تقوم أحدث الثلاجات التي انتجتها “باناسونيك”، بالإضافة إلى حفظ الأطعمة وصناعة الثلج، بعملية مسح من خلال حساسات ضوئية لمطابخ مالكيها أثناء ساعات الليل المتأخرة للتأكد من حجم الأغذية الموجودة ثم توليد ما يلزم لها من تبريد بهدف توفير استهلاك الكهرباء. وتعتبر الثلاجات الذكية واحدة من طرق عديدة تسعى من خلالها شركة “باناسونيك” إلى تحويل طاقتها إلى “خضراء”. وفي ذات المصنع الذي يقوم بصناعة هذا النوع من الثلاجات، يعكف العاملون على تركيب دوائر كهربائية في خلايا وقود الهيدروجين المعدة للاستخدامات المنزلية في اليابان. وتعمل هذه الثلاجات عن طريق تسخين الماء لتوليد الكهرباء بأقل انبعاثات لثاني أكسيد الكربون. وبأسعارها البالغة نحو 2,5 مليون ين (30,000 دولار) للواحدة قبل الدعم الحكومي، فيمكن القول إن تكلفتها باهظة جداً. لكن تقول الشركة المصنعة من الممكن توفير ما بين 50,000 إلى 60,000 ين سنوياً من استهلاك الكهرباء بالإضافة إلى المساعدة في تخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري. وتحدو توشيكي شيميزو نائب المدير التنفيذي للشركة، آمال كبيرة في هذا المشروع الذي لا يزال قيد الاختبار. ويذكر أن “باناسونيك” باعت نحو 5,000 وحدة من أنظمة خلايا الوقود المستخدمة في المساكن وذلك منذ العام 2009. وتخطط الشركة خلال السنوات القليلة القادمة إلى توسيع نشاطها لتوزيع ما يقارب نسبة الثلاجات العادية ومكيفات الهواء والأجهزة المنزلية الأخرى. وتمثل خلايا الوقود والثلاجات الذكية تحول إستراتيجي هام في تبني شركات التقنية اليابانية للتقنيات “الخضراء”. ويعزى هذا التحول نسبياً إلى الضرورة في الوقت الذي تغري فيه الشركات الكورية الجنوبية والتايوانية والصينية بتكلفتها المنخفضة، العملاء للابتعاد عن الشركات اليابانية ذات المنتجات الغالية من التلفزيونات والثلاجات وغيرها. لكن تستغل الشركات اليابانية فرصة ارتفاع أسعار الطاقة وقوانين التلوث الصارمة التي ربما تدفع في المستقبل بعجلة الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة. وأعدت الحكومة اليابانية القطاع كواحد من خمس مناطق للنمو الإستراتيجي الذي تأمل في أن يوفر نحو 2.6 مليون وظيفة وإضافة ما يقارب 149,000 مليار ين للإنتاج الصناعي بحلول العام 2020. وتخطط “باناسونيك” لزيادة عائداتها من الطاقة “الخضراء” لأكثر من ثلاث أضعاف إلى 3,000 مليار ين بحلول العام 2018. وتحذو العديد من الشركات الآن، حذوها في اعتماد الطاقة النظيفة. وبدأت بالفعل كل من “نيسان” و “ميتسوبيشي” للسيارات، في بيع سيارات تعمل ببطاريات الكهرباء لتكوّن بذلك سوقاً من السيارات التي تقوم على خفض الانبعاثات الكربونية، يسبقها في ذلك شركة “تويوتا” بسيارتها “بريوس” الهجين المعروفة بدمجها بين استخدام البنزين والكهرباء. كما توسع كل من شركتي “شارب” و “كايوسيرا” من إنتاج الألواح الشمسية، بينما برزت “سوني” التي كادت أن تعلن إفلاسها في السنوات القليلة الماضية، كأكبر منتج للبطاريات القابلة للشحن في العالم. وفي العموم، هناك 3 من كل 10 شركات صناعية يابانية، تسعى للدخول في سوق التقنية النظيفة أو تزيد من وجودها فيه، وذلك حسب التقرير الوارد عن وزارة الصناعة. ويعتبر الرهان على التقنية “الخضراء” ليس مضموناً، حيث يتساءل بعض المحللين ما إذا كانت العائدات تضاهي تلك العائدات التي تمت خسارتها في قطاع الالكترونيات الاستهلاكية. ويعتمد معظم قطاع التقنية “الخضراء” على الدعم مما يجعل عنصر المخاطرة فيه كبيرا جداً، بينما لفتت الديون الحكومية الكبيرة أنظار مخططي الميزانية بعيداً عن قضية التغير المناخي، إلى المخاطر المرتبطة بحدوث ثورة شعبية في سوق السندات. كما أن اليابان ليست هي البلد الوحيد الذي يستهدف سوق التقنية “الخضراء”، حيث تجاوز إنتاج الصين من الألواح الشمسية إنتاج اليابان، وذلك منذ أن تعهدت الصين بتبني هذه التقنية قبل نصف عقد من الزمان. وتستثمر الصين أيضاً وبقوة في طاقة الرياح، بالإضافة إلى تشجيع شركات صناعة السيارات على تطوير سياراتها الكهربائية الخاصة بها. ومع ذلك، يراهن مديرو الشركات اليابانية على أنه وبما أن العديد من التقنيات “الخضراء” لا تزال في أطوارها الأولية، فللشركات اليابانية أفضلية أنها تملك مساحة واسعة من التطوير في المواد والتصاميم والتصنيع، والتي عادة ما يبدع فيها اليابانيون. ويقول توشيهيكو أوموتو نائب مدير التقنية في “نيتو دينكو” لصناعة المرشحات “الفلاتر” و مواد اللصق والأفلام الضوئية “إذا نظرنا إلى الألواح الشمسية مثلاً، فإننا نجد أن معدل تحويل الطاقة ما زال ضعيفاً”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب