فاطمة عطفة (أبوظبي)
يقيم الفنان التشكيلي هاشل اللمكي معرضه الفردي الأول في معرض421 في منطقة ميناء زايد بأبوظبي، تحت عنوان «التأرجح: سياقات عبثية»، ليناقش فيه الرمزية اللحظية للانفصال وكيف تنطوي تلك اللحظة على نوع من أنواع التغريب والفصل التي تحوّل وحدة متكاملة إلى شيئين منفصلين، واللمكي أحد الفنانين الذين تخرجوا في منحة الشيخة سلامة للفنانين الناشئين.
وفي لقاء مع «الاتحاد» قال الفنان اللمكي: هذا أول معرض فردي لي، وقد عملت عليه لمدة سنتين مع القيمة الفنية على المعرض الفنانة منيرة الصايغ.
وحول العنوان وكيف جاء بهذه الصيغة «التأرجح: سياقات عبثية»، قال: الفكرة بدأت من خلال النقاش الذي كان يدور بيني وبين منيرة، إلى أن تمت ترجمة الأفكار ووضعناها في سياق عربي، على أن تكون الترجمة معنوية وليست حرفية، لأن المرادف العربي للإنجليزي هو «الفنجان والطبق»، ونحن لا نريد أن نترجمه حرفياً، بل ضمنياً، فجاء العنوان هكذا بعد نقاش طويل.
يتميز المعرض بأنه لا يقتصر على نوع فني واحد، بل يشمل الرسم والنحت والفيديو والتصوير، إضافة إلى عرض أدائي شامل لمختلف الفنون، والسبب - كما أوضح اللمكي - يعود إلى أن «الاستديو عندي ديناميكي فيه حركة دائمة، ولا يوجد شيء ثابت».
أما كيف يجمع الفنان بين كل هذه الأنواع من الفنون؟ فيجيب ضاحكاً: (هذا سحر!). ويتابع: هذا شغلي خلال 13 سنة. أنا لست رساماً كلاسيكياً أرسم فقط. أنا شغلي الفني التفكير والانطلاق مع الخيال، والإنتاج الفني يكون حصيلة للأفكار التي تدور في خاطري.
وبخصوص الفوارق بين المعرض الجماعي والمعرض الفردي، وأيهما أهم للفنان، يجيب: لكل معرض ميزة، المعارض الجماعية تختلف، لكن المعرض الفردي أهم لأنه يعبر عن مسيرة الفنان، وأنا اشتغلت عليه مدة سنتين مع القيمة الفنية منيرة التي استطاعت أن تستوعبني وتعطيني المساحة الكافية من الوقت والجهد في التفكير والخامات والعدد، وكان عندي حرية مطلقة، بينما شعرت مع القيمين في المعارض الجماعية أن عملهم إدارة المشروع أكثر من التفكير والنقاش. وبالإضافة إلى فكرة العنوان أيضاً، المساحة تكون محددة، بينما في المعرض الحالي بدأنا في الكلام وتحليل الفكرة وترتيب محل العرض في معرض 421 الذي رتبته منيرة، لأنها كانت تشتغل فيه لفترة. أنا ابن «مؤسسة الشيخة سلامة» ومن خريجي برنامج الناشئين، وهذا أول معرض من إنتاجهم.
واعتبر اللمكي أن هذه «لحظة مهمة بالنسبة لي كفنان، وهو أول معرض لي من إنتاج مؤسسة الشيخة سلامة».
من جهتها تقول الصايغ: «أول معرض أشتغل عليه بهذا الشكل، بدأنا بفكرة، سرعان ما بدأت تتوضح من خلال الجلسات التي نعقدها معاً لبلورة الفكرة، ثم اتجهنا إلى مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان وقدمنا فكرتنا، فدعمونا بكل شكل إلى أن وصلنا للنهاية».
تؤكد الصايغ أن «الدعم أساسي للفنان، سواء من المؤسسات أو من الفنانين والقيمين والكتاب، يجب أن ندعم بعضنا بعضاً، إضافة إلى دعم المؤسسات».
وعلق اللمكي: على الفنان أن يدعم نفسه، قبل أن يذهب ليبحث عن مؤسسة تساعده، يجب أن يعرف ماذا يريد أن يعمل، والمؤسسات موجودة، لكن على الفنان أن يرتب أفكاره جيداً قبل أن يذهب للمؤسسة.