فاطمة عطفة (أبوظبي)

نظم مهرجان أبوظبي، مساء أمس الأول، بمنارة السعديات، فعاليات النسخة الخامسة من مبادرته المعرفية «رواق الأدب والكتاب»، التي تأتي ضمن فعاليات منصات الشباب والبرنامج المجتمعي للمهرجان، والتي تستكمل نشاطها هذا العام عبر دعم مجموعة من الكتّاب الإماراتيين، عبر إطلاق 14 عملاً أدبياً جديداً بالتعاون مع «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات»، ودار نبطي للنشر، ودار هماليل للطباعة والنشر.
وأكد الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على الدور الهام لمبادرات الاتحاد في إطار شراكته مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في تحفيز النشر ودعم المؤلفين الإماراتيين من خلال مبادرة رواق الأدب والكتاب التي تأتي ترجمة لرؤية الطرفين في تقديم محتوى أدبي وفكري وإبداعي نوعي وجاد.
وقال: «إن المبادرة في عامها الخامس تطرح برهان الاستدامة والاستمرارية في الجهود الثقافية الملتزمة خدمة الوطن وترجمة الرؤية الثقافية للإمارات، والاستجابة لتحديات توفير الحاضنة المعرفية للكاتب الإماراتي».
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي:«تعكس مبادرة رواق الأدب والكتاب، دورنا في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي والإمارات، تعزيزاً لاستدامة المعرفة وسعياً لاحتضان الكتّاب ودعم المؤلفين والمبدعين وتحفيز صناعة الكتاب والنشر، انطلاقاً من إيماننا بأنّ العمل الثقافي التطوعي المشترك بين مؤسسات النفع العام يشكل رافداً أساسياً للعمل الحكومي الهادف إلى ترسيخ الاستدامة وتعزيز النهضة الثقافية والمعرفية للإمارات».
وختمت بالقول: «ثقافتنا ثقافة الاحتفاء بالإبداع وتكريم التميز الثقافي والتعريف بمنجز الثقافة العربية وتقدير تنوّع آدابها وثرائها، وعملنا بالتعاون مع كل من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ودور النشر الإماراتية، يستهدف توحيد الجهود والقدرات جميعها في صالح تحفيز الإبداع الأدبي العربي والإنتاج المعرفي».
والتقت «الاتحاد» عدداً من المؤلفين لسؤالهم حول التجربة، فقالت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي بمناسبة إصدار كتابها «شفرات السعادة»: «الكتاب يركز على موضوع السعادة، وتعريفها وبحث الإنسان عن السعادة، وأنواعها وكيف يمكن تحقيقها، من خلال التواصل والإيجابية، ومن خلال ارتباط إنسان هذا العصر بعالم التقنية، وكيف يستطيع تحقيق التواصل بين أمور حياته كلها دون أن يخسر روحه، ويغرق في بعض الأشياء الاستهلاكية». وكشفت د. المزروعي أن البحث الفعلي لم تنشره في هذا الكتاب، وسوف يصدر قريباً في كتاب ثانٍ في نفس السياق، وهي اعتمدت في دراستها عن السعادة على روايات ومراجع أخرى كتبت عن السعادة، والإيجابية.
وقالت شيخة الجابري إن إصدار ديوان الماجدي بن ظاهر يمكن أن يكون مفاجأة للمهتمين بهذا الشاعر، لأنهم لم يتوقعوا أن تجازف امرأة وتدخل عالم الماجدي بن ظاهر، فهذا الإصدار يحتوي على 12 نصاً فقط، هي النصوص المعتمدة للماجدي. هناك كثير من المؤلفات التي تناولت هذا الشاعر الكبير وجميعها اشتغلت على تحقيق القصائد وتفسير النصوص، وأشهرها عمل حمد بوشهاب، إبراهيم بو ملحة، أحمد راشد ثاني، سلطان العميمي، وغيرهم ممن تناولوا شعر ابن ظاهر بالدراسة والتحليل والتحقيق كذلك. وأشارت الجابري إلى أن «القصائد المنشورة في الديوان اليوم هي قصائد صافية ولا يرافقها حتى تفسير للمفردات، وأردت من خلالها أن يتعرف الجيل الجديد على لهجة الإمارات، والبحث عن الكلمة المستعصية عليه»، وأضافت: «أعتقد أن جميع هذه المفردات ستكون مستعصية على هذا الجيل لأنها من مئات السنين لشاعر الفلسفة والحكمة، الذي يعتبر قامة أدبية سامقة ورمزاً شعرياً كبيراً في دولة الإمارات، ومن لم يقرأ ابن ظاهر أعتقد سوف ينقصه شيء من المعرفة والثقافة».
وقالت القاصة شيخة الناخي صاحبة «أنا طفولتك الجميلة» إنها كتبت هذه القصص بفترات زمنية متباعدة، وكلما كتبت قصة ضمتها لما قبلها، وأكدت أن القصة القصيرة لا يمكن أن تختفي، وهي موجودة رغم القلة التي تكتب هذا النوع من الأدب، وأرجعت الأسباب إلى أن الرواية تحصل على الاهتمام، علاوة على أسباب تتعلق بفنيات كتابة القصة، فهي تحتاج إلى رؤية وتكثيف فني، وأيضاً نوع من اختيار العبارات، حتى يمكن الإمساك بخيوط القصة، من البداية إلى النهاية.
وعن إصداره الجديد «علمني زايد» قال غالب عبدالله الكعبي: نحن لا نستطيع أن نضيف على شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فهو قائد أمة، لكن الهدف أن تعلم الأجيال القادمة كيف هو زايد، وكيف حكم. مشيراً إلى أنه استخدم التقنية الحديثة ليكون الكتاب مقروءاً ومسموعاً في الوقت نفسه، عبر الموبايل أو أي جهاز آخر، وأكد الكعبي أنه اشتغل على إنجاز هذا الكتاب لمدة أربع سنوات.

الكتب المدعومة
تتضمن الكتب التي حظيت بدعم مبادرة مهرجان أبوظبي مجموعة من الإصدارات، فمن إصدار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: (قصائد من الشرق والغرب) لشهاب غانم، (متى يعيش الوطن فينا) لمحمد الحمادي، (لغز الجوهر) لمحمد العمادي، (أراك عكسك) لطلال الجنيبي، (أميرة حي الجبل) لعلي الحميري، (أنا طفولتك الجميلة) لشيخة الناخي.
ومن إصدارات دار نبطي: (سافر بعقلك) لشيماء المرزوقي، (غربة النويّر) لعامر الكندي، (حارب حسن) لمحمد نور الدين، (الماجدي بن ظاهر) لشيخة الجابري، (علّمني زايد) لغالب عبدالله الكعبي.
أما أعمال دار هماليل، فهي: (شفرات السعادة) للدكتورة فاطمة المزروعي، (الإبداع والابتكار في فكر محمد بن راشد) لعبد العزيز الفلاحي، و (بالعقل والقلب) لعائشة الزعابي.