«أناسي للإنتاج الفني» بأبوظبي تتألق في سوق الفيلم الأوروبي
في إطار إستراتيجية تعتمد على تسويق الفيلم والترويج له بشكل يضمن انتشاره وحصوله على أكثر نسبة مشاهدة لدى الجمهور في الداخل والخارج، واعتمادا على رغبة حثيثة في التواصل مع قنوات إعلامية رسمية وأخرى خاصة من مختلف دول العالم، تشارك مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بأبوظبي في سوق الفيلم الأوروبي (EFM) وهو السوق الذي يحتضن أكثر من 4000 شركة ومؤسسة ويعتبر من أهم روافد صناعة الفيلم، وأحد الركائز الأساسية في الهيكل التنظيمي لمهرجان برلين الدولي والذي يعود تاريخه لاثنين وستين عاما.
يحظى سوق الفيلم الأوروبي، والذي يعتبر الأضخم والأكثر تنوعا وجاذبية في أوروبا، بإقبال كبير من قبل شركات البث التلفزيوني وجهات الإنتاج السينمائية والتي يفوز أغلبها برصيد وافر من الصفقات المربحة أثناء المهرجان بين العارضين والمشترين على السواء، ويشارك في الدورة الحالية للسوق أكثر من 90 دولة و7000 مؤسسة وهيئة و1500 مشتر دولي، مع ما يزيد على 1000 مُنتج سينمائي وتلفزيوني موزع على الأفلام التسجيلية والروائية، والبرامج الموجهة والأعمال التلفزيونية العامة والمتخصصة.
تسويق المنتج الإماراتي
وللتعرف على تفاصيل وأهداف مشاركة مؤسسة أناسي في هذا السوق السينمائي والتلفزيوني الضخم، التقت “الاتحاد” بمازن الخيرات مدير الإنتاج بالمؤسسة والذي التقيناه في منصة العرض المحتشدة بملصقات وكتيبات متعلقة بمهرجان “مزاينة الظفرة” بأبوظبي والمصورة بتقنية الأبعاد الثلاثية كي تنطق وتعبر عن روح الصحراء والحضور المتألق للتراث والذاكرة الشعبية في الإمارات.
ويقول مازن الخيرات إن مشاركة المؤسسة في هذا السوق العالمي المهم يترجم توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التعليم العالي بالإمارات ورئيس مؤسسة أناسي للإنتاج الفني، والتي تسعى لفتح آفاق جديدة وقنوات حيوية لعرض وتسويق المنتج الفيلمي الإماراتي، خصوصا فيما يتعلق بالأفلام الوثائقية التي تصور في الإمارات، والتي تخاطب جماليات المكان والتاريخ والإرث التي تحفل بها الدولة.
«نجوم الصحراء»
وأوضح الخيرات، أن هذه المشاركة هي الأولى لمؤسسة أناسي في سوق الفيلم الأوروبي الذي يقام سنويا ضمن برامج مهرجان برلين، حيث تتمثل المشاركة في عرض الأفلام التي نفذتها المؤسسة من أجل عرضها على قنوات البث العالمية وتعريف الهيئات الإعلامية بما تتضمنه هذه الأفلام من بحث ورصد للثقافة والتراث والآثار بدولة الإمارات.
وينوه الخيرات، إلى أن أحد أهم الأعمال التي تعرضها المؤسسة في السوق هو فيلم وثائقي بعنوان “نجوم الصحراء”، والذي نفذ بتقنية الأبعاد الثلاثية، ويستند الفيلم على فكرة ومقترح للشيخ ذياب بن سيف آل نهيان وتبلورت هذه الفكرة قبل عامين من أجل توثيق الجوانب التراثية المتعلقة بالإبل، والتي ترمز للهوية والانتماء، وتحقق الترويج السياحي في الدولة.
