أثارت تصريحات الرئيس الأميركي التي دعا فيها لانتخاب رئيس لجمهورية لبنان بالأغلبية البسيطة، جدلا حادا في الأوساط اللبنانية· حيث حذرت المعارضة من التراجع على مبدأ التوافق، وسط مخاوف من اللجوء إلى تأجيل عاشر للجلسة المقررة اليوم السبت لانتخاب رئيس جديد للبلاد· وتزامن ذلك مع دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنظيره السوري بشار الاسد وجوب الالتزام بموعد السبت لانتخاب رئيس لبنان·وقال ساركوزي خلال لقاء مع صحفيين عرب اخيرا انه ''تكلم مع بشار الاسد هاتفيا وكرر له ان فرنسا متمسكة اكثر من اي وقت مضى بانتخاب رئيس لبناني يحظى بتوافق واسع''· وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون ان ساركوزي قال انه ''مصر على ان يتم الالتزام بالتاريخ الجديد الذي اتفق عليه الاطراف في 22 ديسمبر لانتخاب رئيس وايجاد حل لهذا المسار الانتخابي''· ونفى المتحدث ردا على سؤال ان يكون ساركوزي وجه اي ''انذار'' الى الاسد بهذا الصدد· من جانبه رد ''حزب الله'' على كلام الرئيس الاميركي جورج بوش حول الانتخابات الرئاسية في لبنان، رافضا ما اسماه ''اوامر'' بوش و''وصايته'' على لبنان· وقال نائب الامين العام لـ''حزب الله'' الشيخ نعيم قاسم في بيان صدر عن الحزب ''طالعنا الرئيس الاميركي بسوء طالعه وأوامره المباشرة لجماعته في لبنان بانتهاك الدستور واجراء الانتخابات الرئاسية بالنصف زائد واحد''· واضاف متوجها الى بوش ''اوامرك غير قابلة للتنفيذ في لبنان ووصايتك مرفوضة''· وتابع ''في اللحظة التي يسعى فيها اللبنانيون الى التوافق، يدق بوش اسفينا جديدا بينهم رافضا للتوافق، محددا لخارطة الطريق الاميركية، مستخدما لادواته في لبنان، ليكون الثمن بالكامل من حساب الاستقرار اللبناني''· وقال قاسم ان الاكثرية النيابية والحكومية رفضت كل ''الحلول في اتجاه الشراكة'' مع المعارضة في السلطة· واضاف ان ''سلة مطالب المعارضة تحصن حكم الرئيس ولبنان، وهي مجموعة قليلة من النقاط تتمحور حول المشاركة''، داعيا الاكثرية الى ''عدم اضاعة المزيد من الوقت'' وانجاز الاستحقاق· وعلى صعيد متصل، اعتبر نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان عبد الأمير قبلان في خطبة له امس أن التوافق على قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا ''يبقى ناقصا إذا لم يجر التوافق على إدارة البلاد في السلطة التنفيذية'' داعيا ''الموالاة إلى التواصل والاتفاق مع العماد ميشال عون على سلة الحل المتكاملة حتى يتوج رئيس مجلس النواب نبيه بري اتفاق اللبنانيين في جلسة انتخاب الرئيس الجديد يوم غد''· ورأى قبلان أن لبنان يتعرض لمؤامرة كانت من عناوينها ''طرح سلاح المقاومة على بساط البحث'' إلى جانب ''تهميش رئاسة الجمهورية ومقاطعتها بغية إضعافها حتى إسقاطها'' مشيرا إلى أن الهدف من حل المجلس الدستوري كان ''إضعاف المؤسسات الدستورية وتهميشها تمهيدا لانتهاك الدستور''· ودعا قبلان إلى وقف التدخلات الأميركية في الشؤون اللبنانية معلقا على كلمة بوش بالقول ''وإذا كان صبر بوش قد نفد فإن صبرنا لم ينفــــــــد بعد فنحــــن ما نزال صامدين حتى ينصر الله الإنسان المؤمن على أعدائنا''· كما انتقد المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله ''الطبقة التي تتحكم بلبنان'' معتبرا أنها تكاد ''تخرجه من التاريخ وحتى الجغرافيا في معنى الدولة''· ورأى فضل الله أن المشكلة هي ''أن القرار السياسي ليس في بيروت، أما حديث البعض في الداخل والخارج أن القرار متروك للبنانيين من دون تدخل خارجي لأن الخارج لا يقدم إلا الموعظة والنصيحة بمحبة، فهو نكتة سخيفة سوداء'' محذرا من ألا يبقى لبناني في لبنان، ''لأن هذا البلد لم يستطع أن يحقق لشعبه الأمن والعيش الكريم''· وحذرت قوى الأكثرية من تمديد الفراغ الرئاسي· وأفادت مصادرها بأنها باتت جاهزة لتنفيذ خطتها السرية التي كانت قد لوحت بها منذ حوالي الأسبوع، ومن ضمنها اعادة تفعيل الحكومة الراهنة من خلال توسيعها وتطعيمها بوزيرين شيعيين دون قبول اســــــــــتقالة وزراء حزب الله وحركة أمل، وذلك بعد زيادة عدد الوزراء إلى 30 وزيرا أي بزيادة ستة وزراء·