لمن تبتسم جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم الليلة؟
من هو أفضل لاعب كرة في العالم لعام 2008؟، سؤال يتردد على ألسنة عشاق الساحرة المستديرة منذ أشهر، وسوف يأتي الخبر اليقين من دار الأوبرا بمدينة زيوريخ السويسرية مساء اليوم حينما يتم الإعلان عن هوية النجم الذي سيتربع على عرش الكرة العالمية لعام كامل،·
وكالعادة لا يوجد إجماع مطلق من جانب الجماهير على أفضلية هذا النجم أو ذاك، والتاريخ يقول إن مجالات الإبداع مثل كرة القدم لا تعرف الإجماع على تفوق لاعب ما، وغالباً تتمرد الاختيارات على الأسس الموضوعية، ويظل الجدل لأيام وأسابيع عقب الإعلان عن النتائج·
وفي الموسم الماضي لم يكن هناك قبول جماهيري تام لحصول كاكا على اللقب، ورأى عدد كبير أن كريستيانو رونالدو جدير بالجائزة، وسوف يتجدد الجدل مرة أخرى في النسخة الحالية بين أنصار كريستيانو وعشاق ميسي·
ووفقاً للاستفتاء الجماهيري على موقع الفيفا، يتفوق ميسي على الجميع بحصوله على 49% من الأصوات، وفي المركز الثاني كريستيانو رونالدو الحاصل على 33% من الأصوات، وكاكا 9%، فضلاً عن حصول كل من توريس وتشابي على نسب تتراوح بين 5 و 2% فقط، ولكن لا علاقة لجائزة الفيفا بالاستفتاء الجماهيري، فالاختيارات تتم بطريقة أخرى ·
وفرضت جائزة أفضل لاعب في العالم 2008 والتي ينظمها ''الفيفا'' أن يكون كريستيانو رونالدو الملقب بـ ''سي أر ''7 نسبة إلى الحروف الأولى من اسمه ورقم قميصه في مواجهة ليونيل ميسي الملقب بـ ''ميسيدونا'' نسبة إلى المزيج الرائع من ميسي ومارادونا، وهو الصراع الملتهب للحصول على أهم لقب شخصي في عالم كرة القدم من أهم جهة كروية رسمية في العالم، وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم·
ويترقب الصراع الثنائي من بعيد النجم البرازيلي كاكا المتوج باللقب في نسخته الماضية، فضلاً عن توريس وتشابي نجما الكرة الإسبانية وصاحبي الدور الأبرز في تتويج إسبانبا بلقب يورو ،2008 كما أنهما برزا مع ليفربول وبرشلونة خلال العام الماضي بشكل نال اعجاب الأوساط الكروية الأوروبية·
كريستيانو رونالدو
قليل من اللاعبين في العالم حالياً تجمع عليهم الآراء مثل كريستيانو رونالدو الذي قال عنه خبراء الكرة الأوروبية إن حركاته التمثيلية ومشاكساته كانت السبب المباشر في اعاقته عن صدارة المشهد الكروي العالمي خلال السنوات الأخيرة·
وربما لم يتوقع عامل الصيانة في أحد الأندية البرتغالية الصغيرة لابنه الصغير الذي برز اسمه في النادي قبل أن يتجاوز عامه الثامن أن يكون أفضل لاعب في العالم، ولكن هذا ما حدث بعد سنوات للنجم البرتغالي ابن جزيرة مادريرا الذي برز بقوة في سماء الكرة البرتغالية قبل أن تلقطه عيون الخبير فيرجسون، فكريستيانو يتميز بالسرعة الفائقة والقوة والمهارات الفردية وصناعة الفرص الخطيرة والتسديدات القوية وتسجيل الأهداف، وهي المهارات التي منحته كل هذا التفوق خلال العام الماضي، وفرض نفسه على الجميع أوروبياً (دوري الأبطال) وإنجليزياً (الدوري الإنجليزي) وعالمياً (كأس العالم للأندية)·
والتحق رونالدو بمانشستر يونايتد في الوقت الذي رحل فيه بيكهام، ولكنه لم يكن البديل المناسب بمقاييس تلك الفترة وظروفها· و كان بيكهام صاحب شعبية طاغية، ورونالدو كانت له ألاعيب بهلوانية وهي السمة الأولى التي عرفها الجميع عنه، لكن تراجع ميله إلى الاستعراض تدريجيا مع مرور السنوات في أولد ترافورد وقدرته على تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، ونضوج شخصيته، كلها عوامل جعلته معشوق الجماهير، فقد أحرز 42 هدفاً الموسم الماضي كانت من أهم الأسباب في التفوق الكاسح للشياطين الحمر على كافة المستويات، وتاريخياً شارك مع الفريق منذ عام 2003 في 180 مباراة سجل خلالها 75 هدفاً·
