إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية)- تشهد مدينة السلع في المنطقة الغربية خلال المرحلة المقبلة مجموعة من المشروعات التطويرية الشاملة التي تستهدف قطاعات البنية التحتية وشبكة النقل، والمرافق الترفيهية والخدمات التعليمية والصحية والمساكن والتوسع في المسطحات الخضراء والحدائق العامة والمرافق السياحية، بالإضافة إلى تطوير كورنيش وربط منطقتي السلع الحالية بشاطئ السلع، وإضافة مرافق ترفيهية سياحية وإحياء تجارية على الواجهة البحرية للاستغلال الأمثل للمدينة، وذلك ضمن المخطط التطويري الشامل للمنطقة الغربية 2030. وأوضح المهندس عامر الحمادي المدير التنفيذي للتخطيط والبنية التحتية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن مدينة السلع تشهد حالياً تنفيذ 448 فيلا سكنية جديدة للمواطنين، بالإضافة الى تخطيط مجموعة من المشروعات التطويرية من خلال الجهات المعنية. وتعكف شركة ابوظبي للخدمات الصحية “ صحة “ حالياً على وضع المخططات النهائية لتنفيذ وتشييد مستشفى جديد في المدينة، يضم مختلف التخصصات، بالإضافة الى الكوادر الطبية المتميزة وتجهيزها بأحدث الادوات والوسائل والأجهزة الطبية من أجل توفير خدمات علاجية على أعلى مستوى لسكان المدينة. وسيقوم مجلس ابوظبي للتعليم بتوفير مدارس حكومية متميزة ذات مواصفات تربوية، وبنية تحتية متميزة لتخريج كوادر طلابية قادرة على الإبداع والتطوير والمشاركة الفعالة في حركة التطوير والتنمية التي تشهدها المنطقة الغربية. وتعتبر مدينة السلع “بعيا السلع” والتي تقع في أقصى الطرف الغربي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتبعد عن حدود السعودية نحو عشرين كم فقط آخر المدن الصغيرة المأهولة بالسكان، وتطل على الخليج العربي وتبعد عن أبوظبي العاصمة مسافة 350 كم ومن مدينة الرويس 100 كم وتتمتع بجو صحي هادئ. ويبلغ عدد السكان الحالي 9100 حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة في 2010، ويتوقع نمو مستقبلي طبيعي للمنطقة، هذا وتلعب مدينة السلع دوراّ رئيسياّ كونها أول تجمع سكاني للقادمين للدولة، حيث يتوافر فيها العديد من فرص النمو لموقعها الجغرافي. وكان مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني قد عقد جلسة تشاورية مع سكان مدينة السلع، ضمن جولة تستهدف عدداً من مدن المنطقة الغربية تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وبالتعاون مع مجلس تطوير المنطقة الغربية، وبلدية المنطقة الغربية وبمشاركة من مختلف الجهات الحكومية والسكان المحليين، حيث تعد الجلسات جزءاً مهماً في إعداد وتطوير مخططات مدن الغربية، وذلك تحت مظلة خطة الغربية 2030، والتي تمثل خطة إطار العمل العمراني للمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي. وتهدف إلى توفير منصة لمخططي مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني للتواصل والتفاعل مع سكان مجتمعات المنطقة الغربية والتكفل بدراسة وتضمين المقترحات والأفكار التي يتقدمون بها لتطوير كل مدن ومناطق الغربية وتلبية احتياجاتها، خاصة ما يتعلق بالخدمات والمرافق المجتمعية والارتقاء بنمط الحياة. وأكد المهندس عامر الحمادي أن الجلسة التشاورية مع سكان المنطقة الغربية، والتي ينظمها مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني تعتبر جزءاً مهماً ضمن مرحلة إعداد وتطوير خطة الغربية 2030 وكذلك الخطط الخاصة بكل مدينة. وقال “نطمح من خلال إقامة هذه الجلسات إلى التعرف على مقترحات وآراء السكان بهدف مناقشتها ودراستها وتلبية احتياجاتهم، خاصة فيما يتعلق بالخدمات والمرافق المجتمعية، مثل شبكة النقل والبنية التحتية والخدمات الحكومية ومراكز الرعاية الاجتماعية، والتي تسهم جميعاً في الارتقاء بنمط الحياة”. وأوضح المهندس عامر أن الجلسات التشاورية التي تنطلق من رؤية وحرص مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في التواصل والتفاعل مع السكان تتيح فرصة لتشجيع مشاركة المجتمع في صياغة المخططات العامة للمدن والتوصل إلى الحلول والمقترحات الخاصة بالمنطقة الغربية، بحيث تكون مثل هذه الحلول واقعاً ملموساً في المستقبل، حيث يجري العمل على إنشاء 448 فيلا سكنية ضمن مبادرات حكومة أبوظبي والقيادة الرشيدة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. وشهدت الجلسة التشاورية التي اقيمت في مدينة السلع اقبالاً كبيراً من السكان والأهالي اطلعوا خلالها على المخطط العام لمدينة السلع، حيث قدم مخططو المجلس عرضاً مفصلاً حول النمو والتوزيع السكاني المتوقع بالإضافة إلى المخطط العام لاستخدامات الأراضي والطرق الرئيسية والبنية التحتية، بالإضافة إلى عرض الخطط التي تعنى بالحدائق والمسطحات الخضراء في السلع والخدمات والمرافق المجتمعية لتلبية متطلبات أهالي المدينة. كما استعرضت الخطة منطقة السلع الحالية (العليا) والتي ستشهد تطوير ضواحي المنطقة وتوفير الخدمات والمرافق المجتمعية، بجانب تطوير منطقة شاطئ السلع الذي تتميز بإطلالتها المباشرة على شاطئ الخليج مما يكسبها ميزة عامل جذب سياحي، نظراً للمناظر الخلابة ويتضمن المخطط ربط منطقتي السلع الحالية بشاطىء السلع، وإضافة مرافق ترفيهية سياحية، وأحياء تجارية على الواجهة البحرية للاستغلال الأمثل للمدينة. من جانبهم أشاد سكان مدينة السلع بالمخطط التطويري لخطة الغربية 2030 والذي صممت للمساعدة في نقل الغربية نحو المستقبل في ظل نمو مسؤول ومنضبط. ويتمتع كل من الاحترام البيئي والصحة الاجتماعية والهوية الثقافية والتطور الاقتصادي بالمشاركة في نفس الوضع، وإتاحة الفرصة لزيادة فعالية النمو الاقتصادي دون التضحية بالأهمية الثقافية والتاريخية للمنطقة بالنسبة للأجيال المستقبلية وطالبوا بأن تتضمن الخطة خدمات تعليمية وصحية ورياضية ومجتمعية. وتوجهوا بالشكر الى القيادة الرشيدة لحرصها على مشاركة الأهالي والسكان في خطتهم المستقبلية، مما سيكون له أثر فعال في إنجاح هذه الخطط وتحقيقها للأهداف المنشودة منها.