سيد الحجار (أبوظبي)

أكد رجال أعمال ومسؤولون في شركات زراعية بأبوظبي، أن اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مجموعة من الحزم التحفيزية بمليار درهم لاستقطاب الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الزراعية إلى أبوظبي، يزيد الاستثمارات بالقطاع سواء بالشركات المحلية أو العالمية، ما يسهم في مواجهة تحديات الزراعة التقليدية، وزيادة معدلات النمو بالقطاع الزراعي.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن استرجاع نسبة تصل إلى 75% من تكاليف عمليات البحث والتطوير، يشجع العديد من الشركات على التوسع في أعمال البحث والتطوير، موضحين أن هذه المبادرة تسهم في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار في القطاع، وأوضحوا أن استدامة الاستثمارات بقطاع الزراعة يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، فضلاً عن المساهمة في الجهود العالمية لتحقيق متطلبات الأمن الغذائي.
وتسهم هذه المبادرة التي يديرها «مكتب أبوظبي للاستثمار»، في تطوير قطاع التكنولوجيا الزراعية المتقدمة؛ وذلك بهدف تعزيز محور المعرفة في برنامج «غداً 21» أحد الركائز الرئيسة التي تضمن اقتصاداً آمناً لإمارة أبوظبي، قائماً على أجندة بحوث ودراسات، وتوفير فرص عمل للمستقبل.
وإضافة إلى إنشاء منظومة للتكنولوجيا الزراعية، تسهم المبادرة التي يديرها «مكتب أبوظبي للاستثمار» بأكثر من 1.650 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر 2900 فرصة عمل جديدة بحلول عام 2021.
وأكد مسؤولون بشركات زراعية، أن استهداف البرنامج خلق منظومة نشطة لاختبار التكنولوجيات الجديدة، وتوفير سبل لعقد اتفاقيات شراء مع المزارع المحلية والتجارية والدولية ومساعدتها على تبني التكنولوجيا الزراعية المبتكرة وضمان تعزيز قدرتها التنافسية، يساعد الشركات المحلية على تطوير أعمالها خلال الفترة المقبلة.

تشجيع الابتكار
وأكد بدر فارس الهلالي رئيس مجلس إدارة مجموعة الإمارات للصناعات والخدمات، أن مثل هذه القرارات سيكون لها دور مهم في تشجيع الشركات على التوسع في تنفيذ عمليات البحوث والتطوير، ما يسهم في التوصل للعديد من الحلول للتحديات المتعلقة بالزراعة، موضحاً أن الوصول لحلول ابتكارية لمثل هذه التحديات يعزز من الإنتاج الزراعي المحلي بتكاليف منافسة لأسعار المستورد.
وأوضح أن استدامة الاستثمارات بقطاع الزراعة يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، فضلاً عن المساهمة في الجهود العالمية لتحقيق متطلبات الأمن الغذائي، موضحاً أن المبادرة تتماشى مع خطط أبوظبي لدعم الابتكار بمجال الزراعة، وهو ما يظهر في العديد من المعارض الزراعية المتخصصة التي تستضيفها الإمارة سنوياً.
وأضاف أنه بجانب هذه المعارض، فإن أبوظبي تضم العديد من الشركات المؤهلة للاستفادة من هذه المبادرة.
وأوضح الهلالي أن توفير الغذاء الكافي مع زيادة النمو السكاني يعدان قضية ملحة في ظل الضغوط المتزايدة على الإنتاج الغذائي، وبروز العديد من التحديات في هذا القطاع خلال العقود الماضية، في ظل زيادة تأثيرات ظاهرة التغير المناخي، والضغط على الموارد الطبيعية، إضافة إلى تذبذب الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحيوي والمهم، ما يؤكد أهمية استراتيجية الإمارات فيما يتعلق بدعم البحث والتطوير واستقطاب التكنولوجيا الزراعية، ما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للدولة.
وأشار الهلالي إلى اهتمام مجموعة الإمارات للصناعات والخدمات باستقطاب التكنولوجيا الزراعية ودعم عمليات البحث والتطوير، لاسيما في ظل توسع الشركة في أعمالها بقطاع الزراعة خلال الفترة الحالية.

جذب الاستثمارات
من جانبه، قال إدوار حامض الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة الإمارات للصناعات الغذائية، إن الكشف عن حزم تحفيزية بقيمة مليار درهم بالقطاع الزراعي يعكس اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على دعم القطاع وجذب المزيد من الاستثمارات بمجال التكنولوجيا الزراعية، فضلاً عن تشجيع الشركات على مواصلة عمليات البحث والابتكار لتطوير التقنيات الزراعية وتطبيقها في البيئات الصحراوية.
وأوضح أن هذه المبادرة تسهم في تسريع وتيرة العمل في تطوير التكنولوجيا الزراعية، موضحاً أن استفادة الشركات من استرجاع نسبة تصل إلى 75% من تكاليف عمليات البحث والتطوير، يشجع العديد من الشركات على التوسع في أعمال البحث والتطوير، لاسيما في ظل تعزيز الشراكة مع القطاع الحكومي، ضمن استراتيجية أبوظبي لتحقيق منظومة الأمن الغذائي.
وذكر حامض أن المجموعة وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الصينية المتخصصة بالقطاع، موضحاً أن الحزم التحفيزية تساعد المجموعة على تطوير أعمالها في مجال البحث والتطوير بالتعاون مع شركائها، لاسيما أن أهم الصعوبات التي تواجه الشركة الصينية لتطبيق تقنياتها في بعض الأحيان تتمثل في اختلاف التربة الصحراوية من منطقة لأخرى، ما يتطلب المزيد من البحث والتطوير حول نوعية التربة والري والمناخ وطريقة الزراعة.
وأضاف أنه بناء على ذلك، فإن الحزم الاستثمارية الجديدة تنعكس بشكل مباشر على أعمال الشركات المحلية والعالمية، وتسهم في جذب مزيد من الاستثمارات للقطاع.

استقطاب الشركات
إلى ذلك، قال فادي سعد مدير معرض «أغري سكيب» للاستثمار الزراعي في الخارج، إن الإمارات حققت إنجازات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة بمجال الزراعة، مؤكداً أن الحزم التحفيزية لاستقطاب الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الزراعية، المحلية والعالمية، تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية بالقطاع، ما يعزز من مسيرة التنويع الاقتصادي، ويسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الزراعة.
وأكد سعد أن التقنيات الحديثة تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي داخل الدولة، مؤكداً أن أبوظبي باتت بمثابة مركز عالمي للتقنيات الحديثة في مجال الزراعة، وهو ما يسهم في حجم المشاركة الواسعة بمختلف المعارض الزراعية التي تنظمها الدولة سنوياً.
وأوضح أن الحزم التحفيزية تشجع الشركات على الاهتمام بعمليات البحث والتطوير في التكنولوجيا الزراعية، والانطلاق إلى العالمية من أبوظبي، مؤكداً أن تعزيز البحث العلمي وتوظيف التكنولوجيا في تطوير الإنتاج الغذائي يسهم في تعزيز الأمن الغذائي بالإمارات والعالم.
ويركز برنامج «غداً 21» على أربعة محاور رئيسة هي تحفيز الأعمال والاستثمار، وتنمية المجتمع، وتطوير منظومة المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة»، حيث يعد اختيار القطاع الزراعي تحديداً وتقنيات الزراعة في الصحراء، انطلاقة قوية لمبادرات التحفيز والاستثمار في البرنامج، كونها تستهدف واحداً من أهم القطاعات التي تحظى باهتمام كبير على مستوى الدولة.