عندما يترك ''نجم سوبر'' نفسه فريسة للسهر حتى الصباح وقضاء الليالي الحمراء في صالات الديسكو والملاهي الليلية، فلابد ان يتوقع له الجميع النهاية الحتمية، أو على الأقل يتنبأ له الكثيرون بداية النهاية سواء استمر مع ناديه الشهير الذي يلعب له أو في أي ناد آخر شهير ايضا ينتقل اليه·· هذا هو حال نجم السامبا الموهوب رونالدينهو لاعب برشلونة الاسباني والذي كانت آخر مرة يرتدي فيها قميص ناديه يوم 9 مارس الماضي في ملعب كامب نو أمام فريق فياريال والتي خسر فيها البارسا 1/،2 ومن وقتها وهو بعيد عن المباريات الرسمية بسبب عدم اكتمال لياقته البدنية وزيادة وزنه بشكل ملحوظ من جراء السهر والعربدة ومصاحبة الفتيات الجميلات· وكانت نتيجة ذلك ان توترت العلاقات في الآونة الأخيرة بين اللاعب وناديه لدرجة أصبح معها من الطبيعي ان يتبادل الطرفان الاتهامات والانتقادات يوميا الى الحد الذي يستحيل معه استمرارهما معا، نظرا لحدوث شرخ عميق في العلاقة بينهما، ويؤكد ذلك ابتعاد النجم البرازيلي عن تدريبات الفريق الجماعية، منذ ما يقرب من الشهر بحجج مختلفة، وشاهد مباراة فريقه أمام بيتيس في الاسبوع الثلاثين للدوري الاسباني، وهو جالس أمام شاشة التلفزيون في منزله، كما لم يدرج في قائمة فريقه في مباراة شالكه الالماني في دور الثمانية لدوري الابطال الاوروبي· ويعتبر المدير الفني الهولندي فرنك ريكارد مدرب الفريق هو أكثر المدافعين عن رونالدينهو وكثيرا ما يلتمس له الاعذار ويبرر بعض تصرفاته، ولكن ادارة البارسا ممثلة في تكسيكي بيجيريستين السكرتير الفني للنادي فاض كيلها وقالت على لسان هذا الأخير: لابد ان يكف رونالدينهو عن عناده، وعليه ان يقنعنا بالتزامه وانضباطه، وسوف نبحث حالته في نهاية الموسم، وما اذا كان سيستمر أم سيرحل وسنتخذ على أية حال القرار المناسب· نموذج سيئ لزملائه والحقيقة ان تلك هي المرة الأولى - والكلام على لسان صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية - التي يصرح فيها أحد مسؤولي النادي الكاتالوني بمثل هذا الكلام الذي يشير الى ان باب برشلونة بات مفتوحا امام رونالدينهو للرحيل وان احدا لن يتمسك به هناك· ولأن بداية تراجع رونالدينهو تعود الى الموسم الماضي الذي كان فيه سيئا في اغلب الأوقات، فإن ادارة النادي تأخذ على رونالدينهو انه لم يف بوعده في نهاية الموسم الماضي عندما قال انه سيكون نعم القائد للفريق وانه سيبذل اقصى ما عنده للعودة ببرشلونة الى مستواه العالي ولكنه للأسف الشديد لم ينفذ شيئا من ذلك وبات نموذجا سيئا لزملائه نظرا لعدم حرصه على حضور التدريبات، ومما زاد الأمور سوءاً ان مغامراته الطائشة في صالات الديسكو والنوادي الليلية وسهراته الحمراء قد أصابت خوان لابورتا رئيس النادي وزملائه اللاعبين بجرح غائر لم يندمل·· وكان أكثر المتشددين تجاه رونالدينهو وتصرفاته وأفعاله، النجم الهولندي القديم يوهان كرويف المستشار الخاص لرئيس نادي برشلونة، والذي لم يكن في يوم من الأيام لطيفا مع رونالدينهو، ولهذا فإنه لم يترك الفرصة تفوته