ألقت الأحداث المتصاعدة في مصر بظلالها على المشهد السينمائي. حيث توقفت شركات الإنتاج عن العمل، وتأجل تصوير العديد من المشاريع السينمائية، وتزامن تفجر الأوضاع مع بدء الموسم السينمائي المعروف باسم “موسم إجازات نصف العام”، والذي كان الرهان الأكبر لعدد من المنتجين والموزعين وأصحاب دور العرض السينمائي، فقد أغلقت غالبية دور العرض أبوابها إثر إعلان حظر التجول، حيث امتد في البداية إلى نحو 17 ساعة يومياً ثم اصبح من الثامنة مساء حتى السادسة صباحاً، مما دفع بعض دور العرض إلى فتح أبوابها في ساعات النهار، إلا أن الإيرادات جاءت حصيلتها صفراً. (القاهرة) - أكد منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما المصرية أن الإنتاج السينمائي سيتأثر على المدى البعيد، لأن الدمار الذي لحق بالسينما خطير على كل المستويات، ولن يتم تعويض المنتجين عن تلك الخسارة، مشيراً إلى أن هناك لجاناً تقوم بحصر خسائر السينما، بما فيها دور العرض التي تم تحطيمها ويصعب تحديد أي أرقام حالياً. قرصنة وذكر المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي رئيس مجموعة أفلام النصر، التي تعد واحدة من جهتين كبيرتين في مجال التوزيع بمصر، أنه لا يستطيع حصر خسائره، مشيراً إلى أنه تعرض إلى خسارة مبدئية تقدر بنحو 25 مليون جنيه بسبب فيلمين فقط، هما “ميكرفون” و”فاصل ونعود”، حيث تعرضا للقرصنة. وقالت المستشار الإعلامي لمجموعة أفلام النصر أن هناك عدداً من دور العرض مازال يفتح أبوابه للجمهور في فترات رفع حظر التجول، لكنْ لا أحد يتردد على دور السينما تقريباً، لأن الكل مشغول بمتابعة الأحداث وحصر خسائر مرحلة آجلة. وأوضحت أن هذا الموسم هو موسم إجازات نصف العام أي أن غالبية الجمهور هم الشباب من طلبة الجامعات والمدارس وهذا الجمهور مشغول بمتابعة شيء آخر غير السينما في هذه الأيام. وأكد عبد الجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية للإنتاج والتوزيع، والتي تمتلك عدداً كبيراً من دور العرض السينمائي وتعد أحد الكيانات الأكبر في السوق المصرية، أنه من غير المنطقي أن تفتح دور العرض أبوابها لأن حظر التجوال ما زال سارياً، وحول وجود بيانات عن حجم الخسائر، التي منيت بها الشركة، قال إن الواقع الذي نعيشه لا يجعل أي شخص يفكر في حسابات خاصة والكل مهموم بما يحدث من تطورات. أما المنتج السينمائي محمد السبكي، والذي كان يستعد لعرض أحدث إنتاجه السينمائي فيلم “الفيل في المنديل”، إلى جانب فيلمه “بون سواريه” فقال إن السوق توقفت تماما والجميع في حالة ترقب وحذر لما تؤول إليه الأوضاع. حفل واحد وأوضح أسامة رشدي المسؤول الإعلامي لشركة “اربيكا” أفلام محمد ياسين، والتي بدأت طرح أحدث إنتاجها فيلم “365 يوم سعادة” يوم 25 يناير الماضي، وألغت عرضاً خاصاً للنقاد في مساء اليوم نفسه، إنه تم رفع الفيلم من جميع دور العرض بعد أن عرض في بعضها لحفل واحد فقط، وتمت سرقته ليعرض على الإنترنت. وأشار فاروق صبري، المنتج والموزع السينمائي، إلى أن خسارته المبدئية كموزع وصاحب دور عرض، تتجاوز 3 ملايين جنيه في عشرة أيام، حيث عرضت دور عرض كوزموس، التي تمتلكها شركته، ثلاثة أفلام في أول أيام الأحداث وتمت سرقتها وعرضها على الإنترنت. وكان موسم إجازات نصف العام فرصة منافسة