«دورنبرين» منتجع للريف الأوروبي على حواف نهر الراين
دورنبرين.. مدينة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من النمسا، وتبعد 700 كيلو متر عن العاصمة فيينا، وهي الأصغر بين المدن النمساوية، ولكنها الأكبر في منطقة «انسبيرج».. لا يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة، وتمثل الطابع الريفي في كل النمسا، وتمتد بسحرها على حافة نهر الراين. زوار دورنبرين من الشرق الأوسط ودول الخليج محدودون للغاية، بل سكان المنطقة لا يكادون يعرفون عن الشرق الأوسط سوى القليل، والقضايا ذات الصلة بالسياسة بشكل اكثر تحديداً. ولتمتع هذه المنطقة القريبة من الحدود الألمانية إحدى الدول الثماني الأوروبية التي تحيط بالنمسا عامة، وفي إطار حملة ترويجية لهذه المنطقة، نظمت فنادق (فور بوينتس شيراتون) وبالتعاون مع الخطوط النمساوية ندوة تعريفية سياحية عن هذه المنطقة والإقليم عامة. الجبال هي السمة العامة للمنطقة حيث تمتد أكثر من 180 كيلو متراً من وسط انسبيرج حتى آخر حدود الإقليم. وتضم منطقة دورنبرين 55 قرية على امتداد الجبال، وفي قلب الوديان. ولكثافة الجبال، فإن المنطقة ليس بها مطار، ولا يصلح أن يقام بها مطار.
هدوء واستجمام
ورغم ذلك - حسبما تقول أندريا ماسات مديرة الاتصال والعلاقات في المكتب السياحي لإقليم دورنبرين- فالمنطقة ترتبط بشبكة مواصلات سريعة ومتنوعة، والوصول اليها بعد الهبوط في مطار فيينا برحلة طائرة لمدة حوالي الساعة إلى مطار انسبيرج ولمسافة تزيد عن 500 كليو متر، لتبدأ رحلة جديدة، إما بالقطار السريع بين الجبال، أو بالحافلات والسيارات، لتصل اليها، وسيجد الزائر نفسه في مدينة صغيرة ليس بها إلا مركز تسوق وشوارع هادئة، وعالم آخر من الحياة للاستجمام، بعيداً عن صخب المدن الكبرى.
موسم سياحي
تبدأ الحياة في دورنبرين من السادسة صباحاً، وتنتهي في الشتاء عند السابعة، حيث تغلق معظم المحلات أبوابها، خاصة مع برودة الجو بين ديسمبر ومارس، ويختلف الوضع كلياً في الصيف، حيث يصل معدل درجة الحرارة إلى 30 درجة، وتبدأ حياة جديدة ومختلفة. الموسم السياحي في دورنبرين يمتد من شهر يونيو وحتى أوائل سبتمبر، وأفضل شهور السياحة هما يوليو وأغسطس، حيث يتضاعف عدد من يقطنون المدينة، خاصة مع موسم العروض الفنية في دار الأوبرا، والتي بدأت أولى عروضها في مصر مع مطلع سبعينات القرن الماضي قبل أن تؤسس لنفسها داراً في عام 1994.
سحر الشتاء الأوروبي
ذكرت مارجريت وايديرين الخبيرة السياحية في الإقليم أن سكان المنطقة خليط من مختلف دول أوروبا، خاصة ألمانيا والمملكة المتحدة، والقليل من مناطق أخرى، بعكس فيينا التي بها سكان من أصول شرق أوسطية وعربية، ومتوسط دخل الفرد هناك يتراوح بين ألف يورو وخمسة آلاف يورو، وتتكفل الحكومة النمساوية بتوفير العديد من الخدمات التعليمية والصحية، وتشييد المنازل للعديد من الفئات، ويتم تطبيق نظام خاص قريب من نظام الشؤون الاجتماعية لمحدودي الدخل وغير القادرين. في الشتاء تتميز المنطقة بسحر الشتاء الأوروبي، وتنتشر رياضة التزلج على الجليد، وتنتشر العديد من ساحات التزلج تحت إشراف مؤسسات خاصة أو حكومية، وبنظام العضوية، وأكثر المترددين في الشتاء على هذه الساحات هم من سكان الإقليم، أو السياح الذين قطعوا مئات الأميال لقضاء يوم تحت الجليد، وسياح قادمون من دول مجاورة، وليس بينهم سياح من الشرق الأوسط.
