براجا: المباراة ضعيفة فنياً ونتيجة الأهلي أثرت على الأداء
على عكس كل التوقعات، جاءت مباراة العنكبوت والزعيم في الجولة التاسعة عشرة من دوري المحترفين فقيرة فنياً، ولم ترق إلى مستوى المباريات الثلاث التي جمعت بين الفريقين في الموسم الحالي، في الدوري وكأس الرابطة، ولكن المؤكد أن الفائز كان الأفضل، وأن الأقل أخطاء ظفر بنتيجة المباراة، وأن طرد اللاعب البرازيلي أندريه دياز في الدقيقة 24 كان له تأثير كبير على مجريات اللعب، وأن مشاركة اللاعب الجزراوي الصاعد علي مبخوت اعتباراً من بداية الشوط الثاني كان سر التحول في اللقاء، حيث استفاد فريقه من سرعته ومهارته، وقوته، وجرأته على الاختراق، فقد تسبب في ركلة الجزاء التي نتج عنها الهدف الأول، وسجل الهدف الثاني قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة.
وتعد أهم ملامح الجولة التاسعة عشرة هي خروج العين من سباق المنافسة على اللقب بخسارته بهدفين أمام الجزيرة، ومواصلة زحف الأهلي نحو الصدارة بفوزه العريض على الشارقة بأربعة أهداف لهدف وتأكد انحصار المنافسة بين طرفين فقط.
وبالعودة إلى مباراة الجزيرة والعين فقد فاز بنتيجتها الفريق الأفضل، والأقل أخطاء، بغض النظر عن عناصر الإثارة الكثيرة التي أحاطت بها، والتي بدأت قبل بداية المباراة، واستمرت حتى اللحظات الأخيرة من المواجهة، ومن أهم تلك العناصر المثيرة إصابة فالديفيا أهم لاعب في العين قبل المباراة بيوم واحد بكدمة وابتعاده عن تشكيلة الزعيم، وهو الأمر الذي أثر على أداء الفريق بالتأكيد نظراً للقيمة الفنية العالية التي يحظى بها هذا اللاعب.
كما أن البطاقة الحمراء التي حصل عليها دياز منتصف الشوط الأول كانت إحدى نقاط التحول بالرغم من أن الجزيرة كان الأكثر سيطرة على اللعب في وسط الملعب، والأغزر فرصاً، إلا أن تلك السيطرة إكتسبت الثقة والخطورة بعد الطرد والتمتع بميزة الكثرة العددية، وقد كانت خطورة الجزيرة طوال الشوط الأول متمثلة في تحركات الطرفين سالم مسعود من الجبهة اليمنى، وصالح عبيد من الجبهة اليسرى، ومهارة سوبيس في الاختراق من العمق والتسديد من كافة الزوايا، إلا أن هذا الوضع تحول في الشوط الثاني فقد أصبحت الخطورة الجزراوية تعتمد على العمق، والتحركات الطولية من الخلف للأمام لكل من بيانو وعلي مبخوت، وبعد أن كان العين يقاوم هجمات الجزيرة بالهجمات المضادة السريعة في الشوط الأول، عن طريق تحركات علي الوهيبي وسالم عبدالله، ودياز، غابت تلك الخطورة تماما في الشوط الثاني، وأصبح العنوان الأبرز هو السيطرة الجزراوية الكاملة التي إفتقدت في معظم الأحيان للفاعلية نظراً لبطء التحضير.
الفريقان اعتمدا على طريقة 2/4/4 في اللعب، وهي الطريقة المعتادة لهما، ولكن الجزيرة كان يحولها في كثير من الأحيان إلي 4 /3 /3 من خلال تقدم سوبيس مع عبدالله قاسم وبيانو في الشوط الأول، ومساندة هلال سعيد الهجومية مع بيانو وعلي مبخوت طوال الشوط الثاني.
أما عنصر الأفضلية الحقيقي الذي مال لصالح الجزيرة فقد كان سببه الأساسي هو التحركات الايجابية للطرفين، وقدرة لاعبي الارتكاز عبدالسلام جمعة، وسبيت خاطر على تغطية تقدمهما للأمام .
