دينا محمود (لندن)

كشفت السلطات الصحية في بريطانيا، أمس، عن أنه سيُطلب ممن تزيد أعمارهم على 70 عاماً في البلاد، «عزل أنفسهم ذاتياً» لفترة قد تصل إلى «عدة شهور» في إطار جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد. ويأتي ذلك في غمار انتقادات واسعة للخطة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لمواجهة خطر تفشي الفيروس.
وأكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن خطة العمل التي تتبناها الحكومة للتعامل مع الوباء، تتضمن مطالبة «المُسنين والفئات الأكثر عرضة للإصابة، بالعزل الذاتي لحمايتهم» في المقام الأول، مشدداً على أن تفاصيل الإجراءات التي ستُتبع في هذا الإطار «ستُعلن في الوقت المناسب، لأن الحكومة لا تريد التعجل في تحركاتها».
وأقر هانكوك بأن تطبيق تدابير على هذه الشاكلة «لن يكون أمراً سهلاً، سواء على صعيد الإقدام عليها أو تحملها» لفترات طويلة، مضيفاً: «لا بد من الاستعداد لاتخاذ خطوات حاسمة» لمواجهة الفيروس، الذي وصفه بأنه «أحد أعقد التحديات التي تواجه بريطانيا منذ جيل كامل».
ويتمثل «العزل الذاتي» في بقاء الشخص بمنزله من دون الخروج منه أو استقبال زائرين، وعدم التواصل مباشرة مع مقدمي خدمات توصيل المنتجات، بما في ذلك الأدوية. وتزامنت هذه التصريحات، مع اتهامات وجهها مئات الباحثين والأكاديميين البريطانيين لبوريس جونسون، محذرين من أن خطته التي أعلن عنها قبل أيام، ستؤدي إلى المجازفة بـ«تعريض آلاف الأرواح» للخطر، نظراً لأنها ترمي لتكوين ما وصفته السلطات بـ«مناعة جماعية» لدى المواطنين حيال الفيروس، بدلاً من التطبيق الفوري لإجراءات ما يُعرف بـ«التباعد الاجتماعي»، للحيلولة من دون انتشار العدوى بينهم.
وتعني «المناعة الجماعية»، من الوجهة الطبية، توفير تطعيم لجانب كبير من السكان ضد فيروسات مُعدية، أو السماح لتلك الفيروسات بالتفشي بين الفئات الأكثر قدرة على مواجهتها، بهدف «كسر سلسلة انتقال العدوى» من شخص لآخر، وتوفير «مناعة» على المستوى الوطني تستمر لأجيال مقبلة.