تاريخ ومعالم
ومن معالم درونبرين وانسبيرج متحف سيارات «رولزرويس» والذي أقامته عائلة مهاجرة، والذي بدأ منذ 50 عاماً ليضم الآن ما يقارب 100 سيارة من مختلف طرازات «رولزرويس» من بداية عام 1925، وحسب مديره وابن صاحب وصاحبة الفكرة والمتحف جوهانيس فونيير، فإن المتحف يضيف سنوياً سيارتين على الأقل من طرازات «رولزرويس» التاريخية، والتي يتم شراؤها من مختلف أرجاء العالم، وبينها سيارة لملكة بريطانيا، لافتاً إلى أن بعض السيارات يعاد تجهيزها بالكامل وفق تصميمها الأصلي، خاصة تلك السيارات التي نحصل على جزء منها. ولفت إلى أن المعرض يعكس عبقرية «رولزرويس» في صناعة السيارات قبل ما يقارب قرن من الزمان، فالعديد من السيارات مجهزة بتكنولوجيا نراها في سيارات القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أن والديه قاما بإنشاء المتحف بجهد خاص، ووفرت لهما حكومة الإقليم الموقع الذي كان في السابق مصنع أقمشة، مضيفاً أن أكبر موسم للزوار خلال الصيف، وسعر الدخول 8 يورو، كما أن المتحف يضم العديد من الوثائق والصور التاريخية ومنحوتات لمصممي سيارات «رولزرويس» والعديد من الدراجات النارية التاريخية والاكسسوارات والهدايا ذات الصلة بصناعة هذه السيارات الفاخرة. ومن معالم المدينة مركز معارض درونبرين، ومقر هيئة الإذاعة النمساوية الغربي، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومجموعة واسعة من المؤسسات التعليمية، و»فورارلبرج» وهي أول كلية للتقنية. ومن أشهر صناعات المنطقة صناعة النسيج، والتي شهدت طفرة هائلة خلال النصف الأول من القرن الماضي.
تصدير السياحة
ولهواة الريف تمتد مجموعة من القري على طول وادي نهر الراين، منها «أويردورف» و»هالتليردورف» و»رهرباش» و»سشهورين» و»واتزيينج»، وقرية العليا والسفلى ومنطقة الألب من القرى الجبلية، وجميعها باب مفتوح على تاريخ طويل ومثير قبل وبعد الحرب العالمية. وتصف مارجريت المنطقة بأنها ترتفع في بعض مناطقها 2060 متراً عن سطح البحر وفي حدها الأدنى، 405 أمتار، ومتوسط درجة الحرارة في يناير ست درجات تحت الصفر، وفي الصيف وتحديداً يوليو 16 درجة مئوية، وتمتد على طول المروج والمراعي والمراعي الجبلية، ومن معالمها منطقة المهرجانات في القلب من المدينة، والتي قد لا يجد الزائر موطئ قدم له فيها صيفاً. ويشير رايموند سيشمدث مدير عام فندق «فوربوينتس شيراتون»: ندرك جيداً ثقافة السياح من الشرق الأوسط والخليج، وندرس حالياً بدقة احتياجات هذه المنطقة لنوفرها، مؤكداً أن الاهتمام بسوق الشرق الأوسط والخليج والإمارات بصفة خاصة يأتي انطلاقاً من أهمية هذه الأسواق فيما يتعلق بتصدير السياحة إلى الخارج. وقال: نسعى إلى استقطاب الزوار من الخليج ليتعرفوا على منطقة جديدة كلياً، في مضمونها السياحي، وبدأنا العديد من المبادرات، لتعزيز التواجد في السوق الخليجي والإماراتي منه، وسنعمل مع الخطوط النمساوية من أجل توفير متطلبات السائح الخليجي أولاً وأخيراً، مشيراً إلى أن فندق «فوربوينتس شيراتون» يستعد من الآن لتوفير متطلبات السياح من المنطقة، من خلال دراسة واقعية.
المصدر: دبي