إيهاب الرفاعي (الظفرة)

تتمسك جزيرة «غاغا» في منطقة الظفرة بمفرداتها التراثية، لتحكي للأجيال قصة كفاح وحضارة شيدها الأجداد على أرضها الطيبة، حتى صارت رمزاً للعراقة والأصالة والحفاظ على الموروثات القديمة.
الجزيرة التي تبعد عن أبوظبي 400 كيلو متر، أكدت المصنوعات اليدوية والأسلحة القديمة التي تم اكتشافها داخلها، وتعرض في متحف العين الوطني، وجود حضارة وحياة فوق أرضها خلال الفترة ما بين عامي 2000 و1700 ق م، وتعتبر إحدى الجزر الثلاث الرئيسية في الظفرة، التي كانت تعج بالنشاط والحركة مركزاً للتبادل التجاري وصيد اللؤلؤ وتجارة الأسماك، خاصة المالح والمجفف، خلال خمسينيات القرن الماضي.
ويؤكد محمد صابر المزروعي، الباحث في تاريخ جزر أبوظبي، أن جزيرة «غاغا»، بجانب جزيرتي دلما وصير بني ياس، شهدت حركة متواصلة ودائمة خلال القرن الماضي، وظلت لفترات طويلة ملتقى للسفن والبحارة، يتزودون منها بالماء العذب، ويتبادلون مع أهلها منتجاتهم من صيد اللؤلؤ والأسماك المالحة والمخففة بالمواد الغذائية.
ورغم التطور الحضاري الذي تشهده الدولة في المجالات كافة، يحرص سكان الجزيرة على الاحتفاظ بالمنازل والمساجد وباقي المنشآت القديمة والتاريخية للجزيرة كما هي، وصيانتها لتظل ملتقى لأهل الجزيرة لاستعادة الذكريات القديمة، والحياة الماضية التي عاشها الآباء والأجداد على أرضها.