قالت وسائل الإعلام الرسمية في الصين أمس الأول إن موجة جفاف شديدة عبر منطقة شاسعة في جنوب غرب الصين تؤثر الآن على أكثر من 50 مليون نسمة ولا يرى خبراء الأرصاد الجوية أي مؤشرات على تراجع لها في الأمد القصير. وفي هذه الأثناء هبت على العاصمة بكين أطنان من رمال الصحراء أمس لتغطي المدينة بضباب أصفر مما دفع السلطات إلى التحذير من “خطورة” جودة الهواء ما أجبر غالبية السكان على البقاء في منازلهم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن اجتماع للحكومة المركزية بشأن هذا الموقف القول إن الجفاف بدأ في الخريف الماضي وهو ليس فقط نتيجة لتراجع هطول الأمطار بل أيضا بسبب ارتفاع غير موسمي لدرجات الحرارة. وهو يؤثر على أقاليم ومناطق في مقاطعات قوانجشي وسيشوان ويونان وقويتشو وبلدية تشونغتشينغ. وهذه الأجزاء من الصين معروفة بزراعات السكر والمطاط. وقال التقرير إن الأمطار هطلت على بعض المناطق أقل بواقع 90 % مقارنة بمثل هذا الوقت من العام وتسبب الجفاف فى خسائر اقتصادية بلغت 19 مليار يوان (2.78 مليار دولار). وأضاف أن أكثر من 16 مليون شخص يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب الآمنة. وقالت شينخوا “الجفاف استمر لأكثر من خمسة أشهر على التوالي، وما زال متزايدا”. وأضافت “سيكون له تأثير خطير على حياة الناس والصناعة والزراعة وكذلك التنمية الاقتصادية بشكل عام. وخسائر شديدة”. ونقل التقرير عن خبراء الأرصاد الجوية القول أن المنطقة لن تشهد هطول أي أمطار غزيرة على الأقل خلال الأيام العشرة المقبلة. وقال تجار لرويترز في ديسمبر أنهم يقدرون أن انتاج السكر في منطقة قوانجشى وهي أكبر منطقة منتجة للسكر في البلاد سينخفض بواقع نحو 300 ألف طن عن 7.63 مليون طن في عام 2008. وتنتج قوانغشى 60% من اجمالي انتاج السكر بالصين والذي بلغ 12.43 مليون طن في عام 2008. وتعد موجة الجفاف الأسوأ فى يونان خلال العقود الستة الماضية وأثرت على 85 في المئة من الأراضي الزراعية في هذا الاقليم. وهبت على العاصمة بكين أمس أطنان من الرمال من الصحراء لتغطي المدينة بضباب أصفر مما دفع السلطات إلى التحذير من “خطورة” جودة الهواء. وشوهد بضع أشخاص فقط في الشوارع. وكثيرون ممن غامروا بالخروج من منازلهم ارتدوا أقنعة لحماية وجوههم كما ظهرت آثار أقدام بعضهم على الطبقة الصفراء التي استقرت في شوارع المدينة. وتنفق الحكومة ملايين الدولارات على مشاريع للتقليل من عدد الصحاري وتزرع الأشجار إلا أنها تخوض هذه المعركة وسط ارتفاع متوسط درجات الحرارة وزيادة الضغط على موارد المياه بعد ثلاثة عقود من الزمان من النمو. وذكرت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) أن العاصفة الرملية هبت على بكين بحلول منتصف الليل تقريبا محملة بكميات كبيرة من الرمال ومتجهة صوب الجنوب الشرقي. وفي منطقة تشانجبينغ الشمالية وصلت سرحة الرياح إلى مئة كيلومتر في الساعة.