وصرح لتلفزيون النادي بقوله: ان اللاعبين الكبار يجب ان تظهر معادنهم في اللحظات المهمة ولابد ان يلبوا النداء ويستجيبوا لإدارة ناديهم وان يكونوا على مستوى المسؤولية· التطبيع مستحيل وعلى أية حال فإن أحداً في برشلونة لم يعد يتصور امكانية ''تطبيع العلاقات'' بين اللاعب والنادي نظرا لتدهورها الشديد، الأمر الذي ينذر بأن ارهاصات ما حدث خلال الفترة الماضية هي بداية النهاية فعلا وحدوث ''الطلاق'' أو ''الانفصال'' بعد سنوات من ''العسل''، وهذا ما أكده ايضا شارلي ركساش المهاجم السابق بالفريق والمدرب الحالي في برشلونة إذ قال: لقد ساءت الأمور الى حد كبير واذا كنت قد راهنت من قبل على امكانية انصلاح الحال بين رونالدينهو والنادي، فاليوم اقول ان ذلك شبه مستحيل· وحتى لا تبدو الصورة من جانب واحد حرصت صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية على الاستماع إلى رواية روبرتو دي أسيس شقيق رونالدينهو ووكيل أعماله والذي هدد بفسخ عقد رونالدينهو من جانب واحد استناداً الى لوائح الفيفا وتحديدا المادة ،17 وقال: هذه المادة تسمح لنا باسترداد حقوقنا والرحيل إلى أي ناد آخر، والعملية كلها لن تكلفنا سوى 16 مليون يورو· صفقة ناجحة ومن جانبها أخذت الجماهير العاشقة للبارسا على رئيس النادي لابورتا والمدير الفني فرنك ريكارد انهما تصرفا مع رونالدينهو بطريقة الشقيق الأكبر، وليس كرئيس أو مسؤول أعلى حازم· ويبقى ان نعرف ان خوان لابورتا رئيس برشلونة كان قد اشترى النجم البرازيلي رونالدينهو من نادي باريس سان جرمان الفرنسي في عام 2003 مقابل 30 مليون يورو، وقد كانت صفقة ناجحة للغاية وتمت تغطيتها بأضعاف قيمتها لأن رونالدينهو أسهم مع البارسا في الحصول على لقبين للدوري الاسباني عامي 2005 و،2006 والفوز ايضا بدوري الأبطال الأوروبي عام ،2005 وهو ما ادخل خزينة النادي مبالغ طائلة، كما استفاد برشلونة من وجود رونالدينهو في صفوف الفريق، حيث وقع النادي عقدين خرافيين الأول مع التلفزيون ويدر على النادي اعتبارا من الموسم القادم 170 مليون يورو سنويا حتى عام ،2013 والعقد الثاني مع شركة ''نايك'' للملابس الرياضية مقابل 30 مليون يورو سنويا حتى عام 2013 ايضا· وتساءلت صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية عما اذا كان من الممكن إعادة المياه إلى مجاريها بين نجم بورتو اليجري الشهير رونالدينهو وناديه البارسا الإسباني، أم ان تلك هي نهاية مرحلة أو حقبة أو عصر، أو ربما نهاية أخيرة للاعب استثنائي لم يستطع أي مدافع في الدوري الإسباني ''اللجا'' ان يوقفه أو يحد من خطورته، ولاسيما ان دونجا المدير الفني لمنتخب البرازيل لم يستدعه الى صفوف المنتخب منذ فترة، وهو الأمر الذي جعل الصحيفة تتساءل مرة اخرى قائلة: هل ''محرك'' أو ''موتور'' رونالدينيو ''احترق''؟! الجدير بالذكر ان رونالدينهو يبلغ حاليا من العمر 28 سنة ويحصل على أكبر راتب شهري يحصل عليه لاعب كرة قدم في اسبانيا بل وفي العالم وهو مليون يورو شهريا، وعقده مع برشلونة ينتهي رسميا عام ·2010