وأصبح الفتى البرتغالي موضع مقارنة مع أسطورة المان جورج بست، ورغم ذلك كان ملف انتقاله إلى الريال وما صاحبه من ضجة إعلامية متواصله منذ الصيف الماضي سبب في غضب قطاع من تلك الجماهير عليه· وعلى المستوى الدولى انتزع النجم البرتغالي شارة قيادة منتخب بلاده في عام 2008 على الرغم من عدم تجاوزه 23 عاماً، ولكنه شارك مع البرتغال في 61 مباراة دولية محرزاً 21 هدفاً·
ليونيل ميسي
ميسي أو ''ميسيدونا'' كما يطلقون عليه هو الإنتاج الأرجنتيني الأقرب للأسطورة مارادونا، وتصاعدت موجة الآراء التي تقارن بينهما على إثر الهدف التاريخي الذي أحرزه ميسي في أبريل 2007 في مرمى خيتافي ضمن بطولة كأس إسبانيا، وهو الهدف الذي يكاد يتطابق مع هدف مارادونا في مرمى إنجلترا في كأس العالم ،1986 حينما حصل على الكرة من منتصف الملعب وراوغ كل من قابله حتى أحرز الهدف·
والتحق ''ليونيل ميسي'' ببرشلونة عام 2000 مقابل الحصول على تكاليف العلاج من نقص هرمونات النمو (1500 دولار شهرياً)، وهي التكاليف التي لم يستطع ناديه الأرجنتيني (نيو أولد بويز) أو عائلته تحملها، ولعب لفريق برشلونة الأول قبل أن يتم عامه الـ ،16 ومنذ ذلك الوقت شارك في أكثر من 90 مباراة مسجلاً 45 هدفاً، وكانت بدايته مع منتخب الأرجنتين ضد منتخب المجر 2005 (16 عاماً) وهو نفس السيناريو الذي حدث للأسطورة مارادونا·
وشارك ميسي مع منتخب التانجو في 33 مباراة مسجلا 10 أهداف، وفي 2008 برز ميسي بمهاراته اللافتة والأهداف الرائعة التي سجلها لفريق برشلونة في مختلف البطولات، وكان الإنجاز الأبرز له الحصول على ذهبية أولمبياد بكين 2008 ·
قالوا عن ميسي
مارادونا: ميسي يمثل مستقبل الأرجنتين، أرى نفسي فيه وهو بلا شك الأفضل في العالم·
رونالدينيو: ميسي يتحرك كالبرق في الملعب فيحبس الأنفاس بسرعته، لا توجد موهبة مثله·
بكنباور: إن الإشعاع الذي يخرج من قدميه يمكن أن يسعد أي شخص في العالم·
سكولاري: من المستحيلات التي وددت فعلها تحويل ميسي من الأرجنتين إلى البرازيل·
كرويف: من حسن حظي أن ميسي لم يكن موجودا في الزمن الذي كنت فيه لاعبا، وإلا لم يعرفني أحد·
بيليه: مع تعصبي الشديد لمنتخب البرازيل لكني أحب مشاهدة أرجنتيني واحد وهو ميسي·
زين الدين زيدان: ميسي هو متعة كرة القدم في هذا الوقت وسوف يكون الأفضل لسنوات عدة·
فرانك رايكارد: من الجميل أن تكون مدربا لفريق برشلونة ومن الرائع أن يكون ميسي يلعب لفريقك·
فرناندو توريس
في عام 2007 جاءت نقطة التحول الكبير في مشوار النجم الإسباني فرناندو توريس الذي انتقل من صفوف اتليتكو مدريد إلى ليفربول مقابل 20 مليون جنيه استرليني، فقد تمكن من شد أنظار الجميع بقوة في موسمه الأول الذي سجل خلاله عددا قياسيا من الأهداف للاعب أجنبي يخوض أول مواسمه في الدوري الإنجليزي برصيد 24 هدفا·
ويتميز ''النينو'' كما معروف في إسبانيا أي ''الطفل'' بالسرعة والقوة والقتال على الكرة، ويجيد التسديد المحكم وضربات الرأس، ولا يفتقد لمهارات الاحتفاظ بالكرة والتمرير المتقن، ومنذ انتقاله لليفربول شارك في حوالي 42 مباراة سجل خلالها 30 هدفا·
