كابول (وكالات)

قالت حركة «طالبان» الأفغانية إن خطة الرئيس الأفغاني أشرف غني، للإفراج المشروط عن سجنائها، تنتهك الاتفاق الذي أبرمته مع الولايات المتحدة، وإنها لن تجري محادثات مع الحكومة قبل الإفراج عن جميع السجناء البالغ عددهم 5 آلاف، يأتي ذلك فيما وصف المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، وتيرة العنف الحالية من قبل «طالبان» بأنها كبيرة للغاية، معرباً عن أمله في أن تلتزم الحركة بتقليص العنف.
ومهد الاتفاق المبرم في 29 فبراير الماضي، بين «طالبان» وواشنطن، الطريق أمام انسحاب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، بعد أكثر من 18 عاماً من الحرب، لكن ينبغي التفاوض بشأن السلام بين الحركة والحكومة.
وتعهدت «طالبان» ببدء محادثات مع الحكومة في إطار الاتفاق، لكنها تقول إن إفراج الحكومة عن سجنائها البالغ عددهم 5 آلاف، كان أيضاً جزءاً من الاتفاق، وإنها لن تدخل في محادثات قبل الإفراج عنهم جميعاً.
وقال المتحدث باسم «طالبان» سهيل شاهين: «لم نوافق قط على أي إفراج مشروط عن السجناء، إذا زعم أحد ذلك، فإنه سيكون ضد اتفاق السلام الذي وقعناه في 29 فبراير الماضي».
وأهم عناصر اتفاق الانسحاب الأميركي هو تعهد «طالبان» بأنها لن تدع الإرهابيين يستغلون أفغانستان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها، وسيسمح الاتفاق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتنفيذ تعهده بإنهاء الحرب وإعادة كل القوات إلى الوطن في غضون 14 شهراً.
وقال شاهين: «وضح اتفاق السلام على النحو المناسب، أنه سيجري الإفراج عن أول 5 آلاف سجين، وبعد ذلك سيبدأ الحوار الأفغاني».
ومن جهته، قال مسؤول كبير بالحكومة الأفغانية إن موقف الحكومة الذي حدده غني لن يتغير، وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه: «لن يكون عملياً بالنسبة لنا أن نفرج عن الـ 5 آلاف كلهم دفعة واحدة، في غياب التزام من جانب «طالبان» بإجراء محادثات مباشرة والحد كثيراً من العنف.
وأشار إلى أن قرار الحكومة الإفراج عن 1500 سجين، بادرة لحسن النوايا وعلى «طالبان» الرد بالمثل.
هذا، وأعلن مسؤولون أفغانيون أمس، أن الرئيس الأفغاني أشرف غني وقع مرسوماً لتسهيل إخلاء سبيل عناصر حركة «طالبان». وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، في تصريح صحفي: «لقد وقع الرئيس غني المرسوم الذي من شأنه تسهيل إطلاق سراح سجناء طالبان لبدء المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية». وأضاف أنه «وفقاً للمرسوم، سيتم إطلاق سراح 1500 عنصر من طالبان، اعتباراً من 14 مارس الجاري».
بدوره، وصف المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، وتيرة العنف الحالية من قبل «طالبان» بأنها كبيرة للغاية، فيما أعرب عن أمله في أن تلتزم الحركة بتقليص العنف، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس.