محمد نجيم (الرباط)
في كتابه الجديد «الكتابة والتشظي في زمن الفيسبوك، ينبش الباحث والأكاديمي المغربي عبد السلام الفيزازي، في عوالم الكتابة التي تظهر لنا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأشهرها«الفيسبوك»، بوصفها تحبل بالكثير من التعابير والعلامات والأيقونات التي تكشف عن تحولات كبرى طالت التعبير وأشكاله في حياة البشر، خاصة الشباب، فقد عرف مفهوم الكتابة في الجغرافية العربية تحولات كبيرة طالت أسسه الابستمولوجية، والابستيمية، خاصة في زمن تمازج الأنساق المعرفية، وتداخل التخصصات، جعل الأجناس الأدبية نفسها تعرف انقلابا في النوع والشكل، وقد جاءت كنتيجة حتمية لانهيار عدد من القناعات والرؤى التي لم تنفصل يوماً عن رؤية الكاتب نفسه للعالم والناس والأشياء.
من هنا باتت الكتابة جمع بصيغة المفرد، تنحو منحى انعراجات وانعطافات معرفية لتهدم منطق الثنائيات الميتافيزيقية، ومنطق المطابقة، باحثة عن كل السبل والطرق المؤدية إلى الحقيقة، فالكتابة نفسها تعدد وتنوع، يبتغي تفجير الثابت، وتفكيك البديهي، هكذا، يقول الدكتور عياد أبلال، الأستاذ الجامعي وعالم الاجتماع المغربي في مقدمة هذا الكتاب.
تجربة الأديب والأكاديمي المغربي عبد السلام الفيزازي، تشكل أحد النماذج الراقية للمفهوم المعاصر للكتابة، خاصة وأنها تأتي نتيجة تلاقح بين معرفي للعديد من التخصصات والتجارب المعرفية، كما تتأسس على قاعدة الهدم والبناء. إنه تفكيكي بتعبير ديريدا، فالفيزازي الشاعر، والروائي والقاص، هو في العمق مثل ذلك النحات الذي يبحث بالإزميل على صفاء وجمال وجه عتشار، أحبها وأحب معها الحقيقة والأسطورة.