تامر عبد الحميد (أبوظبي)

يرى الفنان والممثل المسرحي سعيد سالم أن إنتاج وعرض نحو 5 أعمال درامية في رمضان هذا العام، بصنع أيادٍ إماراتية 100%، يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الدراما والقنوات المحلية، متمنياً لكل القائمين على هذه المسلسلات أن تحقق النجاح المطلوب، وأن تكون ردة الفعل عند المشاهدين إيجابية، متمنياً أن يزيد عدد الإنتاجات إلى 10 مسلسلات في الموسم الواحد.
وأكد سالم أن أكثر ما يميز الأعمال الدرامية الإماراتية التي ستعرض في رمضان هذا العام، أنها تتنوع بين التراثي والمعاصر والكوميدي، وذلك من أجل إرضاء أذواق مختلفة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة إيجاد مواسم درامية بعيداً عن رمضان، حتى تثري الساحة الدرامية بإنتاج وتنفيذ أعمال محلية على مدار العام، بدلاً من ضخ كل الأعمال في موسم واحد، منوهاً أنه في حال حسبت المسألة تجارياً، فالمعلن سيكون حاضراً في أي موسم وجد، طالما أن العمل على مستوى فني جيد.
وشدد على أهمية وجود الدعم والمساندة بشكل أكبر لصناع الدراما المحلية، وخصوصاً بعد أن أعطيت لهم الثقة، سواء من منتجين أو ممثلين، وأثبتوا أنهم قادرون على تقديم الأفضل، ولن يستمر هذا الأمر إلا إذا تواجد الدعم المطلوب.
وكشف سالم أنه سيخوض الماراثون الدرامي الرمضاني لهذا العام بالمسلسل التراثي «بنت صوغان» من إخراج عارف الطويل، وبطولة أحمد الجمسي، ورزيقة الطارش، وعلي التميمي، وبلال عبدالله، ومنصور الفيلي، وعيسى كايد، وهدى الغانم، وجمعة علي، وأمل محمد، ونيفين ماضي.

عرض 5 مسلسلات إماراتية في رمضان نقلة نوعية
في مسيرته الفنية أكثر من 15 مسلسلاً، ونحو 3 أفلام هي: «شباب كول» و«مكان في القلب»و«ضحي في أبوظبي»، وحول تركيزه خلال مسيرته الفنية في عالم الدراما قال: حتى الآن ليس لدينا صناعة سينما في الإمارات،وكل ما قدم عبارة عن تجارب واجتهادات ومحاولات من صناعها،فالسينما تحتاج إلى دعم قوي من الجهات المعنية بالفن، فأغلب الأفلام التي أنتجت من قبل شباب السينما ليست بتقنية سينمائية،وإنما بتقنية فيديو، خصوصاً أن السينما يجب أن يكون لها طاقم تقني خاص من كاميرات وتصوير ومعدات وأجهزة.
كيف أنجز فيلماً في 3 أيام تصوير؟! سؤال واجه سالم وقال: الأفلام السينمائية المصنوعة فنياً تصور في شهرين، ومن الممكن أن تصل إلى 8 شهور إذا كان الفيلم من نوعية الأكشن والحركة،إلا أنني أرى بعض الأفلام المحلية التي تصور في أسبوع أو أقل، ولا أعيب إطلاقاً بكلامي هذا ما تم تقديمه،فجميعها محاولات جيدة «وكثر الله خيرهم»، على تحقيق الحضور والظهور،ولكن يبقى أيضاً الدعم مطلوباً لهؤلاء الشباب لتقديم أعمال على مستوى فني عالٍ، ولا نركز على الكم ونغفل الكيف، فليس من الضروري إنتاج 20 فليماً في العام تمر مرور الكرام،بل نريد فيلماً واحداً يحقق النجاح المطلوب ويستمر عرضه في صالات السينما لأسابيع، ويحقق مراكز متقدمة في شباك التذاكر.

تطوير فني
تطوير النفس في العمل الفني أمر ضروري ومهم جداً،بحسب سالم، حيث قال: يجب وجود ثقافة سينمائية وتطوير الأدوات الفنية، وحضور فعاليات ومهرجانات سينمائية في الخارج، لاكتساب الخبرة والثقافة من سينما عالمية مثل التجارب البوليوودية والهوليوودية، متذكراً أنه قبل سنوات كان في رحلة علاج ببرشلونة، ورغم أنه أجرى عملية عيون جراحية، فقد حرص على حضور المسرح الإسباني هناك. ورغم أنه علم أن المسرحية باللغة الكتالونية وليس الإسبانية، فقد أصر أيضاً على دخولها، خصوصاً أن لغة المسرح من ناحية الأداء واحدة، وذلك لكي يستفيد بما يقدمونه على خشبة المسرح من إيماءات ومشاهد وحركة جسدية وردود أفعال في الأداء، وبذلك فإن الإنسان يتعلم من تجارب الآخرين ويستفيد ويطور من نفسه.

أمانة ومصداقية
الدراما تدخل كل البيوت بلا استئذان، على عكس الذهاب للسينما الذي يعتبر عملية اختيارية، وهكذا أرجع سالم تركيزه على المسلسلات، وقال:لكل عمل درامي رسالة يجب أن يوصلها الفنان بأمانة ومصداقية،خصوصاً أنه يدخل من خلال التلفزيون إلى كل بيت.

