تحرير الأمير (دبي)
ثمة أمور عدة تجعل المرء عاشقاً للكلمة لأنه في البدء كانت الكلمة، الكلمة التي قد تغير إنساناً من النقيض إلى النقيض وتنقله إلى عوالم خفية لم يألفها من قبل، و«أنا وجدت في كلمات القرآن الكريم ضالتي المنشودة وهدايتي الأبدية وسكينتي السرمدية».. بهذه العبارات بدأ اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، حديثه لـ«الاتحاد» عن أكثر كتاب أثر في حياته.
وأضاف المنصوري: أول كتاب أثر في شخصيتي وصقلني هو القرآن الكريم، مضيفا: أول كلمة نزلت في كتابنا العظيم هي «اقرأ».
من ناحية أخرى، تطرق المنصوري إلى الحديث عن كتب السير الذاتية، حيث قال: لقد تأثرت كثيراً بكتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، حيث كتب سموه سيرته الذاتية في 50 قصة خلال 50 عاماً عاش فيها تجارب عدة أطال الله في عمره ودون سموه الكثير من تجاربه الشخصية والسياسية والمواقف التي مر بها في حياته وكيف كان يواجهها.
أما على صعيد الروايات، فيوضح المنصوري: جذبتني رواية «العطر...قصة قاتل»، وقد يكون حسي الأمني وعملي في التحريات وراء اهتمامي بها، وقد صاغها الكاتب الألماني باتريك زوسكيند، وأحدثت صدى عالمياً من خلال بطل الرواية الطفل غرنوي، الذي عاش في فترة تعود إلى حقبة القرن الـ18 في باريس، ثم كبر هذا الطفل ليصبح شاباً يعمل في مجال تركيب العطور، ويكتشف الشاب أن ثمة روائح لو جمعت في تركيبة معينة سيتمكن من السيطرة على العالم وتسخيره لصالحه، من هنا يبدأ رحلة البحث عن عناصر مركبه الفريد، فيجوب فرنسا باحثاً عن صفات معينة لا يجدها إلا في صبايا صغيرات على الموت، ولكنه يقتلهن بهدف جمع عناصر مركبه الفريد لتنقلب فرنسا رأساً على عقب أمام هذه الجرائم المتسلسلة، التي أودت بحياة خمس وعشرين فتاة صغيرة.
ويستكمل: أمام هذه الجرائم المتكررة وبالطريقة ذاتها يفزع أحد مستشاري مدينة غراس الفرنسية بأن ابنته الوحيدة الضحية القادمة للقاتل، فيبعد ابنته ويحاول حمايتها إلا أن غرنوي القاتل يصل إليها ليقع في قبضة الشرطة ولكن بعد أن يكون تمكن من صنع العطر وحقق مراده الذي يؤدي إلى مقتله، مضيفاً أنها «رواية جميلة تغوص بالنفس البشرية تناقش الحياة والموت وتجمع كل المتناقضات».