أبوظبي (الاتحاد) –تُستخدم أجهزة قياس نبضات قلب الجنين ضمن التقنيات الحديثة لمتابعة صحة الأجنة خلال أشهر الحمل وللتنبئ بمدى قُرب أو بُعد مخاض المرأة أو حاجتها إلى تدخل جراحي في حال كشف الجهاز عن تسارُع غير طبيعي لدقات قلب الجنين. ويرى الأطباء أن هذه الأجهزة لعبت دوراً كبيراً في تقليل حالات إسقاط الجنين اللاإرادي وأيضاً وفيات المواليد الجدد والأمهات أثناء الولادة أو بعدها، وذلك بفضل ما توفره من بيانات ومعلومات حول دقات قلب الجنين تكون بمثابة مؤشر يعكس صحته بشكل عام، وكذا مدى جاهزيته للخروج من الرحم. ورغم إدراك أهمية هذه الأجهزة، فقد أُثير في السنوات السابقة سجال طويل حول أعراضها الجانبية على الجنين والحامل. ويقول الباحثون المعارضون لاستخدام هذه الأجهزة إن السائد في الوقت الحالي هو استخدام هذه الأجهزة دون دواع حقيقية أو ضرورة، وإنها أُلحقت بالمعدات الطبية المعتمدة دون تقديم أدلة علمية ملموسة تؤكد ضرورتها الطبية والصحية وخلوها من الأضرار الجانبية. وتحيزت دراسة حديثة قُدمت خلال الاجتماع السنوي للجمعية الطبية لصحة الأجنة والحوامل في مدينة سان فرانسيسكو إلى معسكر المدافعين عن استخدام هذه الأجهزة. فقد قام علماء بتحليل بيانات أكثر من 1,9 مليون مولود أميركي حصلوا عليها من المركز الوطني للمواليد الجدد، فوجدوا أن 88? من هؤلاء المواليد خضعوا لقياس نبضات قلبهم باستخدام هذه الأجهزة خلال الحمل وقبل المخاض والولادة. كما وجدوا أن معدل مخاطر الوفاة لدى من خضعوا لهذه الأجهزة بلغ 3 في كل ألف مولود، و3,8 في كل ألف مولود ممن لم يخضعوا لأجهزة قياس نبضات قلب الجنين. وفي حالات الحمل قليلة المخاطر، وجد الباحثون أن هناك علاقةً بين معدل نبض قلب الجنين وانخفاض مخاطر تضرر الجنين من آثار تخدير الأم بعد الولادة. أما في حالات الحمل مرتفعة المخاطر، فقد لوحظ ارتباط قياس نبضات قلب الجنين بانخفاض مخاطر تعرض المواليد الجدد للصرع أو إصابتهم به. وقال الباحثون الذين أنجزوا هذه الدراسة إنه لا يوجد اختلاف في النتائج بالنسبة للخاضعين لقياس دقات القلب من الأجنة، لكنهم أكدوا أن هذه الدراسة لا تعبر بالضرورة عن واقع ما يجري في عيادات طب النساء والتوليد بشكل يومي، أو عن مدى دقة إجراء هذه الفحوص والقياسات. عن «لوس أنجلوس تايمز»