شركات أوروبية تستعد لاستخدام الجيل الجديد من شبكات المحمول
تستعد شركات الاتصالات الأوروبية لاستخدام تقنيات الجيل التالي من شبكات الهاتف المحمول السريعة التي تخفض من أسعار المكالمات.
وفيما تستعد الشركات المشغلة الأوروبية لتركيب هذه الشبكات التي تستخدم تكنولوجيا تسمى “التحول طويل الأجل” LTE تسعى للاحتفاظ برسوم ربط مكالمات الهاتف المحمول في أوروبا باهظة السعر لمصلحة كبار المشغلين (شركات الاتصالات) الذين لديهم قواعد كبيرة من العملاء.
ويقول جي سكوت ماركوس المحلل في مؤسسة ويك للاستشارات في ألمانيا: “تعد المكالمات الصوتية ورسائل النصوص القصيرة من أغلى أشكال البيانات في العالم، وهناك جدال حول الأسعار عند استخدام تكنولوجيا LTE”. ويقول مراقبون إن هذه القفزة التكنولوجية يمكن أن تمهد الطريق في أوروبا لخطط مكالمات ثابتة السعر (على غرار النظام الأميركي) لكافة الشبكات.
يذكر أن أكبر مشغلي شبكات الاتصالات في العالم اتفقوا في شهر فبراير الماضي على استحداث معايير فنية جديدة لنقل المكالمات الصوتية بين شبكات LTE المتنافسة من شأنها الحفاظ على الجداول المعمول به في أوروبا حالياً المدرج فيه أسعار مكالمات المستهلك (رسوم ربط خط المكالمة في الدقيقة التي يدفعها طالب المكالمة). وتتراوح هذه الرسوم من 2 سنت يورو للدقيقة في قبرص الى 15 سنت يورو في بلغاريا.
غير أن القدرة الفائقة لشبكات LTE ستعمل على تقليص إجمالي سر نقل المكالمات الصوتية، ذلك نظراً لأن المحادثات تتحول الى مجموعات بالغة الصغر من الرقمين (1)
و(صفر) في عملية مشابهة للعملية التي تستخدمها خدمات الإنترنت الصوتية مثل سكايب التي تتيح بعض خدمات الإنترنت الصوتية مجاناً.
ويسعى المشغلون الذين يحصلون نحو 80 في المئة من إيراداتهم من الخدمات الصوتية الى منع تدهور الأسعار من جديد.
إذ أن عائدات رسوم المستهلك النهائية تشكل ما يصل الى 15 في المئة من مبيعات المشغل وأرباحه، بحسب جاك دي جريلينج المحلل في بنك ناتكسيس الباريسي.
وفي مؤتمر صناعة الهواتف المحمولة الذي عقد مؤخرا في برشلونة، أيدت مجموعة من أكبر المشغلين في العالم مبادرة لتطوير معايير جديدة تسمى فولت VOLTE بحلول مارس 2011. وتضم المجموعة فيريزون واريلس وإيه تي آند تي من الولايات المتحدة وفودافون وتليفونيكا ودويتش تليكوم وأوارنج من أوروبا وإن تي تي دوكومو من اليابان وتشاينا موبايل من الصين.
وهذه المعايير ستحدد المتغيرات الفنية التي يستخدمها المشغلون لربط مكالمات LTE وهو ما يعد أمراً ضرورياً لضمان عمل أجهزة LTE في كافة الدول.
كذلك يجري تصميم VOLTE بحيث يعمل في نظام أسعار المكالمات النهائية القائم.
غير أن بعض صغار المشغلين يخشى من تغير الأسعار مستقبلاً، ومع ذلك فقد وقعوا على تأييد مبادرة فولت VOLTE لأنهم في نهاية الأمر سيضطرون الى اتباع المعايير التي سيتفق عليها كبار المشغلين.
والعديد من صغار المشغلين كان يفضل اتباع نظام حساب الفواتير الذي يعمل به مقدمو خدمات الإنترنت ومشغلو خطوط الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة والذي يقسم رسوم الربط بين طالب المكالمة والشخص المطلوب. يذكر أن النظام الأميركي وضع جداول أسعار ثابتة وموحدة لمكالمات الهاتف المحمول، الأمر الذي روج استخدام الهاتف المحمول في أميركا.
ورغم الضغوط التي يمارسها كبار المشغلين لإصدار معايير الجيل الجديد شبكات LTE على نحو يحافظ على مكاسبهم وفق نظام المحاسبة الحالي، فإنه من غير المرجح أن يتمكنوا من تطبيق النظام المحاسبي الحالي في الجيل الجديد من شبكات المحمول.
يذكر أن الدوائر الأوروبية المختصة بالتنظيم والمراقبة بدأت التحقيق في أسعار مكالمات المستهلك النهائية عام 2006.
وفي ذلك العام تجمع مشغلون مثل تي موبايل وفرانس تليكوم وفودافون في بروكسل معترضين على أي تغيير محتجين بأن أي تغيير من شأنه إعاقة كبار المشغلين وعرقلة الاستثمارات في تكنولوجيا جديدة للشبكات.
غير أنه في العام الماضي قامت المفوضية الأوروبية في مسعى منها لتشجيع الاستخدام الأوسع لتكنولوجيا المحمول بممارسة مزيد من الضغط على المشغلين من خلال اتباع قواعد تلزم الدول بتطوير طريقة موحدة لحساب تكاليف المشغل لتقديم خدمة صوتية عند تحديد أسعار مكالمات المستهلك النهائية المحسوبة في دولة ما. وينتظر من هذه القواعد الجديدة أن تقلص أسعار مكالمات المستهلك في الاتحاد الأوروبي من متوسطها الحالي البالغ 7 سنتات للدقيقة الى أقل من 2 سنت يورو للدقيقة بحلول عام 2012.
ولكن هناك ما يشير الى أن تقليص أسعار المكالمات سيكون أشد. ففي يناير اقترحت دائرة تنظيم الاتصالات البلجيكية خفض أسعار مكالمات الهاتف المحمول الى 1.07 سنت يورو بحلول يناير 2013 من نحو 9 سنتات يورو حالياً.
عن “إنترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي