أنور إبراهيم (القاهرة)

بعد «استراحة» دامت 9 أشهر، عاد الفرنسي زين الدين زيدان إلى بيته ريال مدريد، ليتولى رسمياً القيادة الفنية للفريق، خلفاً للأرجنتيني سانتياغو سولاري.. ولم يتردد في الاستجابة إلى طلب فلورنتينيو بيريز رئيس النادي الذي هاتفه، طالباً منه العودة، وتوقيع عقد مدته ثلاثة أعوام ونصف العام، لينتهي في يونيو 2022.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده النادي «الملكي» بهذه المناسبة مساء أمس الأول، وحضره رئيس النادي ونخبة من نجومه القدامى، وعلى رأسهم البرازيلي ألبرتو كارلوس، والإسباني راؤول، تحدث زيدان عن الأسباب التي دفعته للعودة وأجاب عن كل الأسئلة.
في البداية، قال: إنني في غاية السعادة لأنني عدت إلى بيتي تلبية لـ «نداء القلب»، أنتم أيها الصحفيون لديكم أسئلة كثيرة، ولكنني ليس لدي الكثير الذي أقوله، وكل ما في الأمر إنني سعيد بهذه العودة وبالعمل مجدداً داخل جدران هذا النادي من أجل إعادته إلى حيث يجب أن يكون، وأنا لم أذهب بعيداً، لأنني أسكن هنا في مدريد، ولكنني بجد سعيد بالعودة للعمل في النادي الرائع ومع الفريق.
وبشأن حقيقة ما حدث فيما بين أول يونيو الماضي عندما رحل، واليوم عقب عودته، قال زيدان: السبب الذي دفعني للرحيل، هو أنني تصورت أنه لم تعد هناك حاجة إلى شخصي، وأن الفريق بحاجة لمدرب جديد، وأنه من الضروري أن يحدث التغيير لمصلحتي ولمصلحة الفريق.. واليوم اتخذت قرار العودة لأن رئيس النادي دعاني للعودة، ولم أتردد لأنني أحبه وأحب النادي، وأضاف: بعد مرور 9 أشهر من فترة الابتعاد عن التدريب، شعرت بأنني بحاجة إلى العودة لممارسة المهنة، ولهذا اخترت العودة وتلبية نداء الرئيس، مثلما سبق واخترت الرحيل من قبل من أجل مصلحة الفريق، إنها مسؤولية كبيرة أن أتولى قيادة الفريق مرة أخرى، وفزت مدرباً بكثير من الأشياء، وما أريد عمله اليوم، هو أن أعود أفضل.. أتذكر كل ما حققته من نجاح، مثلما أتذكر لحظات الإخفاق والفشل.. خسرنا في الموسم الماضي «الليجا» وكأس ملك إسبانيا، رغم فوزنا بـ «الشامبيونزليج».
وعما ينوي عمله هذه المرة، قال زيدان المدرب الوحيد الذي فاز بدوري الأبطال ثلاث مرات متتالية: سنقوم بتغيير بعض الأشياء هذا أمر مؤكد، وليس هناك خيار آخر غير تغيير بعض الأمور بالنسبة للموسم القادم، سوف أتناقش مع رئيس النادي بخصوص ما يمكن أن نفعله، أما الآن فما زالت هناك 11 مباراة هذا الموسم، ونأمل أن ننهيها بنجاح.
وعندما حاول أحد الحضور سؤاله، عن كريستيانو رونالدو، واحتمالات عودته للريال، قال زيدان: كريستيانو جزء من تاريخ النادي، وهو غير تاريخه الآن، وكان الأفضل أو أحد أفضل اللاعبين، ولكن الحديث عنه ليس موضوعنا الآن.
وبشأن ما إذا كان بمقدوره أن يكرر ما حققه من إنجازات مع الفريق، قال زيدان: لن يغير أحد تاريخ النادي فهو الأفضل في العالم، وسعيد بوجودي هنا، وما يجب أن أفكر فيه الآن، هو مباراة السبت القادم في «الليجا» لا أكثر ولا أقل، وسوف ألتقي باللاعبين في التدريبات، ونجهز أنفسنا جيداً للمباراة.
وعما إذا كان يخشى على صورته من الفشل، قال زيدان: لا أفكر في ذلك على الإطلاق، وإلا ما كنت جئت إلى هنا، وإنما أفكر فيما يمليه عليّ قلبي وأنصت له تماماً.. فمنذ ثلاثة أو أربعة أشهر، ربما لم أكن أرغب في العودة، ولكن اختلف الحال اليوم.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يشعر بأنه مدين للنادي، قال زيدان: ليس هناك أي دين.. عدت لأنني أحب هذا النادي وعندما رحلت، كان رحيلي هو أفضل الحلول.
وعن خططه فيما تبقى من هذا الموسم، قال زيدان: طوال الأشهر التسعة الماضية كنت متابعاً جيداً للفريق.. فأنا أعيش هنا.. وأحيا حياة طبيعية، وأقوم بما يتعين أن أقوم به وأعيد «شحن بطاريتي»، والآن أصبحت جاهزاً تماماً.. ومن حسن حظي أن أكون المدرب الجديد لهذا النادي العظيم الذي أعشقه.
وعما ينبغي تغييره بالنسبة للفريق في المرحلة المقبلة، قال زيدان: سوف نرى اعتباراً من الآن، أريد أن أكون مع اللاعبين أولاً لأنهم أكثر من يعرف كم كان هذا الموسم صعباً.. وليس من المنطقي أن يتحقق الفوز على طول الخط، وهذه هي كرة القدم، ونعمل جاهدين من أجل أن يعود الريال منافساً قوياً في كل البطولات.
وعندما قال له أحد الصحفيين: هذا تحدٍ أكبر من أول مرة، رد زيدان بحسم: أنا لا أنظر للأمر على هذا النحو، وإلا ما كنت عدت، وما يشغلني أمر آخر هو أن هذا هو مشروعي الثاني في التدريب.. ومن مصلحتي ومصلحة النادي والجماهير والجميع أن ينجح هذا المشروع.