بين أفلام جديدة يراهن منتجوها على نصيب وافر من مصروف الطلبة من خلال موضوعات متنوعة تضم الكوميدي والاستعراضي والرومانسي والإثارة وبقائمة من أسماء نجوم سوبر، في مقدمتهم أحمد عز بفيلمه الرومانسي الكوميدي “365 يوم سعادة”، في مواجهة كريم عبد العزيز الذي يعود بعد غياب عامين بفيلم “فاصل ونعود” وينتمي لأفلام التشويق والغموض، وأما طلعت زكريا فقد كان يحلم أن ينفرد بعشاق الكوميديا من خلال فيلمه “الفيل في المنديل” الذي تأجل مواسم عدة بينما تنتظر غادة عادل رد فعل الجمهور على فيلمها “الوتر” الذي تعتبره نقلة فنية جديدة في مشوارها ويدور في إطار بوليسي ويخوض المخرج خالد الحجر الصراع على كعكة الإيرادات وبحوزته جوائز عدة حصدها فيلمه الجديد “الشوق” بطولة روبي وشقيقتها ميريهان وسوسن بدر، وكان خالد أبوالنجا يود دخول المنافسة بفيلمه “ميكروفون” المعتمد على الموسيقى والغناء. ميكروفون وفيلم “ميكروفون” تأليف وإخراج أحمد عبد الله وبطولة خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهاني عادل وأحمد مجدي ومنة شلبي ضيف شرف. ويدور حول شاب يعود إلى الإسكندرية بعد سنوات الغربة ليجد ملامح المدينة تغيرت ويحاول استعادة علاقته بحبيبته السابقة لكنه يفاجأ بها قررت الهجرة ويصيبه الإحباط ويلتقي مصادفة بمجموعة من شباب الموسيقيين وأصحاب فرق الهواة يقدمون موسيقاهم على الأرصفة وفي الشوارع ويقرر أن يشاركهم التجربة ويدعمهم. أما فيلم “الوتر”، قصة وسيناريو محمد ناير وإخراج مجدي الهواري بطولة غادة عادل ومصطفى شعبان وأروى جودة وأحمد صلاح السعدني وأشرف زكي وسوسن بدر، فيدور حول جريمة قتل غامضة لاحد الموسيقيين ويتم توجيه الاتهام إلى عازفة الكمان بالفرقة، ويستعرض الفيلم العلاقة الشائكة بين الأخوات، خاصة عندما تكون أعمارهن متقاربة. وبعد غياب عامين عاد كريم عبد العزيز بفيلمه الجديد “فاصل ونعود” ويدور من خلال قصة سائق تاكسي يتعرض لحادث يفقده الذاكرة ويدخل صراعات مع والد زوجته التي رحلت وتركت له طفلا يصر جده على أبعاده عن والده بكل الطرق والفيلم قصة وسيناريو أحمد فهمي وهشام ماجد وإخراج أحمد نادر جلال وبطولة كريم عبد العزيز ودينا فؤاد ومحمد لطفي وأحمد راتب ومحمد فراج ورشا أمين. رومانسية وبعيداً عن الأكشن والمطاردات كان أحمد عز يود الظهور في شكل رومانسي من خلال أحدث أفلامه “365 يوم سعادة” قصة ماجد مجدي وسيناريو يوسف معاطي وأولى تجارب المخرج اللبناني سعيد الماروق في السينما المصرية وبطولة عز مع دنيا سمير غانم وصلاح عبد الله ومي كساب ولاميتا فرنجي ولطفي لبيب ويوسف داوود وشادي خلف. ويدور حول شاب مضرب عن الزواج ويدخل في علاقات متعددة ويتعرض إلى العديد من المواقف والمفاجآت الكوميدية حتى يصادف فتاة تغير حياته. ويعود طلعت زكريا بعد غياب من خلال فيلمه الجديد “الفيل في المنديل” وهو أولى تجاربه في مجال التأليف، والفيلم تأجل عرضه مرات عدة وكان طلعت زكريا يود أن ينفرد بعشاق الكوميديا خلال الموسم الذي أطاحت به الأحداث. وكان الفيلم قد بدأ تصويره تحت اسم “سعيد حركات”، وتغير إلى “الفيل في المنديل”، ويتناول قصة “سعيد” الفكهاني الذي يجد نفسه متورطاً في قضية كبرى ويدخل مغامرات لم تخطر على باله، حيث يتم تكليفه بمهمة قومية ويتحول إلى بطل قومي.