أبوظبي (الاتحاد)

يقام مزاد سوذبيز لفنون المستشرقين، في موسمه التاسع، خلال أسبوع الفن الإسلامي، ليجمع لوحات تمثل المناظر الطبيعية والناس والعادات في شمال أفريقيا ومصر والجزيرة العربية والشام وبلاد فارس والعالم العثماني خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويتألف المزاد من 57 قطعة، ويوفر نافذة فريدة من نوعها في عالم قد تغير إلى الأبد، حيث يجسد بالتفصيل الفني كل جوانب الحياة، ويُعقد المزاد في لندن يوم 31 مارس الجاري، يليه أعمال مهمة من مجموعة نجد.
فمن مصر، هناك لوحة زيتية لمصلين في انتظار الصلاة في مسجد السلطان قلاوون، للمبدع النمساوي رافائيل فون أمبروس (1845-1895)، ويظهر هذا المشهد الهادئ، الذي تم التقاطه بتفاصيل دقيقة في التصوير، أحد الحراس النوبيين الذين ينتظرون ساعة الصلاة خارج المسجد بالقاهرة، ويجلس الحارس على صندوق مرصع بالصدف، ويمسك ببندقية «فلينتلوك» في يده، حاملاً البخور الأخضر المائل للزرقة أسفل المبخرة النحاسية الكبيرة.
كما زار الفرنسي جورج بريتانييه (1860-1892)، شمال أفريقيا نهاية عام 1884، وقد تأثر بشكل كبير بما وجده، حتى إنه ارتدى الثياب المحلية من أجل الاختلاط بسهولة أكبر مع السكان، وفي هذا العمل، يظهر الإمام مرتدياً ثوباً أخضر زمرديا ليؤم مجموعة من الرجال في الصلاة بمسجد القصبة في طنجة بالمغرب، في لوحة زيتية بديعة على القماش، كذلك الفرنسي جاك ماجوريل (1886-1962)، الذي يبدع لوحة على القماش تعود إلى منطقة الصويرة المغربية، وترصد موكباً أمام القصبة، ضمن مهرجان بميناء مولى دورين، وقد تميزت أعماله بالحداثة والثراء، وأحدثت ثورة في اللوحات الاستشراقية التقليدية.
أما الفرنسي لوسيان ليفي دورمر (1865 – 1953) فأبدع لوحة زيتية لباقات ورد من أصفهان، وباعتباره جزائري المولد، احتلت شمال أفريقيا مكاناً مميزاً في قلبه وكانت مصدر إلهام للوحاته الخلابة.