بسام عبد السميع (أبوظبي) - دشنت شركة أبوظبي لبناء السفن أمس السفينة “مزيد” الرابعة من طراز “كورفيت”، ضمن مشروع “بينونة” الذي تنفذه لمصلحة القوات البحرية. وافتتحت الشركة عقب التدشين، مشروع توسيع الأرصفة المائية ضمن حوض بناء السفن، الذي يضيف 155 متراً لاستيعاب أكبر عدد من السفن لإجراء الاختبارات الفنية والتقنية، وكذلك استكمال إنشاء العوامة الجديدة والمحطة الكهربائية الفرعية. ويتضمن مشروع بينونة بناء 6 سفن بقيمة تقديرية تبلغ نحو 4 مليارات درهم. ومن المتوقع إنهاء اختبارات “كورفيت 1و2” وتسليمهما بكامل التجهيزات إلى البحرية الإماراتية خلال العام الحالي، على أن يتم تسليم باقي السفن بنهاية 2014. حضر حفل التدشين في مقر الشركة بالمصفح اللواء الركن إبراهيم سالم المشرخ قائد القوات البحرية وحميد الشمري رئيس مجلس إدارة الشركة وعدد من المسؤولين بالقوات البحرية، وشركة أبوظبي لبناء السفن. معايير الجودة وقال محمد سالم الجنيبي، الرئيس التنفيذي للشركة “يأتي إطلاق السفينة “مزيد” ليؤكد الإمكانات العالية المتاحة في “أبوظبي لبناء السفن” ويعكس التزام الشركة التام بأعلى معايير الجودة العالمية. وأضاف “يعد بناء السفن العسكرية المصدر الرئيسي لدخل الشركة، حيث تمثل نسبة العقود العسكرية 80% من أعمال الشركة، مقابل 20% للعقود التجارية”، لافتاً إلى سعي الشركة إلى زيادة نسب التشغيل التجارية. وزاد: يمثل مشروع “بينونة”، الذي يعد الأكبر والأول من نوعه في المنطقة، إضافة مهمة وخطوة نوعية من شأنها تطوير أسطول القوات البحرية لدولة الإمارات والارتقاء بالقدرة الدفاعية والحربية لمواصلة ضمان حماية المصالح الحيوية وتعزيز الأمن البحري في الدولة. وقال “ يأتي تدشين السفينة الرابعة من مشروع “بينونة”، امتداداً لسنوات من التميز والنجاح في تعزيز مكانة الشركة إقليمياً ودولياً في مجال بناء السفن وتوفير خدمات الدعم البحري في منطقة الخليج والعالم”. وأوضح الجنيبي أنه تم تزويد السفينة “مزيد” بأحدث التجهيزات والتقنيات والنظم المتقدمة، بما فيها جهاز الدفع والمحركات والأسلحة التي تعتبر من أهم التكوينات الأساسية. وتشتمل السفينة على المدفع الأساسي والمدفع الجانبي، الذي تم تثبيته في الربع الثالث من العام الماضي، كما تم تركيب أكثر من 100 كيلو متر من الكابلات الكهربائية، وعدد كبير من الأنابيب والمعدات لاستكمال مرحلة تجميع وتجهيز السفينة التي خضعت إلى عملية مكثفة لإنهاء اللمسات الأخيرة كالصبغ قبل تدشينها في المياه. وأعرب الجنيبي عن فخره بتحقيق إنجاز آخر مع استكمال مشروع توسيع الأرصفة المائية، ضمن حوض بناء السفن والذي سيتيح استيعاب عدد أكبر من السفن والارتقاء بالخدمات المقدمة لعملاء الشركة. بناء السفينة وذكر الجنيبي أن عمليات بناء “مِزيَد” بدأت بتشكيل الهيكل من ألواح الفولاذ الصلب في مايو من عام 2007 وتم إنشاء قاعدة السفينة في نوفمبر 2007، فيما تم تجميع واستكمال هيكل السفينة في عام 2008، وتم تركيب الجزء العلوي في وقت لاحق من العام ذاته. واستخدمت الشركة، الفولاذ الصلب في إنشاء الهيكل، بينما تم إنشاء الجزء العلوي من السفينة باستعمال الألمنيوم المخصص للاستخدامات البحرية. وقال الجنيبي “يعد مشروع “بينونة” الأضخم والأول من نوعه في منطقة الخليج، إذ يضم ست سفن حربية متطورة من طراز “كورفيت” بطول 72 مترا لمصلحة القوات البحرية”، مضيفاً أنه تم تزويد كل سفينة بأحدث التقنيات والنظم المتطورة للمهام الموكلة إليها، بما فيها المهمات الاعتراضية وأعمال المراقبة ودوريات خفر السواحل وعمليات طائرات الهليكوبتر وغيرها من المهام الأمنية الأخرى. وتشتمل المزايا الرئيسية المتاحة في السفن الحربية من طراز “كورفيت” على