دراما مشتركة
وحول مشاركته في العديد من الأعمال الخليجية، وعن رأيه في الدراما المشتركة، قال: في فترة ما، اتجهنا نحن الفنانين الإماراتيين للعمل في مسلسلات خليجية، لأننا لم نجد مكاناً لنا في أعمالنا الدرامية، ولكن هذه المشاركات حققت لنا الوجود والحضور في دول الخليج، وكنا خير سفراء للإمارات في هذه الأعمال،موضحاً أنه عندما قدم أعمالاً مع عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وطارق العلي وجاسم النبهان وجمال الردهان، نال ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور، معتبراً أن الدراما المشتركة أمر صحي، ولاسيما أنها تعمل على تبادل الخبرات الفنية.

أجور ضعيفة
أجور الفنانين قضية أخرى تحدث عنها سالم وقال: أجورنا لا تقارن بدول العالم كله، فالفن لا يطعم خبزاً، بل ننفق عليه من مالنا الخاص، فيجب أن تتم إعادة النظر في الميزانية التي تصرف للمنتج المنفذ، خصوصاً أنه وقت التنفيذ يختلف الوضع تماماً، كما يجب أن تتولى قنواتنا المحلية -كما السابق-إنتاج أعمالنا الدرامية، مصرحاً أن أجر الفنان الإماراتي لا يتعدى الـ150 ألف درهم لتصوير مسلسل كامل، وبالمقابل في دول الخليج الأخرى تصل الأجور إلى نصف مليون، متذكراً أنه في مسلسل «الحيالة» كان يتقاضى 200 دينار في الحلقة الواحدة، وكان ذلك عام 2003.

أبو الفنون
وبما أنه ممن يحب الإذاعة ويعشق «أبو الفنون»، فقد أكد سالم أن أي ممثل يتمتع بإمكانات وإبداعات فنية، ستجده في الإساس فناناً مسرحياً إذاعياً، لأنهما الأساس في كسب أي ممثل للخبرات الفنية والأدائية والصوتية اللازمة. وعن المسرح قال: «أبو الفنون» في الإمارات في تطور مستمر، وذلك بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحرصه الدائم على وجود المسرح ليس فقط في الإمارات، وإنما أيضاً في مختلف أنحاء الوطن العربي، فلا يزال مهرجان أيام الشارقة وهو من صنع أيادينا منذ 1984 يحقق إنجازات مسرحية كبيرة، كان آخرها فعاليات دورته الـ30 التي انتهينا منها مؤخراً، فأنا دائم الحرص، وكل الفنانين أيضاً، على الحضور بعروض مسرحية أو بعدمها، ولا نشكو في المسرح إلا من موازنة وزارة الثقافة؛ فهي شبه معدومة بالنسبة لدعم الفرق المسرحية، مشيراً إلى أنه بعد أن افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «الكلية الأدائية» في الشارقة لتعليم أصول السينما والمسرح والتلفزيون،سيتيح هذا الأمر تخرج مجموعة من المؤهلين في صناعة مجالات مختلفة من الفنون، خصوصاً مع وجود متخصصين لتعليم هذه المجالات في جميع أنحاء العالم.

مبادرات إنسانية
يعتبر سالم أحد الفنانين الذين يحرصون على الحضور في فعاليات ومبادرات إنسانية وخيرية، أبرزها مع «الهلال الأحمر»، وعن أهمية ذلك قال: يلعب الفن دوراً محورياً في العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والإنسانية، من خلال تقديم العديد من الأعمال التي تترك آثارها عند المشاهد، وتكشف الوجه الآخر لظواهر مختلفة، كما أن لدى الفنان نفسه الدور الفعال والمؤثر على مختلف الأزمنة، خصوصاً أن ما يقدمه من أعمال فنية، سواء في السينما والدراما والغناء، لاسيما في وقت المصائب والأزمات، يضيء الطريق للبشرية، ويسلط الضوء على الجزء المظلم، ويطرح الأزمات من وجهات نظر مختلفة، ويشجع الناس على تخطي المحن، فمن واجب الفنان أن يتفاعل مع كل القضايا، سواء كانت مجتمعية أو كارثية أو صحية، ويشارك في مبادرات إنسانية وخيرية، ولن يستطيع الفنان، بصفة عامة، فعل ذلك إلا إذا كان قريباً من الناس؛ لأنه في الأساس من الناس.

تعاون فني
حول علاقته الفنية مع الراحل عبد الحسين عبد الرضا، قال سعيد سالم: كان لي الشرف أن أتعاون فنياً مع الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا الذي قدمني في مسلسل «الحيالة» بشخصية «عيد بن شاكر» عام 2003، وكان هذا العمل والدور نفسه نقلة نوعية في مسيرتي الفنية اختصرت لي سنوات كثيرة، فيكفيني أنني عملت مع مدرستين في الدراما هما عبد الحسين وخالد النفيسي اللذان لديهما تاريخ ومسيرة طويلة في عالم الدراما، لافتاً إلى أن علاقته مع عبد الحسين لم تكن فنية فقط، بل أيضاً شخصية وإنسانية جداً، فهو تعلم منه الكثير في العديد من النواحي الحياتية والفنية.