خلود الجابري تعرض تجربتها الإبداعية ومراحلها المتعددة
افتتح الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان أمس الأول المعرض الشخصي للتشكيلية الإماراتية خلود الجابري تحت عنوان “محطات” قدمت فيه 57 عملاً تشكيلياً بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المسرح الوطني بأبوظبي بحضور عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونخبه من الوجوه الاجتماعية والفنانين والأدباء والصحفيين والمهتمين بالفن التشكيلي، ويستمر المعرض حتى 30 مارس الجاري.
نفذت التشكيلية الجابري أعمالها التي مثلت مختلف مراحلها تجربتها الفنية بمختلف المواد ومنها أعمال بالحبر الصيني وبالماء وبالرصاص والزيت على الجمفاص، وتراوحت أحجام اللوحات بين 150x200سم إلى 30x30سم.
كما قدمت 3 نماذج من فنها النحتي ضمن أعمال تشكيلية مثلت الأولى كرسياً ملوناً والثانية مصطبة بطول 150سم والثالثة جذع شجرة ذات رموز شكلية تحيل إلى إيحاءات دلالية متعددة حاول بعض الحضور تأويلها، وبذلك تنوعت الرؤى والدلالات.
حاولت خلود الجابري بمجمل أعمالها تقديم كامل تجربتها التي أثارت اهتمام الجميع لكونها لم تظهر بشكل مفاجئ، كما هو واضح من تحولات أشكالها الفنية، حيث أوحت الأعمال إلى التدرج المفهومي الذي اشتغلت عليه الفنانة والتنوع في التجربة والغنى في المراحل ما بين التخطيطات الأولية بالحبر والرصاص إلى الرمزية إلى التجريد، إلى الواقعية، وأخيراً الدلالية المحملة بالرموز والإشارات العصرية الواضحة بتغير الأسلوب والمعالجة للموضوعات المطروحة ضمن خلطة جمالية قل نظيرها تحمل في بعضها روحاً سريالية.
بدأت خلود الجابري تشكيل أعمالها في المعرض من “تخطيط 1”، الذي انتمى لعام 1979، وهي فترة أيام الدراسة وهي تخطيطات بالرصاص، إلا أنها تشي بانتظار ولادة فنانة مهمة خاصة في درسها الأكاديمي عند اللوحة 6، وهي بعنوان دراسات المرسم الحر 1986، التي رسمت بها شفاهاً وعيوناً وأنوفاً، وكذلك في لوحتها الأكثر هدوءاً وهي “دراسات من عام 1988” المرقمة 8 التي رسمت بها “سيدة حالمة”. وترتقي خلود الجابري صعوداً نحو الاهتمام بالترميز والموروث في “المرأة والحضارة 1988” و”لعبة الصقلة 1987” حتى يمتزج هذان التعبيران لديها في “حطام مراكب 1987”، التي صورت السفينة والشراع والشباك وشاطئ البحر، ولم تغفل الجابري الطبيعة الصامتة في دراسة 1986 و1988.
وتدخل الجابري مرحلة جديدة وهي الترميز والواقعية في مزيج واحتواء، إلا أنها تتحول إلى التجريد في “عندما تدفن النخيل” و”شموخ امرأة” و”أحلام امرأة” ويكتمل لديها التجريد في لوحاتها “تشكيل”، كما تنفصل لوحاتها الواقعية “فريج” عن كامل أعمالها، وبذلك تصير التجربة في طور الولادة التي تمخض عنها هذا المعرض الراقي في إمكانية قراءة إنجازات تجربة الجابري برمتها.
تقول خلود الجابري في كلمة لها جاءت في كتيب المعرض عن تجربتها الأولى “لم أكن أعلم أنني - وبعد رؤيتي غرفة خشبية ملأى بالألوان واللوحات وأدوات الرسم لأبناء أحد جيراننا على سطح بيتهم - سوف أصبح مولعة بالفن، كنت في السابعة وكل ما أذكره عن هذه السن هو طبيعتي التأملية فيما حولي من طبيعة وأشياء ومواقف، دون سبب يدعو إلى شيء سوى أن هذه كانت تركيبتي”.
وتكمل عن ختام تجربتها بعد أن انقطعت 17 عاماً عن الرسم “بعد كل هذا عدت للممارسة العقلية للفن العام الماضي، مستعيدة حالي الفنية القديمة ومغامرة بتجريب مخزوني البصري وقد ظهرت لي حتى الآن عدة مدمجات بصرية مختلفة الموضوع والأسلوب”.
وتحفل سيرة الجابري بالعديد من المحطات الفنية فعلاً، وهي حاصلة على بكالوريوس الآداب في الإعلام من جامعة الإمارات ومتخصصة في الجرافيك والتصميم ومسؤولة المعارض منذ 89-1992 في المجمع الثقافي ودرست الفنون التشكيلية ومن مؤسسي جماعة أصدقاء الفن والتصوير الفوتوغرافي في المجمع الثقافي وشاركت في العديد من المعارض وحصلت على جوائز عدة في البحرين وعُمان وقطر وشهادات تقديرية في معارض كثيرة.
يشار إلى أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي سيستضيف في السابعة والنصف من مساء اليوم التشكيلية خلود الجابري في حديث عن تجربتها التشكيلية، وذلك في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني بأبوظبي، على هامش معرضها التشكيلي، حيث تعرض تجربتها الفنية، ويشترك في الأمسية الفنان التشكيلي والشاعر محمد المزروعي الذي سيقدم مداخلة حول أعمالها.
المصدر: أبوظبي