البنية الفوقية المتطورة ومهبط لطائرات الهليكوبتر، وتم تزويد السفن بصواريخ مضادة للسفن وصواريخ دفاع جوي، بالإضافة إلى جهاز مراقبة ثلاثي الأبعاد ورادارات للملاحة، فضلاً عن معدات الحرب الإلكترونية. ويجري تنفيذ مشروع “بينونة” حالياً في حوض بناء السفن المتطور التابع لـ “أبوظبي لبناء السفن” في منطقة المصفح بأبوظبي، وتم تطوير السفية الحربية الأولى من المشروع في حوض شيربورج لبناء السفن التابع لشركة “سي. إم. إن”، وذلك بموجب اتفاقية مقاولة فرعية مع “أبوظبي لبناء السفن”. وشهد العام الماضي إطلاق السفينة الثانية باسم “الحصن” والثالثة باسم “الظفرة” ومن المتوقع إنجاز تسليم السفن الست للقوات البحرية بحلول عام 2014. وأكد الجنيبي أن الشركة اعتمدت أحدث التقنيات ووسائل التكنولوجيا في قطاع بناء السفن، بما في ذلك إعداد نماذج ثلاثية الأبعاد لهندسة تصميم وإنتاج السفن المساعدة على التجهيز المتطور للسفن، واكتشاف حالات الاصطدام والتوجيه المتقدم بالأنظمة الكهربائية والإلكترونية والميكانيكية على ظهر السفينة. وأوضح أن هذه السفن تشكل نماذج للمشاريع التي تعكس خبرة الشركة في مجال بناء السفن المعقدة ومتعددة المهام والأحجام المصنوعة من الفولاذ وسبائك الألمنيوم والمواد المركبة. وأفاد بأن الرؤية الشاملة لشركة أبوظبي لبناء السفن ترتكز في تحويل الشركة إلى مصمم ومنتج للسفن العسكرية عالية المستوى المزودة بأحدث الحلول التي تلبي احتياجات العملاء، إضافة إلى تعزيز مكانتها بوصفها الشريك الأمثل في مجال إصلاح وصيانة السفن العسكرية وتوفير خدمات الدعم طويلة الأمد. التوسع في الخليج وأكد سعي الشركة لأن تصبح لاعباً رئيسياً في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال تعزيز مكانتها في صناعة وتطوير السفن العسكرية وشبه العسكرية ومزوداً رئيساً لخدمات الدعم البحري. وأضاف : تلتزم الشركة بتقديم خدمات عالية المستوى في القطاع وتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المنطقة من خلال تقديم خدمات رفيعة المستوى في القطاع، كما تقوم الشركة أيضاً بأعمال تجديد وإعادة تركيب الزوارق التابعة للقوات البحرية وتتولى إصلاح السفن والزوارق التابعة للقوات البحرية القطرية والفرنسية، وغيرها من الزوارق التابعة لقوات أخرى. وتضم الشركة ورش عمل بالشركة مجهزة بشكل كامل بالآلات والمواد اللازمة لتقديم خدمات التصنيع والآليات والتجهيز والأعمال الإلكترونية، وخلايا الطلاء وأعمال الأنابيب والصفائح المعدنية والخشب والمستودعات وصب الخلائط. كما تقوم الشركة ببناء مجموعة متنوعة من السفن التجارية، بالتعاون مع العديد من الشركاء الدوليين وتتضمن تلك السفن زوارق القطر والارشاد وقوارب العمل والإمداد وتغيير الطواقم وزوارق خدمة حقول النفط وزوارق الحفر وناقلات النفط الساحلية. وتلتزم الشركة بتنفيذ عمليات إصلاح وتطوير السفن البحرية التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي بشكل أساسي، كما دخلت الشركة في العديد من المشاريع المشتركة والاتفاقيات الاستراتيجية مع شركات عالمية بارزة لتوفير خدمات دعم عالمية المستوى لقوات الأمن البحري في دول “التعاون”، بحسب الجنيبي. وتتضمن المجالات المتخصصة التي تغطيها الشركة الأنظمة الإلكترونية وصيانة أنظمة الدفع المائية وأنظمة إدارة عمليات القتال ومجموعة متكاملة من خدمات الدعم البحري. وأوضح الجنيبي، أن السفن التي تعمل الشركة على بنائها تشمل السفن الحربية من طراز-كورفيت- والقوارب القاذفة للصواريخ وقوارب الحراسة البحرية السريعة وزوارق دوريات خفر السواحل وسفن الإنزال والدعم اللوجستي والإمداد وناقلات الجنود السريعة والقوارب الاعتراضية السريعة والقوارب الهجومية.