حسن الورفلي (بنغازي- القاهرة)

يسعى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى إبرام تحالفات استراتيجية وأمنية مع الدول الأوروبية خلال زيارته إلى ألمانيا وفرنسا، وتعزيز التنسيق المشترك حول ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في البلاد.
وفي إطار جولته الأوروبية، التقى حفتر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، لبحث عدد من الملفات على الساحة الليبية وفي مقدمتها هدنة وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، وفرص الحل السياسي للأزمة.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبرت بأن ميركل شددت خلال اجتماعها مع حفتر على «أنه لا يمكن حل هذا النزاع عسكرياً، وأنه لهذا السبب يعد من الضروري تطبيق هدنة وتحقيق أوجه تقدم في العملية السياسية وفقاً لقرارات مؤتمر برلين».
يذكر أن الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية اجتمعت في برلين في 19 يناير الماضي من أجل تعزيز الهدنة التي كان متفقاً عليها من قبل في ليبيا والاتفاق على تنفيذ متسق لحظر بيع الأسلحة لليبيا. ولكن بعد ذلك حدثت انتهاكات متكررة.
بدوره قال السياسي والحقوقي الليبي محمد جبريل اللافي إن زيارة حفتر إلى أوروبا هي لتوطيد وتوثيق مجالات التعاون، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية تسعى للتحالف مع القيادة العامة للجيش الوطني الليبي فيما يخص ملفات الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. وأكد اللافي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن القائد العام للجيش الليبي أثبت جدارته في مكافحة الإرهاب بشمال أفريقيا بشكل كامل، مشيراً إلى أن حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج فشلت ولم تتمكن من إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة، موضحاً أن أزمة ليبيا بالأساس أمنية وليست سياسية.
إلى ذلك، أشار الأكاديمي الليبي باهر العوكلي إلى أن الجولة الأوروبية التي يقوم بها حفتر في بعض العواصم الأوروبية تأتي ضمن عمل تكتيكي واستراتيجي واضح تقوم به المؤسسة العسكرية والتي تبني من خلالها علاقات دولية متينة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض الدول الكبرى لتوضيح موقفها الداعي للتعاون مع الجيش الذي سطر ملحمة كبرى في تحرير ما تزيد نسبته عن 97.5% من الأراضي الليبية التي كانت نهباً للفوضي ومرتعاً خصباً للمليشيات والمجموعات الإرهابية المسلحة.