أبوظبي (الاتحاد)

اختتمت القمة العالمية للمحيطات دورتها السادسة في أبوظبي أمس بإعلان تعهدين، الأول تعهدت فيه الجهات المحلية في إمارة أبوظبي بالنهوض بالعمل الجماعي المشترك لمعالجة مخلفات المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، ومعدات الصيد المهملة، وأنواع أخرى من النفايات البحرية في مياه إمارة أبوظبي.
وفيما يخص المبادرات العالمية، فقد خرج المشاركون بتعهد لتعزيز العمل المشترك لتنظيف مجاري 10 أنهار رئيسية في أفريقيا وآسيا، وسُبل معالجة التلوث بالنفايات البلاستيكية في المناطق الساحلية وضفاف أنهار البلدان النامية في أفريقيا وآسيا.
وتتطلع أبوظبي إلى تعزيز الجهود العالمية الرامية لتقليل النفايات في المحيطات، إضافة إلى تطوير المبادرات القائمة حالياً الرامية لتنظيف الأنهار والمحيطات، وعلى هامش القمة العالمية للمحيطات نظمت هيئة البيئة بأبوظبي اجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، شارك فيها مسؤولون حكوميون محليون وعالميون وممثلون عن الهيئات البيئية الدولية، والمنظمات غير الربحية وشركات القطاع الخاص لمناقشة جهود مكافحة التلوث البحري في أبوظبي وحول العالم، حيث يعتبر تلوث المحيطات بالمخلفات البلاستيكية قضية عالمية تتطلب عملاً جماعياً من جميع الدول المعنية بالبحار.

تنظيف البيئة الساحلية
وركز الاجتماع الأول، الذي كان عنوانه «تنظيف البيئة الساحلية والبحرية في أبوظبي»، على كيفية النهوض بالعمل الجماعي المشترك لمعالجة مخلفات المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، ومعدات الصيد المهملة، وأنواع أخرى من النفايات البحرية في مياه أبوظبي. وحضر الاجتماع رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي، والدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة بأبوظبي، وحمد عبد الله الماس، المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الدولية الاقتصادية بدائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، وأحمد عمر عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج)، وسيف المزروعي، المدير التنفيذي بالإنابة بموانئ أبوظبي، والدكتور سالم خلفان الكعبي، مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) بالإنابة، وممثلون عن بنك أبوظبي الأول، وشركة بي بي، وجمعية الإمارات للطبيعة، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وأدار الجلسة الدكتور محمد المدفعي، المدير التنفيذي لقطاع السياسات والتخطيط البيئي المتكامل.
وأقر المشاركون في اجتماع الطاولة المستديرة، التي ركزت على أبوظبي، بالخطر الشديد الذي تشكله المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في الإمارة وأهمية إيجاد حلول للحد من استخدامها، كما شددت الطاولة المستديرة على أهمية دعم الجهود الاتحادية المبذولة لتنظيف البيئة البحرية، وتعزيز العمل المشترك والموارد والتمويل للحفاظ على بيئة بحرية نظيفة، كما ناقشت الجلسة السبل والتدابير اللازم اتخاذها بهدف تعزيز الوعي لإحداث تغيير إيجابي، وتشجيع الجمهور المحلي على الحد من استهلاك البلاستيك، والاستعانة بأساليب التخلص المناسبة، والإبلاغ عن معدات الصيد المفقودة وتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة.

إنقاذ الأنهار والمحيطات
في حين ناقش الاجتماع الثاني «إنقاذ الأنهار.. إنقاذ المحيطات» سُبل معالجة التلوث بالنفايات البلاستيكية في المناطق الساحلية وضفاف أنهار البلدان النامية في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وشارك في الاجتماع معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، ورزان خليفة المبارك، والدكتورة شيخة سالم الظاهري، وبيتر تومسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المحيطات، وعدد من المسؤولين.
وقال معالي الزيودي: إن ضمان صحة المحيطات واستدامة تنوعها البيولوجي يمثل أهمية قصوى لاستمرار الحياة بشكل عام على المدى الطويل، وللبشر الذين يعتمدون بشكل مباشر في حياتهم واحتياجاتهم على ما تقدمه المحيطات على المدى القريب والمتوسط، وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال والتي تلعب دولة الإمارات دوراً بارزاً فيها، فإن التوقعات المتخصصة التي تؤكد أنه بحلول 2050 سيكون حجم النفايات وبالأخص البلاستيكية في المحيطات أكبر من حجم مخزونها السمكي، تفرض علينا كمجتمع دولي تحديد خطة عملنا بشكل أدق وتكثيف جهودنا وتوحيدها وتسريع وتيرتها، لضمان مستقبل مستدام.
وأضاف: ويمثل التعهد بتعزيز الجهود القائمة لتنظيف المحيطات والأنهار مبادرة بناءة ونموذجاً للتحرك المطلوب، واتخاذ خطوات استباقية نحو الحفاظ على صحة البيئات المائية، وتعد خطوة أولى نحو تنظيف أكثر الأنهار تلوثاً في العالم.

التلوث الناجم عن البلاستيك
من جهتها، قالت رزان خليفة المبارك: إن المسؤولية تجاه المحيطات هي مسؤولية مشتركة وهو ما يحتم علينا أن نقوم بتعزيز الوعي تجاه أخطار التلوث الناجم عن البلاستيك واتخاذ الإجراءات وتنسيق السياسات والتمويل الموجه لخدمة هذا الهدف، بالإضافة إلى تبني أحدث التقنيات الزرقاء المبتكرة. وتعد شراكاتنا العالمية ركيزة أساسية في تسهيل العمل الجماعي، وهذه الجلسة تمثل التزاماً موجهاً من الشركاء المعنيين في القطاعين الحكومي والخاص.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري: تعتبر النفايات البلاستيكية واحدة من أكبر المصادر الرئيسية في تلوث المحيطات حالياً. وواجبنا العمل معاً وبذل كل ما في وسعنا للتصدي لهذا التحدي البيئي وضمان أن نتمكن من الاستمرار في الاستفادة من المحيطات – التي تعتبر مورداً طبيعياً مهماً ومشتركاً يحافظ على معيشة المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم.

بيتر تومسون: كل ما نفعله يؤثر على صحة المحيط
وعبر بيتر تومسون، مبعوث الأمم المتحدة لشؤون المحيطات، عن شكره لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن الأنهار والمحيطات مرتبطة ببعضهما البعض، وكل ما نفعله على هذه الأرض يؤثر على صحة المحيط، وكل التلوث الذي تسببه مدننا ومياه الصرف الصحي يذهب إلى المحيط عبر الأنهار، سواء كان ذلك ناجماً عن التلوث الصناعي، أو مخلفات المنتجات الزراعية التي ترمى في الأنهار، مما يقتل الحياة فيها وفي المحيطات.

13 مليون طن من البلاستيك تدخل المحيطات سنوياً
وخلال الاجتماعات أكد المشاركون التزامهم بدعم الجهود الحالية المبذولة لوضع المبادرات الجديدة المطلوبة لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والذي يركز على الحفاظ على المحيطات والموارد البحرية والاستخدام المستدام لها لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يدخل 13 مليون طن من البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، ما يتسبب بأضرار تصل قيمتها إلى 13 مليار دولار أميركي في الأنظمة البحرية الحيوية، كما تتسبب هذه النفايات في إلحاق ضرر كبير بالقيمة الإجمالية لأصول موارد المحيطات، مثل مصائد الأسماك والشعاب المرجانية وخطوط الشحن، وامتصاص الكربون والتي تقدر قيمتها مجتمعة بحوالي 24 تريليون دولار أميركي.