وفي صيف 2008 كانت الطفرة الثانية في حياة توريس الذي تألق وأبدع وواصل صعوده في سماء النجومية وسط كوكبة من نجوم الكرة الأوروبية في يورو ،2008 وهي البطولة التي تمكن خلالها وبالتعاون مع كتيبة المهارات الإسبانية من تأمين لقب البطولة لمنتخب بلاده، وسجل اللاعب الشاب عددا مؤثرا من الأهداف لعل أهمها الهدف الذي أحرزه في النهائي أمام المنتخب الألماني لينتزع به اللقب الأوروبي الذي انتظره الإسبان طويلاً، وعلى الرغم من عدم تجاوزه 24 عاماً فقد شارك توريس مع المنتخب الإسباني في 58 مباراة سجل خلالها 20 هدفا وهي نسبة رائعة للاعب شاب·
تشافي هيرنانديز
حينما تحصل على لقب أفضل لاعب في كأس أمم أوروبا، ربما لن تكون مفاجأة إذا حصلت على لقب أفضل لاعب في العالم في نفس العام، فقد حصل تشابي على لقب يورو 2008 مع إسبانيا صيف العام الماضي، وتصدر المشهد الكبير بقيادته للإسبان لتحقيق اللقب·
وكان نجم فريق برشلونة البالغ من العمر 28 عاماً يعزف لحن الإبداع في منتصف الملعب بتمريراته الحريرية، وتحكمه في نسق المباريات وإيقاع اللعب كيفما شاء، وحينما يتطلب الأمر تقدمه لإحراز الأهداف كان يفعل، وربما كان تشافي مفاجأة للكثير من عشاق الكرة العالمية بظهوره بهذا المستوى المميز مع منتخب بلاده، ولكن التعثر الإسباني الدائم في البطولات السابقة كان له أثر كبير في عدم ظهوره بهذا الشكل المميز·
وشارك تشافي مع منتخب بلاده في 70 مباراة دولية، وعلى مستوى فريق برشلونة فهو من علامات الفريق البارزة، ويلعب له منذ أن كان يبلغ من العمر 11 عاماً فقط، وشارك مع الفريق الأول في 300 مباراة سجل خلالها 30 هدفا تقريباً، وحصل على الدوري الإسباني 3 مرات، ودوري الأبطال الأوروبي مرة واحدة وكأس السوبر الإسباني في مناسبتين·
وحصل مع منتخب إسبانيا للشباب على كأس العالم 1999 وميدالية فضية في أولمبياد سيدني، فضلاً عن لقب أمم أوروبا ،2008 وعلى المستوى الشخصي نال لقب أفضل لاعب في الدوري الإسباني موسم 2004 / 2005 ، ثم لقب أفضل لاعب في يورو ·2008
كاكا
حصل النجم البرازيلي كاكا على لقب أفضل لاعب في العالم بجدارة الموسم الماضي، كما حصل على الكرة الذهبية من مجلة الفرانس فوتبول، وكان موسم 2007 أفضل مواسمه على الإطلاق، وتألق في دوري الأبطال الأوروبي الذي حصل الميلان على نسخته قبل الماضية بفضل أداء كاكا، لكن عام 2008 شهد الكثير من الإصابات للاعب البرازيلي، فضلاً عن أنه لم يحقق نجاحات ملموسة مع الميلان المتعثر اوروبياً ومحلياً، فقد فشل في الحفاظ على لقبه الأوروبي، كما استمرت السيطرة للإنتر على لقب الدوري، مما يجعل البعض يتوقع تراجعا كبيرا لكاكا في سباق الفيفا للحصول على لقب أفضل لاعب ·2008
ومن المؤشرات التي يأخذها البعض على تراجع مستوى كاكا أن الريال تراجع في رغبته القوية بضم اللاعب، وكان رامون كالديرون يحلم بالحصول على خدمات كاكا في المواسم الماضية إلى الحد الذي دفعه إلى إطلاق قوله التاريخي الشهير: ''إذا فشلت في الحصول على كاكا فسوف يكتبون فوق قبري هنا يرقد الرجل الذي عجز عن جلب كاكا للريال''·
ولعب كاكا 175 مباراة منذ 2003 أحرز خلالها 62 هدفاً، وشارك منتخب بلاده في 62 مباراة دولية محرزاً 23 هدفًا، وحصل معه على كأس العالم 2002 وكأس القارات ،2005 وحصل مع الميلان على لقب محلي للدوري الإيطالي 2004 ودوري الأبطال الأوروبي 2007 وكأس العالم للأندية 2007 وكأس السوبر الأوربي 2003 و 2007.
