سمر إبراهيم (جوبا)
أشاد عضو المجلس السيادي الفريق أول شمس الدين كباشي بالعلاقات المتميزة بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، قائلاً: «إن أبوظبي قدمت للخرطوم الدعم في الوقت المناسب»، مضيفاً أن هناك تنسيقاً سياسياً بين البلدين في جميع القضايا في إطار المنظمات الإقليمية والدولية التي تجمعهما.
وأضاف كباشي في حوار خاص لـ «الاتحاد» أن اللقاء الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطلع فبراير الماضي بمدينة عنتيبي الأوغندية، تم برعاية أميركية، وأن بلاده تعول على مآلات اللقاء في أن يساهم في إزالة اسمها من الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات الأميركية الاقتصادية المفروضة عليها.
إلى نص الحوار:
* كيف تقيم الأوضاع بدولة السودان في الوقت الراهن؟
** السودان بدأ عهداً جديداً منذ سقوط النظام السابق، ولكن التحدي الأصعب بالنسبة للبلاد في الوقت الراهن، هو الوضع الاقتصادي، لاسيما أن هذا الملف يُعد تَركة ثقيلة من نظام البشير، وصعوبة الأوضاع المعيشية كانت أهم أسباب نزول المواطنين إلى الشارع والمطالبة بإسقاط النظام، وكذلك اندلاع الشرارة الأولى للثورة. ولكن رغم الجهود الضخمة التي يبذلها الجهاز التنفيذي المعني بذلك الملف، إلا أن الأوضاع لا تزال صعبة، ومن ثم تبذل أجهزة الدولة كافة جهوداً ضخمة من أجل انفراجة مقبلة، ونتوقع ذلك عقب قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن بلادنا، ودعم الاقتصاد الوطني واستقطاب الدعم الخارجي. ولدعم الاقتصاد في الوقت الراهن، تعمل الدولة على التحضير لمؤتمر اقتصادي ضخم خلال الفترة المقبلة بالسودان، بمشاركة عدد من كبار الخبراء الاقتصاديين لوضع روشتة تعافي وإصلاح الاقتصاد.
* ما أثر رفع العقوبات عن الاقتصاد السوداني؟
** بالتأكيد هذا القرار سيؤثر بشكل إيجابي على جميع الأوضاع في البلاد، لاسيما الاقتصادية، ولكنه ليس هو الحل الكامل لدعم الاقتصاد.
* المهتمون بالشأن السوداني، أشاروا إلى أن لقاء البرهان بنتنياهو كان السبب في رفع العقوبات الأميركية عن السودان.. فما ردك؟
** العقوبات الاقتصادية الأميركية لم تُرفع بالكامل حتى الآن عن الدولة، والجزء المعلن عنه يُعد «قراراً قديماً» صدر منذ عام 2017، ولكن بالتأكيد نحن نعول على هذا اللقاء الذي تم برعاية أميركية في المساعدة على إزالة اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات، وخلال الشهر الجاري ننتظر زيارة البرهان إلى أميركا قريباً.
* كيف ترى العلاقات بين السودان والإمارات؟
** بنود الوثيقة الدستورية التي تحكم الدولة في الوقت الراهن، تعمل على اتباع سياسة خارجية متوازنة، تراعي المصالح مع جميع الدول، لاسيما أن النظام السابق أفسد العلاقات الخارجية كثيراً نتيجة سياساته، ومن ثم أثرت سلباً على الاقتصاد الوطني.
وبلادنا تُقدر دعم دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لها عقب التطورات التي شهدتها البلاد، بل قدما للسودان الدعم الكبير في وقت كنا نحتاجه كثيراً، وأتقدم بالشكر لهما على تلك المواقف التي تعبر عن متانة العلاقات التاريخية بين الدولتين والشعبين أيضاً، وتشير إلى الأصالة والمروءة العربية.
