هدى جاسم (بغداد)

تواصل الكتل السياسية العراقية مباحثاتها وطرح مقترحاتها للتوصل إلى مرشح غير جدلي بإمكانه تولي منصب رئاسة الوزراء للمرحلة الانتقالية وصولاً إلى انتخابات مبكرة، فيما عادت المصادمات بين متظاهرين وقوات الأمن في عدد من مدن العراق وعمد المتظاهرون لقطع الطرق في البصرة والكوت وبابل.
وكشفت مصادر برلمانية رفيعة لـ«الاتحاد» عن وجود «فيتو سياسي» يمنع رئيسي الوزراء السابقين حيدر العبادي ونوري المالكي، من تولي منصب رئيس الوزراء في الظروف الراهنة.
وقالت المصادر إن «قوى سياسية حاولت أن تطرح اسمي العبادي والمالكي في اجتماعات عقدت خلال اليومين الماضيين لتولي منصب رئاسة الوزراء للمرحلة الانتقالية»، ولكن حسب المصادر جوبهت بإجماع على «فيتو سياسي» من أغلب الأطراف السياسية أبرزها تحالف «سائرون» على عدم تولي أي من رؤساء الحكومات العراقية بعد 2003 منصب رئاسة الوزراء مرة أخرى، لأسباب متعددة، أبرزها إرضاء المتظاهرين، أو لعدم قناعة تلك القوى بأداء أي منهم ولكل منهم أسبابه. ولم يتبق من المهلة الدستورية لرئيس الجمهورية برهم صالح سوى 6 أيام لتسمية مرشح لتولي رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة.
في الأثناء، أكد النائب عن «تحالف البناء» حسين عرب، أنه لغاية الآن لم يطرح أي اسم بشكل رسمي إلى رئيس الجمهورية برهم صالح.
وأضاف أن الكتل السياسية في طور المشاورات في ما يخص تداول الأسماء التي طرحت في السابق، ولم يتم التوصل إلى أية نتيجة حتى الآن.
وفي مؤشر قد يبدو تراجعاً عن الغياب الطوعي لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي ربما يعيده إلى واجهة تولي المهمة مرة أخرى بشكل مؤقت حتى موعد انتخابات تحدده الكتل السياسية، أعلن مكتب رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، عن ترؤس الأخير‏ اجتماعاً حكومياً جديداً.
وذكر بيان لمكتب عبد المهدي أن «خلية الأزمة عقدت اجتماعاً برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي، وجرى بحث شامل للإجراءات الوقائية والاحترازية والجهود التي تبذل لمواجهة فيروس كورونا ومنع تفشيه وآخر التطورات عن الإصابات وحالات الاستشفاء، وتنفيذ القرارات السابقة الصادرة عنها، والتعاون الجاري مع بقية دول العالم لتفادي هذا الخطر والاستفادة من التجارب الدولية ومواكبتها».
يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي أبلغ في الـ3 من الشهر الجاري رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ونائبيه وأعضاء مجلس النواب، عن لجوئه إلى الغياب الطوعي من منصبه، ودعا إلى حل البرلمان قبل 60 يوماً من تاريخ إجراء الانتخابات المبكرة التي اقترح أن يكون موعدها في الرابع من ديسمبر المقبل.
وفي ساحات التظاهر، أغلق محتجون المدخل الرئيسي المؤدي إلى حقل «مجنون» النفطي ضمن حدود ناحية «النشوة» التابعة لقضاء شط العرب شرقي البصرة. ورفض المحتجون قرار شركة الاستكشافات الزلزالية بتسريحهم عن العمل‏ واستبدالهم بآخرين من المحافظات المجاورة، ومنعوا دخول المركبات وحافلات نقل الموظفين من الدخول إلى الموقع.
كما شهدت مدينة الكوت، أمس، مواجهات جديدة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين الذين قاموا بقطع الطرق وسط المدينة.
وفي بابل، قطع العشرات من أبناء المدينة أمس، الطريق الدولي السريع في المحافظة. وقالت مصادر محلية إن العشرات من أبناء بابل قطعوا الطريق الدولي السريع في المحافظة أمام حركة سير العجلات. وأضافت أن القطع تم بواسطة الإطارات المحروقة وجذوع النخيل.

علاوي يدعو السفير البريطاني في بغداد للتواصل مع المتظاهرين
دعا زعيم «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، أمس، السفير البريطاني لدى بغداد للتواصل مع المتظاهرين في ساحات الاحتجاج بالبلاد، ودعم ملف إحالة المعتدين عليهم الى المحكمة الجنائية.
وقال مكتب علاوي في بيان، إن الأخير بحث مع السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي مجمل تطورات الأوضاع محلياً واقليمياً، والسبل الكفيلة بالوصول إلى حلول تسهم في الوصول إلى الاستقرار والتنمية.
وبحسب البيان، فقد طرح علاوي خلال استقباله هيكي في مكتبه، رؤيته لمعالجة الأوضاع الحالية وخريطة الطريق التي اقترحها لإصلاح العملية السياسية، إذ أبدى السفير تجاوبه التام معها.
وفي ذات السياق دعا علاوي، هيكي للتواصل مع المتظاهرين والاستماع لوجهة نظرهم، كما أكد ضرورة مساندة الجهود الرامية لإحالة ملف المتورطين بقتل المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية.