يرغب أطفالنا في تناول المأكولات المعلبة التي تشبع الأجساد بالسعرات الحرارية، فهل هذه المأكولات أكثر فائدة من الأكل الطازج مثل اللحم والخضار والفواكه التي تساعدهم على النمو· من الملاحظ أن أطفالنا يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز والكمبيوتر دون حراك، مما يؤدي إلى تراكم الشحوم وعدم حرق السعرات الحرارية في أجسامهم، وقد تضاعف عدد الأطفال البدينين في سن السادسة فما فوق خلال السنوات الأخيرة، وهذا مؤشر على مشكلة كبيرة تواجهنا· فعدم النشاط هو السبب الوحيد في حدوث المشكلة، فالطاقة الموجودة في أجسامهم تخمد أمام التلفاز والألعاب الإلكترونية، أي ببساطة شديدة لا يتم استخدام هذه الطاقة مقابل وجود سعرات حرارية كبيرة في أجسامهم من المأكولات التي يتناولونها باستمرار، فأول خطوة على طريق علاج سمنة الأطفال، هي أن تتغير نظرتنا الخاطئة بأن الطفل السمين هو طفل قوي سليم البنية، ويتمتع بصحة وعافية· علينا أن نؤمن أن سمنة الأطفال مرض، نعم مرض يهدد صحة أطفالنا، مثله مثل مرض السكر، والأزمات الصدرية، ولابد أن تفهم الأم أن زيادة وزن طفلها عن الطبيعي هي بداية الطريق لأمراض كثيرة، عليها أن تفهم جيدا أن بدانة طفلها ليست علامة على الصحة والقوة· وإذا أيقنا هذا جيدا فنحن على بداية الطريق السليم لعلاج أطفالنا من السمنة ومشكلاتها الخطيرة· علينا أن ندرك أن علاج سمنة الأطفال يحتاج إلى صبر ووقت طويلين، قد يمتد اسابيع او شهورا ومساعدة قوية من الوالدين لكي يتم التخلص منها، وفي الوقت نفسه يلزمها نظام غذائي ونشاط حركي مدى حياة الطفل· فلا يأس ولا ملل في علاج هذه السمنة، بل عزيمة وإرادة وصبر·· لابد أن يفهم الطفل أن سمنته هي مشكلته هو، وهو المسؤول عنها، وعن علاجها، ومن ثم يجتهد في التخلص منها، أما إذا شعر الطفل بعدم مسؤوليته عن زيادة وزنه، وهو مُحقّ، فإنه لن يجتهد في التخلص منها ولكنه ينتــــظر من يخلصه، لأنه لن يكـــــون إيجابيا في التعامل معها· راشد أحمد عبدالله