وولش يؤكد دعم واشنطن للجيش اللبناني
رغم تأكيدات داخل لبنان وخارجه على أن اليوم الاثنين هو الفرصة الأخيرة لاختيار رئيس الجمهورية، إلا أن التطورات الجارية على الأرض تشير إلى أن الجلسة المقبلة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس البلاد ربما تحمل عنوان ''الإرجاء التاسع''· في وقت واصل ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مشاوراته بلبنان بشأن الأزمة السياسية، حيث التقى امس مع قائد الجيش اللبناني العماد ميشيل سليمان وأعاد تأكيد أهمية عقد الانتخابات الرئاسية في موعدها· وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إن وولش الذي اختتم زيارته الى لبنان امس نقل لسليمان رسالة تأييد من الولايات المتحدة للجيش اللبناني· وذكر النبأ أن المسؤولين ناقشا أيضا التعاون بين الولايات المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية بدون إعطاء المزيد من التفاصيل· كما قدم وولش تعازيه لقائد الجيش في مقتل العميد الركن فرانسوا الحاج والذي قتل في انفجار قنبلة ملغومة يوم الأربعاء الماضي مع حارسه الخاص· وتزامن هذا الاجتماع مع أنباء نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله إن الإطار الزمني الذي يحكم المجلس في إجراء الانتخابات الرئاسية هو 31 ديسمبر الحالي· ونقل عن بري قوله إن ''فرصة انتخاب رئيس جديد مازال أمامها عشرة أيام وإن يوم الاثنين ليس هو الفرصة الاخيرة'' · وأضاف بري إنهم يعملون ليل نهار من اجل انجاز هذه الانتخابات والفرصة ليست فقط ليوم الاثنين لكنها تمتد لنهاية هذا العام· ولهذا مازال هناك أمل في انتخاب رئيس جديد قبل نهاية العام· وقال مصدر قريب من الأكثرية إن زيارة وولش للعماد سليمان شكلت المحطة الأخيرة للمحادثات التى يجريها قبل مغادرته للبلاد ، واستهدفت الزيارة إعلان التأييد لعقد الانتخابات الرئاسية· لكن ويلش لم يلتق زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون والذي تم تعيينه من قبل المعارضة للتفاوض حول ''حزمة سياسية'' من الشروط الواجب توفرها لتسهيل انتخاب سليمان بأغلبية كبيرة· ووفقا لمصدر في ''الاكثرية'' فإن تشكيل حكومة جديدة تمت مناقشته حيث ستتضمن 17 حقيبة للأغلبية و13 للمعارضة· وقال المصدر إن القضية هي أن عون يصر على تولي عدد من الحقائب المهمة والتي تمتلك الأغلبية الحق توليها في الوزارة الجديدة·واتهم المصدر المعارضة بأنها تضع عون في الواجهة لأن الدستور ينص على أن الرئيس ينبغي أن يكون مسيحيا مارونيا· ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن السفير السعودي في بيروت الذي يؤيد حكومة السنيورة قوله إن الجهود العربية مستمرة مع كل الاحزاب من اجل تأمين عقد جلسة برلمانية يوم الاثنين لانتخاب رئيس· وذكرت صحيفة ''الأنوار'' اللبنانية أن بري أطلع عون في مكالمة هاتفية على محادثاته مع وولش· وذكرت مصادر في ''الاكثرية'' أن التحالف لديه الآن ''خطة سرية'' جديدة للتصرف إذا لم يتم انتخاب رئيس بنهاية عام 2007 · ومن المتوقع أن يجتمع البرلمان اللبناني المقسم بشدة لانتخاب الرئيس في المحاولة التاسعة اليوم·
وقال النائب السابق فارس سعيد ''لن يكون هناك انتخابات غدا'' متوقعا ان يؤجل بري الجلسة· من جهته، قال احد مستشاري النائب المسيحي المعارض ميشال عون سيمون ابي رميا ''استبعد ان تعقد الجلسة لأننا لم نتوصل بعد الى اتفاق على آلية تعديل الدستور ولا الى اتفاق سياسي''·
وقال سعيد ان ''العراقيل ليست داخلية،العراقيل تأتي من سوريا وايران والعقد سهلة الفك ما ان يأتي الضوء الاخضر من دمشق وطهران''· واعتبر ان سوريا لن تسهل الانتخابات قبل الحصول على شيء ما في المقابل من الولايات المتحدة· ولفت سعيد الى ان ''الخطوات والتصاريح وزيارة ولش اشارة واضحة الى تمسك واشنطن باستقلال لبنان وسيادته''، مستبعدا امكان ان تعقد واشنطن صفقة مع دمشق على حساب لبنان·
من جانبه اكد وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش ان ترشيح الجنرال سليمان الى رئاسة الجمهورية ''اصبح اجماعا وطنيا''، مشيرا الى ''ان الجنرال عون هو المفاوض الاوحد للمعارضة''·
اضاف ''ان جريمة اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج هي استهداف للجيش الوطني وعقيدته القتالية المعادية للعدو الصهيوني''· وشدد فنيش على ''ان لبنان لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق وعدالة التمثيل ومشاركة كافة الفرقاء''، مؤكدا ''ان لا عودة للوزراء المستقيلين الى الحكومة الحالية، وان الجنرال عون هو الاكثر تمثيلا للطائفة المسيحية وهو الاحق بالاستحقاق، والمعارضة قبلت بترشيح الجنرال سليمان بعد موافقة الجنرال عون على الترشيح''·
واعتبر عضو ''تكتل التغيير والإصلاح'' النائب كميل الخوري ''ان المعارضة بذلت كل الجهود للوصول الى التوافق بشأن الاستحقاق الرئاسي وعدم استمرار حالة الفراغ''، مؤكدا ''أن الرئيس التوافقي هو ليس فقط في الاسم إنما هو من يأتي ضمن سلة متكاملة توافقية مسبقة لتجنب الوصول الى تهميش الرئيس ودور الرئاسة كما فعلت الحكومة في عهدها الحالي''، مؤكدا ''أن الحل والمخرج السياسي موجودان في جيب العماد عون إذا وجدت النوايا ليكون انتخاب الرئيس العتيد مدخلا للحل لا أن يكون استمرارا لحالة الاستئثار والتفرد في الحكم''، مشيرا الى موقف التكتل الواضح ''عدم النزول الى المجلس النيابي قبل التوصل الى حلٍ مسبق على اسس سياسية''·
المصدر: بيروت