كيف يتم الاختيار؟
لا توجد مقاييس معقدة لاختيار أفضل لاعب في العالم ويعتمد الاختيار على التصويت من قبل مدربي وقائدي منتخبات كرة القدم حول العالم (208 مدربين و 208 قائدة فرق)، وهناك 208 دولة تتمع بعضوية الفيفا، وللتصويت نظام خاص، حيث يكون لدى كل مدرب 3 أصوات يمنحها لثلاثة لاعبين، اللاعب الأول يأخذ 5 نقاط والثاني 3 نقاط والثالث نقطة واحدة، ولكي يحصل لاعب ما على لقب أفضل لاعب في العالم يجب أن يحصل على أكبر عدد من النقاط·
السجل التاريخي
بدأت جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم منذ 18 عاماً، وتمكن النجم الألماني لوثار ماتيوس من الحصول على اللقب في نسخته الأولى ،1991 والهولندي ماركو فان باستن ،1992 والإيطالي روبيرتو باجيو ،1993 والبرازيلي روماريو ،1994 ثم الليبيري جورج ويا ،1995 فالنجم البرازيلي رونالدو ،1996 وحصل عليها مرة أخرى ·1997
وحصل زين الدين زيدان على اللقب ،1998 والنجم البرازيلي ريفالدو ،1999 ليعود زيدان ويحصل عليها مرة أخرى ،2000 وتوج البرتغالي لويس فيجو باللقب ،2001 وعاد البرازيلي رنالدو ليقتنصه ،2002 وفي العام التالي حصل عليه زين الدين زيدان للمرة الثالثة قبل أن يحصل رونالدينيو على اللقب 2004 و،2005 وذهب اللقب 2006 إلى المدافع الإيطالي فابية كانافارو، وفي النسخة الأخيرة 2007 ابتسم لقب أفضل لاعب في العالم للبرازيلي كاكا·
الأكثر فوزاً
تشير الإحصائيات إلى أن النجم الفرنسي زين الدين زيدان في صدارة ترتيب الحاصلين على الجائزة، حيث حصل عليها 3 مرات، وحصل على المركز الثاني في مناسبتين، والمركز الثالث مرة واحدة، ويأتي النجم البرازيلي رونالدو في المركز الثاني لحصوله على اللقب 3 مرات، كما حصل على الوصافة مرة والمركز الثالث مرة واحدة أيضاً، ثم رونالدينيو الذي حصل على اللقب في مناسبتين كما حصل على المركز الثالث مرة واحدة·
وبالنسبة للدول فقد حصل نجوم البرازيل على اللقب 8 مرات، تليها فرنسا 3 مرات، وايطاليا في مناسبتين، تلتها في المركز الرابع كل من ألمانيا والبرتغال وهولندا وليبيريا بلقب واحد·
وعلى صعيد الأندية يأت نجوم برشلونة في الصدارة بـ 6 ألقاب، وريال مدريد 4 ألقاب، واليوفنتوس 4 ألقاب والميلان والإنتر 3 ألقاب لكل منهما، وباريس سان جيرمان وايندهوفن بلقب لكل منهما، وحصل نجوم الأرسنال والمان يونايتد على مركز الوصافة أو المركز الثالث في أكثر من مناسبة، ولكن لم يسبق للاعب ينتمي لأي فريق إنجليزي أن حصل على اللقب من قبل·
المصدر: دبي