وحول تلك المباراة قال براجا مدرب الجزيرة أنها لم تكن ممتعة أو رفيعة المستوى، لأن الفريقين لعبا تحت تأثير نتيجة الأهلي التي عرفها اللاعبون قبل بداية اللقاء، فالجزيرة كان حذراً أكثر من اللازم لعدم التسجيل فيه، والعين كان متوتراً لشعوره بالاقتراب من الخروج من المنافسة، وهذا الضغط عادة لا ينتج المستوى الفني المتقدم، كما أن الجزيرة تأثر أداؤه بسبب المشاركات الكثيرة الآسيوية والمحلية في ظل ضيق الوقت، وتوالي اللقاءات المهمة والتي لا تقبل القسمة على اثنين، ولا تحتمل أي نتيجة سوى فوز الفريق للاحتفاظ بفرصه في المنافسة.
وقال: بلا شك الأيام المقبلة ستكون أصعب بعد إصابة سوبيس، ولحاقه بدياكيه، وحاجته لبعض الوقت من أجل الحكم النهائي على تلك الإصابة، وما إذا كانت تحتاج لتدخل جراحي من عدمه، ولكننا نتمسك بالأمل في المنافسة حتى اللحظة الأخيرة، وسندفع بأوراق جديدة من لاعبي الصف الثاني والرديف لتعويض تلك الغيابات، ولن نفقد الأمل.
وتابع براجا: نعم كان طرد دياز مؤثر، ولكن هذا التأثير لم يصب في صالح المستوى الفني للقاء، فبعد أن كان هناك توازن وتشابه في عناصر القوة، اختل هذا التوازن للنقص العددي الذي عاني منه العين في باقي فترات المباراة، ولكن الجزيرة واجه نفس الموقف في المباراة الأخيرة بين الطرفين في بطولة كأس الرابطة عندما طرد اللاعب محمد علي كريم، وأكمل باقي اللقاء بعشرة لاعبين وكان من الصعب عليه أن يجاري الكثرة العددية للعين.
وتابع: النقاط الثلاث أهم إيجابيات اللقاء بالنسبة للجزيرة، وللأسف سوف نستمر في اللعب تحت ضغط ضيق الوقت مباريات مهمة وحاسمة في الأيام القليلة المقبلة، فسوف نواجه أم صلال على أرضه ووسط جماهيره بعد يومين، ونحن مطالبون بالفوز، والفوز فقط حتى نعزز فرصتنا في التأهل للأدوار النهائية، وبعدها مباشرة سوف نعود للقاء النصر في دبي في الدوري، والنصر من أقوى الفرق في الدور الثاني، ونحن مطالبون أيضاً بالفوز أيضاً وليس أمامنا أي مجال للخسارة، والأمر الذي يسعدني هو اكتشاف اللاعب الصاعد علي مبخوت، والدفع به في الوقت المناسب، وقدرته على صناعة الفارق في ظل الغيابات المهمة، كما أننا لا يجب أن نتجاهل الدور الايجابي الذي لعبه أحمد جمعة أيضاً في الجانب الهجومي عندما نلجأ إليه، وبالتحديد في مباراة اتحاد جدة، وفي لقاء العين الأخير.
وعن رأيه في المقارنة بين مشوار الأهلي ومشوار الجزيرة المتبقي في الدوري قال: لا شك الأهلي له الأفضلية في فارق النقاط، ولكنه سوف يلتقي العين في المباراة المقبلة، ولا يمكن لأحد أن يتكهن بنتيجة تلك المباراة، ولكن الأمل قائم في أن يفوز العين، والجزيرة سوف يواجه النصر، وفي حالة فوز الجزيرة ستعود المنافسة للمربع رقم واحد بين الفريقين وسوف تتساوى النقاط، ولكن كل الاحتمالات واردة في الجولات الثلاث القادمة، ولكننا مضطرون في هذه اللحظة لغلق ملف الدوري المحلي، وفتح ملف البطولة الآسيوية، وسوف نعتبر أن مباراة العين أصبحت جزءاً من الماضي، وأن الحاضر والواقع يقتضي التركيز فقط في مباراة أم صلال القطري، والسعي بكل قوة لتعويض الغيابات المهمة فيها من أجل تحقيق الفوز.
وقال براجا بالنسبة لي مازلت لم أوقع تجديد عقدي مع الجزيرة حتى الآن، ولم نتخذ الاجراءات الرسمية الخاصة بهذا الأمر، ولكني أعتبر كلمة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس النادي عقدا رسميا، حيث طالب سموه بالتجديد لي ولأعضاء جهازي، ولا أشغل نفسي بهذا الأمر كثيراً، ولكني أشعر براحة كبيرة مع هذا الفريق، وأعمل بكل قوتي من أجل تحقيق إنجاز مهم، وأدرك أننا على بعد خطوات محدودة للوصول لهذا الهدف.
المصدر: أبوظبي