* ماذا عن التنسيق السياسي بين أبوظبي والخرطوم في إطار المحافل الإقليمية والدولية التي تجمعهما؟
** هناك تنسيق سياسي بين البلدين في جميع القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، ولدينا التزامات خارجية تجاه الدول الشقيقة في إطار المحافل الدولية، وكذلك لدينا التزامات مع الدول العربية والأفريقية في إطار جامعة الدول العربية، ومفوضية الاتحاد الأفريقي. وهناك علاقات ثنائية متميزة بين السودان والإمارات، فضلاً عن أن ثقل دولة الإمارات معلوم على المستوى الدولي، ومن ثم نأمل أن نستفيد من علاقاتها وتأثيرها بما يعود على شعبنا بالنفع.
* ما هي آخر تطورات المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في العاصمة جوبا؟
** المفاوضات على صعيد الجبهة الثورية أكملنا فيها جميع المسارات المختلفة، ويتبقى في الوقت الراهن مساران آخران متعلقان بجناح الجبهة الثورية، ومن ثم اتفقنا على تمديد فترة التفاوض لتنتهي في 31 مارس الجاري، وبدءاً من الأول من أبريل وحتى اليوم التاسع من الشهر ذاته سنعمل على ترتيب وترجمة وتوقيع الوثائق المختلفة، والمفاوضات تمضي قدماً، واتفقنا على جدول زمني صارم للغاية، لإنجاز ملف السلام.
أما من جانب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح (عبدالعزيز آدم الحلو) ما زلنا معهم في مرحلة إعلان المبادئ، ومنذ أشهر عدة نتناقش بشأن نقطة واحدة فقط! حيث تقدم بإعلان مبادئ من 8 نقاط وافقنا على 6 نقاط أخرى، وتتبقى نقطتان، إحداهما نقطة مشروطة بأخرى، حيث إنه يتحدث عن علمانية الدولة وفصل الدين عن الدولة بشكل واضح، ولذلك قدمنا له 5 خيارات، كما قدمت الوساطة خياراً آخر، لكن الحلو مازال مُصراً على موقفه لذلك لم تمضِ المفاوضات قدماً، ولكن لن نوصد باب السلام.
* إذن لماذا تعترضون على العلمانية؟
** نصوص الوثيقة الدستورية والممارسة القائمة في الوقت الراهن على أرض الواقع في السودان، تُشير إلى ما يدعو إليه الحلو، والأمر ليس متعلقاً بمصطلحات فقط، ونحن ما زلنا في مرحلة إعلان المبادئ، وعندما ننتهي منها سوف نطرح تلك القضية على طاولة التفاوض. كذلك فرغنا من مسارات الشرق والوسط والمسار الشمالي، ويتبقى جزء بسيط من مسار المنطقتين بالجبهة الثورية، بالإضافة إلى مسار دارفور الذي سوف نستكمله في هيكل معين لترتيب الاتفاقيات، واتفقنا على فرصة التاسع من شهر أبريل لترتيب الوثائق وترجمتها.
* هل سيتم التوقيع على السلام في جوبا أيضاً؟
** نأمل ذلك ولكن القرار للجنة الوساطة بجنوب السودان، ولكن أي دولة سوف تستضيف التوقيع نرحب بها.
* ولكن ماذا ستفعل الدولة إذا أصر الحلو على مطالبه وأعلن انسحابه؟
** إذا أعلن الحلو انسحابه من المفاوضات فهذا أمر متروك له، ولكن لم ولن نغلق باب التفاوض معه، فنحن لدينا شعب يُعاني في المنطقتين من آثار الحرب، وستظل أيادينا ممدودة للتفاوض، كما ندعو عبد الواحد محمد نور للانضمام إلى التفاوض وإنجاز السلام في البلاد.
* وماذا عن تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
** لقد اتفقنا على تسليم البشير ورموز النظام السابق المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية لها، ولكن لم نحدد موعد تسليمهم حتى اللحظة الراهنة.
ترتيبات أمنية
ماهي رؤيتكم لبند الترتيبات الأمنية؟
أن يكون للدولة جيش وطني واحد بعقيدة عسكرية جديدة، وبإصلاح كامل للمؤسسات العسكرية والأمنية، وهنالك تدابير خاصة بالنزع والتسريح والدمج فيما يتعلق بإصلاح المؤسسات العسكرية، ولم نتفاوض بعد بشأن هذا البند حتى اللحظة الراهنة، حيث سنبدأ التفاوض بشأنه في 18 مارس الجاري.