاء، والأكثر تسجيلا بالرأس، والأكثر صناعة للأهداف، ويتشارك في صدارة الأكثر تسجيلاً لـ«الهاتريك»، ومع حصده اللقب 5 مرات سابقاً مع فريقين مختلفين، منها 4 مرات في آخر 5 سنوات، و3 مرات على التوالي في آخر 3 سنوات، فإنه يمكن أن نطلق على البطولة مسمى، دوري أبطال رونالدو !.
وبعدما قام يوفنتوس بالمستحيل خلال السنوات الماضية من أجل تحقيق حلمه بحصد اللقب الغائب عن خزائنه منذ سنوات طويلة، وهو تأهل إلى النهائي مرتين في آخر أربع سنوات، فإنه دائماً ما كان يفتقد لأمر ما، حتى أدرك ليلة أمس الأول أن هذه اللحظات من «الدون» هي ما يحتاج إليه لنثر سحره على الكرة الأوروبية.
وبعدما فشل يوفنتوس في خمس مناسبات سابقة من قلب خسارته ذهاباً بهدفين دون رد، فإنه نجح للمرة الأولى بقيادة رونالدو من تحقيق «ريمونتادا» تاريخية، خصوصاً أنها جاءت أمام أتلتيكو مدريد الذي لم يعرف الخسارة أمام الفرق الإيطالية سابقاً خلال عهد مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني، كما أن الفريق لم تهتز شباكه في 3 مباريات قبل ذلك، ليأتي «الدون» ويحطم كافة الأرقام، علماً بأن رونالدو اللاعب الوحيد الذي نجح بتسجيل «هاتريك» في شباك «أبناء سيموني» طوال فترة تدريبه لفريق العاصمة، حيث نجح في ذلك 4 مرات خلال مسيرته.
وأصبح رونالدو أول لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا ينجح في تسجيل «الهاتريك» مرتين أمام الخصم نفسه، وذلك بعدما حقق الرقم نفسه في شباك أتلتيكو مدريد مباشرة، علماً بأن اللاعب رفع رصيده إلى 63 هدفاً في الأدوار الإقصائية للمسابقة القارية متقدماً بفارق 23 هدفاً عن مطارده المباشر الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما أنه اشترك في 77 هدفاً في الأدوار الإقصائية بالمجمل العام بعدما قدم 14 تمريرة حاسمة أيضاً.
ونجح رونالدو في تسجيل 25 هدفاً في مرمى أتلتيكو في 32 مباراة، وسبق له أن حقق إنجازاً مماثلاً عام 2016 في مواجهة فولفسبورج الألماني عندما تقدم الأخير 2- صفر ذهاباً، قبل أن يرد رونالدو بثلاثية على ملعب سانتياجو برنابيو، عندما كان يدافع عن ألوان ريال مدريد.
وتوج رونالدو بالمسابقة القارية 5 مرات، بينها واحدة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2008، و4 مرات مع ريال مدريد أعوام 2014 و2016 و2017 و2018، وإذا قدر له الفوز بها للمرة السادسة، فإنه سيعادل رقم لاعب الريال فرانسيسكو خنتو، الذي توج بها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.وكان النجم البرتغالي الملقب بـ «صاروخ ماديرا» شحذ همم زملائه عشية اللقاء، حيث قال لهم «استعدوا للعودة»، ليصبح الولد الذهبي على الموعد، بعدما قاد بمفرده فريقه إلى تخطي مهمة في غاية الصعوبة، مسجلاً ثلاثية رائعة، ليقود السيدة العجوز إلى ربع نهائي الأبطال.
ورد أفضل لاعب في العالم 5 مرات جزءاً من الاستثمار الهائل الذي وضعه فريق مدينة تورينو، الباحث عن لقب ثالث في تاريخه وأول منذ 1996، وذلك لخسارته النهائي 5 مرات، بينها مرتان في الأعوام الأربعة الأخيرة ضد قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد.
في المقابل، كان أتلتيكو مدريد يمني النفس بخوض النهائي على ملعب واندا متروبوليتاو في يونيو المقبل، لكن رونالدو كان له رأي آخر.
وكان يوفنتوس نجح بتحقيق العودة ثماني مرات في دوري الأبطال، بينها في ربع نهائي نسخة 1996 أمام الريال في طريقه لإحراز اللقب.
وكان رونالدو أطاح يوفنتوس بالدور ربع النهائي الموسم الماضي بتسجيله ثنائية في تورينو قاد بها ريال للفوز 3- صفر في الذهاب، ثم سجل هدف التأهل في الوقت القاتل إياباً «خسر ريال 1-3». لكن بعد أن أنهى المواسم الستة الماضية كأفضل هداف في المسابقة، وصل رونالدو إلى الشباك مرة واحدة فقط هذا الموسم، قبل ثلاثيته الرائعة، ليسجل الثلاثية الثامنة في دوري الأبطال بالتساوي مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني.
ونفض مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليجري الغبار عن انتقادات طالته بعد مباراة الذهاب، بسبب أسلوبه المتحفظ، وحتى أن بعض التقارير المحلية تحدثت عن تقدمه بالاستقالة، لكن رئيس النادي أندريا أنييلي رفضها.