أبوظبي (الاتحاد) - من الأساسيات التي تطالب بها الفنانة الإماراتية خلود الجابري، إعادة صياغة طرق تدريس الرسم في المدارس، لكونه إحدى الوسائل التي تنمي المهارات، وتصل إلى أبعد من ذلك، حيث تقول إن الرسم يحرر النفس من المكبوتات وينظف الدواخل من كل الشوائب. تقول: «يجب إعادة صياغة طرق تدريس الفن في المدارس، وأن نعلم أولادنا ثقافة فنية، وصهر الطفل في مجال القراءة والاطلاع ونفسح له مجالاً للتأمل، ونيسر له طريق الحصول على الجوائز والكشف عن المهارات كل ذلك يزيد من ثقة الطفل بنفسه، والطفل عالم مختلف تماماً عن عالم الكبار؛ لهذا يجب التعامل معه بطرق مختلفة من بينها التعرف إليه عن طريق الفن ليفصح عن دواخله، هل هو سعيد أو تعيس؟ وفتح المجال واسعاً أمامه للتعبير عن نفسه عن طريق الفن». تسترسل الجابري مضيفة: «أفترض أنه يجب إعادة صياغة الطرق التي يتم تدريس الرسم بها ليكون الطالب حراً طليقاً يعبر المسافات من خلال ما يعبر عنه من خلال الرسومات، ويجب أن يتعامل مع الطفل على أنه فنان، بحيث تكون أدوات العمل نفسها عند الكبار مثل إدخال الألوان الجريئة، والألوان الزيتية والجواش والإكريليك». وتؤكد الجابري أن الاهتمام بالفن في كل بقاع العالم يعني الارتقاء بالعنصر البشري عن طريق الفن، والرسم يغير سلوك الفرد ويعلمه العطاء وتفريغ وتعبير من جهة أخرى، تقول: «أتمنى أن تكون المادة إجبارية في المدارس ويسري عليها ما يسري على بقية المواد من نجاح ورسوب لتأسيس ثقافة فنية كبيرة، وذلك بالاهتمام، ونلاحظ الحركة الثقافية الكبيرة التي تعرفها أبوظبي، خاصة أن جزيرة السعديات ستضم أكبر المتاحف العالمية وصالات العرض؛ لذا نود أن يكون الطفل ضمن هذه المنظومة الثقافية الكبرى، حتى نتوخى مردوداً على المدى البعيد، لينخرط الأطفال في هذه النهضة الثقافية، ليتحملوا مستقبلاً مسؤولية هذه المتاحف». وتنادي الجابري بضرورة تكليف فنانين محترفين للقيام بهذه المهمة، وتقول: «يجب أن تكون مراسم حرة متعددة يشرف عليها فنانون عرب وإماراتيون، ويجب أن تكون هذه المراكز في كل أنحاء المدينة ولا تتمركز في مكان معين، حتى يستفيد منها الجميع. فالفن له مكانة غير عادية بين الشعوب ولولاه ما تعرفنا إلى الحضارات الإنسانية السابقة ولما كشفنا النقاب عن الموروث الحضاري لكل بلد، والفنان هو من أرخ لكل الحضارات، كالكتابة السومرية والفرعونية والبابلية، ولولا الفنان لما تعرفنا إلى تاريخنا». وتستدل الجابري بتجربتها في هذا الإطار، وتقول: «أذكر عندما كنت في السابق مسؤولة معارض حينما تم تجميع أطفال من كل أنحاء العالم في مرسم واحد بل معرض واحد، وكانت أعمارهم بين 5 و 14 سنة وأُتيحت للجميع فرصة التعرف إلى رسومات الأطفال الآخرين، وكانت تجربة ناجحة جداً، فلماذا لا نعيد هذه التجربة؟ وهذا كله تطوير لمدارك الطفل الفنية، ولماذا لا تكون هناك معارض خاصة بالطفل؟ لنساعد الطفل على الظهور وتعرف الناس إليه».