محمد قناوي (القاهرة)

مع كل موسم جديد للدراما الرمضانية، تبرز مشاكل معتادة أبرزها ترتيب أسماء الفنانين على «تترات» المسلسلات.. وتسبب عدم اهتمام بعض صناع الأعمال الفنية بمعايير واضحة في ترتيب الأسماء في إثارة أزمات، منها ما وصل إلى رفض استكمال التصوير، واستفزاز فنانين تقدم بعضهم بشكاوى إلى نقابة الممثلين.
ويتكرر وقوع الأزمة بسبب المجاملات على حساب المعايير الموضوعية، الأمر الذي يتطلب تمسك الفنانين بإضافة بند ترتيب الاسم في تتر العمل في العقود بينهم وبين شركات الإنتاج لإثبات حقهم في هذا الأمر.
ويتفق صناع دراما على ضرورة مراعاة عناصر الخبرة، وحجم النجومية، والأقدمية، ومساحة الدور قبل تحديد ترتيب أسماء الممثلين في العمل.

ومن أجل تجنب الأزمة، رفضت غادة عبدالرازق الاستعانة بنجوم من أبناء جيلها، في مسلسلها «سلطانة المعز» وأجبرت الشركة المنتجة على الاستعانة بفنانين لا ينافسونها في تصدرها التتر. الأمر نفسه حدث مع ياسر جلال في «الفتوة»، وأمير كرارة في «الاختيار»، وياسمين صبري في «فرصة تانية»، ومنى زكي في «تقاطع طرق»، وياسمين عبد العزيز في «نحب تاني ليه»، وأحمد عز في «هجمة مرتدة» والذي تشاركه بطولته هند صبري، حيث تم الاتفاق على وضع اسمها بعد عز.
وعلى الرغم من حسم أمر تصدر محمد رمضان منفردا لتتر مسلسله «البرنس» تأليف وإخراج محمد سامي، إلا أن هناك بوادر أزمة في ترتيب البطولة النسائية بين نور اللبنانية وروجينا فكلاهما تريان أنهما الأحق في أن يأتي اسمها بعد رمضان مباشرة.
وعن المعايير التي يجب الاستناد إليها عند كتابة الأسماء، تقول رانيا فريد شوقي إن الكفاءة والنجومية والخبرة في مقدمة المعايير التي ترجح تقديم اسم على آخر في الأعمال الفنية تجنبا لحدوث خلافات، مشيرة إلى أن مساحة الدور تأتي في المرتبة الثانية، وتضيف «أعتقد أن ما يهم أي فنان جاد يحب عمله إضافته الفنية والإبداعية للمسلسل، وليس ترتيب اسمه على التتر».
من جهته، يرى الناقد أحمد النجار أن ترتيب الأسماء يخضع لعوامل مهمة من بينها خبرة الفنان ونجوميته، ومساحة الدور، مستدركاً أن «ما يحدث الآن من تحيز ومجاملات للبعض على حساب البعض الآخر يؤدي إلى وجود حالة من التذمر».
وكانت أزمات ترتيب أسماء النجوم حاضرة خلال السنوات الماضية، وأبرزها العام الماضي، عندما، تصدر اسم دينا الشربيني بوستر مسلسل «زي الشمس» في حين ظهرت أسماء فنانين مخضرمين مشاركين في الخلفية، ومنهم جمال سليمان وسوسن بدر، ما أثار ردود أفعال متباينة وصلت إلى وصف البوستر بـ«المسيء»، وتداركت شركة الإنتاج الأمر وأصدرت بيانا بأنها «ليست الجهة التي أصدرته».
وتقدمت هالة صدقي بشكوى إلى نقابة المهن التمثيلية بعد عرض الحلقة الأولى من مسلسل «عفاريت عدلي علام» خلال رمضان قبل الماضي، حيث فوجئت بوضع اسم غادة عادل بعد عادل إمام على التتر، على الرغم من أن اتفاق هالة وشركة الإنتاج ينص على وضع اسمها بعد عادل إمام. كما وقع خلاف على ترتيب الأسماء بمسلسل «مريم» حيث رفض خالد النبوي كتابة اسم هيفاء وهبي قبله على التتر، باعتباره الأقدم في المجال الفني، وله تاريخ طويل من الأعمال، ولا يصح أن يكتب بعدها، ولم تلتفت الشركة المنتجة لاعتراضه وتم عرض المسلسل باسم هيفاء متصدرا التتر.
وقبل خمس سنوات نشب خلاف بين رانيا يوسف، ومنتج مسلسل «أرض النعام»، حيث وضع اسم زينة قبلها مع وجود عقد ينص على تصدرها تتر المقدمة، متهمة إياه بأنه أخل ببنود التعاقد، وتقدمت رانيا بشكوى لنقابة المهن التمثيلية ضد المنتج.

خارج الصراع
يبدو الفنان عادل إمام خارج هذا الصراع، إذ يتصدر اسمه تتر مسلسله «فلانتينو» تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج رامي إمام ويشارك في بطولته داليا البحيري ودلال عبد العزيز. كما ضمنت يسرا أن يكون اسمها في مقدمة تتر مسلسل «دهب عيرة» (اسم مؤقت)، واشترطت في عقدها مع الشركة المنتجة أن يكون اسمها الأول، ويشارك في بطولته حلا شيحة، جومانا مراد.

3 اقتراحات
يقول المخرج مجدي أبو عميرة، الذي يصور مسلسله «قوت القلوب» من بطولة ماجدة زكي وخالد زكي وفتحي عبد الوهاب ورانيا فريد شوقي تأليف محمد الحناوى إن هناك ثلاثة حلول لأزمات التترات؛ الأول أن يقوم النجم بتحديد مكان اسمه على التتر أثناء توقيع العقد، والثاني أن يترك الأمر للمخرج لتحديد نجومية الفنان الذي يتصدر اسمه التتر، أما الطريقة الثالثة فأن تكتب أسماء النجوم حسب الظهور في كل حلقة.

ردة فعل قوية
ونتيجة ردة فعل قوية، فوجئ جمهور مسلسل «نسر الصعيد» بحذف اسم درة من التتر، بسبب الاختلاف حول ترتيب الأسماء، بينها وبين وفاء عامر، حيث طلبت درة نقل اسم وفاء من اللوحة الثانية التي تحمل اسميهما، لتظهر أنها البطلة الأولى للعمل، إلا أن المنتج جمال العدل رفض طلبها لاتفاقه مع وفاء على كتابة اسمها بعد محمد رمضان مباشرة، مراعاة لتاريخها الفني، ما جعل درة تطلب حذف اسمها من على «التترات»، لرغبتها في عدم وجود اسم آخر معها.

اتفاق مسبق
في مسلسل «نساء من دهب» كادت أن تحدث أزمة بين نجمتيه نادية الجندي ونبيلة عبيد على ترتيب ظهور اسميهما على التترات، ولكن المنتج صادق حسم الأمر بشكل نهائي قبل بدء التصوير، بوضع اسميهما في مقدمة التتر بالتساوي. إلى ذلك، قالت نبيلة: «منذ اللحظة الأولى حرصت شركة الإنتاج على الاتفاق معنا على اختيار طريقة مختلقة لتقديمنا على التتر بأسلوب غيرنا فيه الشكل النمطي، وبطريقة تراعى تاريخنا الفني، ونحن سعداء به ولم يحدث أي خلاف بيننا على هذا الأمر».