(طهران) - أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أنها لن تسمح للمعارضة الإصلاحية بالقيام بتظاهرات اليوم الاثنين في أنحاء إيران تأييدا لمظاهرات تونس ومصر، وقال مسؤول أمني في وزارة الداخلية الإيرانية “إن وزارة الداخلية لن تسمح بتجمعات للمعارضة دعما للتظاهرات في دول عربية لئلا تتحول إلى تظاهرات مناهضة للحكومة. وأعلن قائد ميليشيا الباسيج محمد رضا نجدي أن أجهزة الاستخبارات الغربية بالسعي لإثارة الاضطرابات في إيران عبر القيام بتظاهرات مؤيدة لما حصل في مصر وتونس، فيما اتهم وزير الداخلية الإيراني جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بإجبار مهربي المخدرات على بيع هذه المواد بأسعار مخفضة في إيران. وكان قادة المعارضة الإيرانية، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، طلبا الإذن من وزارة الداخلية لتنظيم تجمعات لدعم الثورة في تونس والانتفاضة الشعبية في مصر الاثنين.وأعلن مهدي علي خاني صدر المسؤول الكبير في المكتب السياسي لوزارة الداخلية “إن هؤلاء يدركون تماما الطبيعة غير القانونية لهذا الطلب.. يعرفون أنهم لن يحصلوا على الإذن لأعمال شغب”. واتهم صدر زعماء المعارضة بالنفاق قائلا “لقد دعم هؤلاء العام الماضي شعارات “لا لبنان ولا لغزة” واليوم يرفعون لافتة الدفاع عن مصر وتونس وتساءل المسؤول الأمني “كيف تسمح الحكومة لهؤلاء الذين يتلقون الدعم من أميركا وإسرائيل وقاموا بحرق البنوك وبنايات أخرى بإقامة تظاهرات؟”. وكان قائد في الحرس الثوري قد حذر قادة المعارضة من مغبة القيام بتظاهرات وقال “انه لن تكون هناك مسامحة أبدا مع من أسماهم زعماء الفتنة. من جانبه ، قال قائد كتائب البسيج الإيراني العميد محمد رضا نقدي “إن الدوائر الغربية الاستخبارية تسعى لإشعال ثورة احتجاجية في إيران على غرار تونس ومصر وأضاف”إنه وفي بداية الاضطرابات العام الماضي 12 يونيو 2009 تشبه البعض من المعارضة الإصلاحية بالثورة في إيران وأخذوا ينادون الله أكبر أملا في إسقاط النظام لكنهم فشلوا. واليوم فإنهم يتشبهون بثورة مصر لكننا لن نسمح لهم”. معتبرا “أن شباب مصر استلهموا من بسيج إيران وقاموا بتنظيم ثورتهم وأسقطوا نظام مبارك”. وكانت زوجة زعيم حزب الثقة الإصلاحي (فاطمة كروبي) قد أكدت أن الأجهزة الأمنية تواصل محاصرة منزل زوجها مهدي كروبي ومنع أبنائه من الاتصال به. وقالت لموقع (روز أونلاين: اليوم) الإصلاحي “إنه وفي إطار الحصار يجب على النظام أن يتعامل بلطف وأخلاق مع المحاصرين لكننا لم نر ذلك مع الشيخ مهدي كروبي الذي يعاني من وحشة الغربة في منزله فهو بعيد عن أفراد أسرته ولا يستطيع اللقاء بهم”. من جانبه، قال المعتقل الناشط عيسى سحر خيز من معتقله في سجن رجائي جنوب طهران إنه “مثلما شهدنا التغيير في مصر وتونس فإننا عازمون على تطبيق النموذج في إيران. وفي سياق الموقف الإيراني الرسمي من التطورات في مصر نظم رئيس وأعضاء مجلس الشورى مسيرة تضامنية صباح أمس ، دعما لانتفاضة الشعب المصري وسقوط حكم حسني مبارك وذلك في الشارع القريب من مبنى المجلس . وردد المشاركون في هذه المسيرة شعارات “الموت لأميركا والموت لإسرائيل” و “يا ايها المسلمون اتحدوا”. وقام رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني بتأدية صلاة الشكر لانتصار الشعب المصري. واتهم أميركا بحياكة المؤامرات من أجل مصادرة انتصار الشعب المصري”. وأمس الأول ، اتهم وزير الداخلية الإيراني جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد بإجبار مهربي المخدرات على بيع هذه المواد بأسعار مخفضة في إيران. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الحكومي عن مصطفى محمد نجار إن “تهريب الهيرويين وحشيشة الكيف في بلدنا مدرج على أجندة وكالة التجسس في النظام الصهيوني”. وأضاف أن معلومات حصلت عليها إيران تشير إلى أن الموساد “أمر المهربين ببيع هذه المخدرات بخمس سعرها” في إيران، موضحا أن الذين رفضوا واجهوا تهديدات. ولم يضف نجار أي تفاصيل. وقمعت إيران بقوة حركة الاحتجاج التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو 2009 مع مقتل العشرات واعتقال الآلاف وصدور أحكام قضائية قاسية بحق العديد منهم. وميليشيا الباسيج تضم مئات الآلاف من العناصر الناشطين المنضوين في الحرس الثوري، التي قامت بدور رئيسي في قمع المتظاهرين.