ويضيف: يتحدث الفيلم ــ وهو الأول من نوعه في الإمارات و الشرق الأوسط عن “الإبل”، من خلال مشاركتها في مهرجان “مزاينة الظفرة للإبل” الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مدينة زايد بالمنطقة الغربية.
وحول عمليات تصوير وتنفيذ الفيلم يوضح أنه تم استقدام فريق سينمائي كندي لتصوير أجواء مهرجان المزاينة بشكل احترافي متقن لإظهار جمال الإبل وقيمتها لدى أبناء البادية الإماراتية، وباعتبارها جزءا من الهوية الثقافية الإماراتية والخليجية بشكل عام إذ أنها رافقت أبناء الإمارات والجزيرة العربية على مدى قرون وما زالت تحظى بمكانة مهمة. بالإضافة إلى دور الفيلم في التعريف بالمهرجان وبالبادية الإماراتية، ومختلف مظاهر الحياة فيها، ومن ثم جذب السياح إلى المنطقة لزيارتها والتعرف على معالمها وإرثها الثقافي والتراثي، إذ يشكل المهرجان قيمة سياحية كبيرة ومهمة لأبوظبي.
اكتشافات أثرية
وعن زمن ومحتوى الفيلم يقول الخيرات: مدة الفيلم 35 دقيقة ويرصد أهم فعاليات المهرجان الذي يقام على عشرات الكيلومترات المربعة من صحراء المنطقة الغربية، وتقدر جوائزه في مختلف مسابقاته بحوالى 35 مليون درهم ومن أبرز ما تناوله الفيلم، طرق مشاركة مربي الإبل في المهرجان، والذي يستقطب العشرات من ملاك الإبل ممن يشاركون بنحو 20 ألف ناقة في فئات وأشواط المسابقات، والتحضيرات التي تمر بها الإبل بالإضافة إلى تصوير أجنحة وفعاليات القرية التراثية وسوق الصناعات التقليدية وإجراءات تحكيم مزاينة الإبل، وشارع المليون الذي يستضيف سنوياً الآلاف من ملاك الإبل القادمين من شتى أنحاء الجزيرة العربية.
وعن الأعمال الأخرى التي عرضتها “أناسي” في سوق الفيلم الأوروبي، يشير الخيرات إلى فيلم أنتجته المؤسسة بعنوان “وطن التاريخ، أم المستقبل” ويتناول أهم الاكتشافات الأثرية والجهود المتعلقة بالنشاط الآثاري في إمارات الدولة السبع، ويرصد الفيلم متاحف الآثار المختلفة ومواقع التنقيب ويترجم القيمة التاريخية والإنسانية والثقافية، لهذه الآثار التي تعود إلى آلاف السنين، وتعبر عن مظاهر الحياة وأنماط البيئة والمناخ وصراع الإنسان مع الطبيعة في تلك العهود السحيقة.
تشجيع المواهب الشابة
يقول مازن الخيرات، عن خطط وأهداف مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي، ومدى حضورها وتفاعلها مع تطور البنية السينمائية في الإمارات، إن مؤسسة أناسي شريك فاعل في هذا التطور، فهي متخصصة في إنتاج ودعم ورعاية الأفلام الوثائقية، وخصصت مسابقة نوعية لهذه الأفلام التي تنافست من خلالها أعمال تسجيلية أنتجت في الإمارات وفي دول العالم المختلفة. ويضيف: تسعى المؤسسة أيضا إلى الترويج لقيمة الفيلم الوثائقي وتأثيره الثقافي خصوصا في الإمارات والوطن العربي، حيث يفتقد هذا الفيلم في بلداننا للدعم والترويج وقلة المشتغلين به، لذا تعمل المؤسسة وبشكل حثيث على دعم وتشجيع المواهب السينمائية الشابة المحبة والشغوفة بالنمط الوثائقي، من خلال الورش والدورات التدريبية التي استقدمنا فيها خبراء ومخرجين متخصصين في هذا النمط الخاص والمهم في عالم السينما.
المصدر: برلين